قبل هبوط آدم وحواء كان يوجد على الأرض بشر آخرون يفسدون فى الأرض ويسفكون الدماء ، وهم ( يأجوج ومأجوج ) . وكانوا قد وصلوا الى تقدم تكنولوجى هائل ، وهم بعدوانيتهم وتقدمهم ـ فى وقت كان أبناء آدم غاية فى الضعف والبدائية ، كانوا سيستأصلون بنى آدم ، لذا أرسل الله جل وعلا ذا القرنين ، بامكانات هائلة فحصر يأجوج ومأجوع فى باطن الأرض ، واقام سدّا بيننا وبينهم ، وبمرور مئات القرون ، وحتى الآن عاش أبناء آدم على سطح الأرض ويأجوج ومأجوج فى باطنها . ومن هنا نفهم الآتى :
1 ـ قوله جل وعلا إنه جاعل فى الأرض خليفة. ليس خليفة لله فالله تعالى لا يغيب ، والخليفة هو من يخلف الغائب. ولكن خليفة فى الأرض ليأجوج ومأجوج بعد تغييبهم فى الأرض . وابناء آدم هم الخلائف فى الأرض بعد يأجوج ومأجوج .
2 ـ قول الملائكة عن ذلك الخليفة فى الأرض ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ) ( البقرة 30 ) هو إشارة ليأجوج ومأجوج الذين كانوا وقتها متحكمين فى الأرض . وهو نفس الوصف الذى وصف فيه يأجوج ومأجوج لذى القرنين : ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ) ( الكهف 94 ) .
3 ـ آخر علامتين من علامات الساعة ، خروج دابة من الأرض تكلم الناس : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ) ( النمل 82 ) ، وخروج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض قبيل تدمير الكون : ( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ) (الكهف 95 : 99 ) (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ) (الأنبياء 96 : 97 ) . وكونهم يعيشون فى باطن الأرض وغاية فى التقدم سيجعلهم بقرب انفجار الأرض النهائى وزلزالها الأكبر ، المشار اليه فى سورة الزلزلة .
4 ـ من الاعجاز العلمى للقرآن الكريم الذى يتحدى البشرية مستقبلا هو الاشارة الى يأجوج ومأجوج ، ووجودهم أحياء من قديم الزمن واستمرارهم فى باطن الأرض الى قبيل قيام الساعة . ويحتار البشر الآن فى تفسير ظواهر ملموسة لا سبيل لانكارها وهى :
4 / 1 وجود آثار هائلة لحضارات سبقت بنى آدم ، واكتشافات لتقدم تكنولوجى لهذه الحضارات بعضها لم يصل اليه الانسان حاليا . وأهمها الأهرام فى مصر و أبو الهول ، وأهرامات أخرى مكتشفة فى المكسيك ، وأهرام تحت الماء فى منطقة مثلث برمودة .وكتب كثيرون فى هذا .
4/ 2 : ظاهرة الاختفاء الغامض للسفن والطائرات فى مناطق معينة محددة ، أهمها مثلث برمودة ، وقرب اليابان ..
4/ 3 : الأطباق الطائرة التى يتم تصويرها بسرعتها الفائقة وتغير أشكالها وأضوائها .
وبرامج التليفزيزن الأمريكى ملآنة بمثل هذا . وتتعدد التفسيرات ، منهم من يقول انها كائنات فضائية ، ولكن بعضهم يقول انها ترجع الى حضارة متقدمة فى باطن الأرض ، تراقب البشر ( المتخلفين علميا ) فوق سطح الأرض . وتأخذ منهم ومن أدواتهم نماذج للدراسة وإجراء الأبحاث عليها . وهم علماء يتفقون مع ما جاء فى القرآن الكريم مع عدم علمهم به.
ونعدّ بحثا مفصّلا عن الموضوع . والله جل وعلا هو المستعان .