أنار الله جل وعلا بصيرتك ، وهدانا واياك الى الحق وطريق مستقيم .
موقفك لا غبار عليه إطلاقا ، فلقد أرغمك هذا الشخص على الدخول فى الجدال المحظور فى الحج ، ولقد حاولت الافلات منه ـ وبعد أن أفلتّ منه أخذ ضميرك المسلم يؤرقك . وأقول لا تثريب عليك .. غفر الله جل وعلا لك ولنا ، وأثابك أفضل الثواب على حجتك و إيمانك.
إن الله جل وعلا قد منع الجدال مطلقا فى الحج ، وهو مباح بشروطه فى الأوقات الأخرى ، كما منع الرفث ـ أى مقدمات الجنس ـ مع الزوجة ، وهذا مباح فى غير الحج ، ومنع الفسوق وهو محرم فى كل الأوقات ، وهو فى الحج أشد تحريما ، بل إنه جل وعلا هدّد بمعاقبة من (ينوى ) مجرد نية بارتكاب الالحاد والظلم ، هدّده رب العزة بأن يذيقه عذابا أليما .
هذا لأن الاحرام بالحج ليس ارتداء تلك الملابس الفاضحة الكاشفة لعورة الرجال ، ولكن الاحرام بالحج يعنى التزام الاوامر الاستثنائية المذكورة فيه من طواف وقيام وصلاة ونسك وهدى ، مع اجتناب المنهى عنه وهو عدم قتل اى دابة حية والصيد و اجتناب الرفث والجدال و الفسوق والعصيان و النوايا الخبيثة ليكون القلب طاهرا ، ويتحقق الهدف من الحج ، وهو أن تكون فى بيت الله الحرام وفى الشهر الحرام فى أعلى ما يمكن طهارة ونقاءا وتقوى .
وهناك بالطبع من يدخل الاحرام محتفظا بكل شروره من عقائد وسلوكيات ، فيزداد بالحج ابتعادا عن الرحمن . وياليته ظل فى بيته ولم يشتر النار بتكاليف الحج الغير مقبول. التفاصيل ستأتى قريبا على الموقع فى كتابنا عن الحج .