الحج المقبول

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٨ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أخي أحمد لقد قمت ولله الحمد بآداء فريضة الحج العام الماضي ولكي أختصر عليكم وأدخل في صلب الموضوع مباشرة حين كنت في طريقي الى مقر الحملة (الفندق) وبعد الانتهاء من رجم العقبة الكبرى ظللت طريقي وسألت شخص ظننته للوهلة الأولى من أهل المملكة العربية السعودية فسألته أن يرشدني الى الشارع الذي فيه مقر الحملة فعرض علي أن يرافقني فطريقه قريب من طريقي وتم ذلك وحين رافقني قام بالتعريف عن نفسه وكذلك فعلت فقال لي انه فلسطيني مقيم في المملكة من زمن طويل وقال لي انه عنده أقارب في الكويت المهم بعد ذلك سألني "عسى ان تكون سني" فتعجبت من السؤال وبطريقة طرحه فقلت له أنا مسلم "قال يعني سني ولا شيعي" قلت له مسلم حنيف على ملة ابراهيم وكذلك الرسول محمد عليه السلام "قال يعني تؤمن بالكافي ولا بالبخاري" ودار بيينا جدال وقال لي "لا بد أن تقول أنني مسلم سني كما قال الشيخ الألباني رحمه الله أي انه لا يكفي أن تقول أنا مسلم وفقط" "وكانت نبرة صوته عالية ويسدي الي بالنصائح ظنا منه انني شيعي وكان يقول لي لا بد من ان تترك عبادة القبور وأنظر ماذا يفعلون الشيعه على اليو تيوب من غلو في الأولياء وأنظر الى محاضرات الشيخ عثمان الخميس حين يحاورهم ليتبين لك الهدى وأيضا نال الصوفيه والأشاعرة والماتريدية نصيب مما قال" وكما قلت لك أخي أحمد ان نبرة صوته كانت عالية ويصر على اسماع الناس ولا يراعي مشاعر من حولنا من الحجاج حيث أننا كنا نسير بين فوج من الحجاج وقد تكون مللهم متنوعة ومختلفة وكان بعضهم يلقي السمع لما يقول وقلت له أنني لست من أهل التخصص في هذا العلم وأنني لو أقرأ في مجال تخصصي في الهندسة الكيميائيه خير لي من أن أدلي بدلوي في ما لا أفقه فيه حينها قال لي لأن العلم الشرعي خير من علوم الدنيا قاطبة وأنت لا تعذر بجهلك ولا بد من أن تنصح أهلك وأصدقاؤك بالحق وفي نهاية هذه الصحبه القصيرة وصلت الى وجهتي وودعته وقلت له أرجوك أن تخفض صوتك لكي لا تؤذي مشاعر الحجاج ضيوف الرحمن فقال لي "بالعكس أنا حين أسمعهم قد يهدي الله أحدهم علي يدي" فقلت له أن هذا ليس وقته وهؤلاء ضيوف الرحمن ولا يجب أن نضايق ضيوفه وقلت له بأنك قد تهدي شخص وتعين ابليس على أخرين وتزيدهم اصرارا ونفورا ولكنه أصر على انه يقوم بواجبه بالدعوة الى الطريق القويم فسؤال هنا أخي أحمد هل هذا هو الجدال المنهي عنه في الحج الذي نهى عنه المولى عز وجل في القرآن الكريم ؟ فلقد كرهت نفسي بعد هذا الجدال وحزنت حزنا كثيرا للأنه قد يكون بسببي قد فتح باب للجدال وايذاء لمشاعر أهل الملل الأخرى من الحجاج فهل علي أن أعيد حجتي ؟ أعتقد أنني من المفترض أني كنت قد أغلقت باب هذا الجدال العقيم بالانصراف عن هذا الرجل أول حتى أن أبين له أنني من ملة " أهل السنه والجماعه" فأكون قد خضت معاه في حوار آخر فقد أكون أنا السبب في فتح هذا الحوار بين لي جزاك الله خير وأنا قد عرفتك وقرأت لك بأنك لا تخاف بالله لومة لائم ولا تجامل بالحق ليس مدحا بك ولكني قرأت لك الكثير وتبين لي أن لديك من العلم الكثير ولكن حقيقة كنت في بداية الأمر مرتابا من طرحك في قنواة مسيحية (مع الأخ رشيد) وقد بينت لي وجهة نظرك وأشكرك عليها وعلى سعة صدرك وأعلم بأنه لن تتاح لك فرصة للظهور في وسائل الاعلام الحكوميه في الوطن العربي خاصتا وأنه بعد أن انتهيت من مقابلة لك مع الأخ رشيد ظهر رابط على الشاشه فتحرقني الفظول لمعرفة محتواه فاذا هو بموقع مسيحي يدعو للتشكيك بالقرآن وتبيان الأخطاء النحويه والعلميه والجغرافيه والتاريخيه التي به فما بعد القرآن بقى لو كفرنا به ؟ جزاك الله عنا ألف خير يادكتور أحمد وأفادنا الله بعلمك فوالله لقد ازدادت بصيرتي من بعد أن قرأت لك وان كان الحقيقه المطلقة في هذا الكون هي أنه لا اله الا الله فأدعو الله أن يهديني للأقرب من ذلك رشدا على يد أئمة المتقين حيث انيي تعلمت من موقعكم أهميه التقوى والعدل في حياة الانسان المسلم
آحمد صبحي منصور

 

أنار الله جل وعلا بصيرتك ، وهدانا واياك الى الحق وطريق مستقيم .

موقفك لا غبار عليه إطلاقا ، فلقد أرغمك هذا الشخص على الدخول فى الجدال المحظور فى الحج ، ولقد حاولت الافلات منه ـ وبعد أن أفلتّ منه أخذ ضميرك المسلم يؤرقك . وأقول لا تثريب عليك .. غفر الله جل وعلا لك ولنا ، وأثابك أفضل الثواب على حجتك و إيمانك.

إن الله جل وعلا قد منع الجدال مطلقا فى الحج ، وهو مباح بشروطه فى الأوقات الأخرى ، كما منع الرفث ـ أى مقدمات الجنس ـ مع الزوجة ، وهذا مباح فى غير الحج ، ومنع الفسوق وهو محرم فى كل الأوقات ، وهو فى الحج أشد تحريما ، بل إنه جل وعلا هدّد بمعاقبة من (ينوى ) مجرد نية بارتكاب الالحاد والظلم ، هدّده رب العزة بأن يذيقه عذابا أليما .

هذا لأن الاحرام بالحج ليس ارتداء تلك الملابس الفاضحة الكاشفة لعورة الرجال ، ولكن الاحرام بالحج يعنى التزام الاوامر الاستثنائية المذكورة فيه من طواف وقيام وصلاة ونسك وهدى ، مع اجتناب المنهى عنه وهو عدم قتل اى دابة حية والصيد و اجتناب الرفث والجدال و الفسوق والعصيان و النوايا الخبيثة ليكون القلب طاهرا ، ويتحقق الهدف من الحج ، وهو أن تكون فى بيت الله الحرام وفى الشهر الحرام فى أعلى ما يمكن طهارة ونقاءا وتقوى .

وهناك بالطبع من يدخل الاحرام محتفظا بكل شروره من عقائد وسلوكيات ، فيزداد بالحج ابتعادا عن الرحمن . وياليته ظل فى بيته ولم يشتر النار بتكاليف الحج الغير مقبول. التفاصيل ستأتى قريبا على الموقع فى كتابنا عن الحج .

 

اجمالي القراءات 14832