قردة خاسئين

آحمد صبحي منصور في الأحد ١٢ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
قال الله تعالى: {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل} المائدة (60). وقال تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين} البقرة (65). وقال الله تعالى: (فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين) الاعراف (166). عزيزي الدكتور، حين عاقب الله تعالى العصاة من بني اسرائيل الذين اعتدوا في السبت وذلك بمسخهم قردة وخنازير، فهل حقيقة مسخوا قردة وخنازير؟ هل هو مسخ مادي او معنوي؟ بمعنى هل تحوّل الذين اعتدوا الى قردة وخنازير تحولاً حقيقياً أو تحولت أخلاقهم فكانت مثل اخلاق القردة والخنازير؟ واذا كان ذلك كذلك فهل يستلزم التفريطُ في المسئولية هذا العقابَ! ــ واستغفره جلّ وعلا ان كان ثمة سوء أدب مع الله تعالى ــ فما هو تحليلكم وتصوركم للآيات الكريمة؟
آحمد صبحي منصور

المفهوم انه مسخ حقيقى وليس مجازا ، وهو خاص بمن اعتدوا فى السبت ، وقد انتهوا كبشر ، وتفصيل قصتهم جاءت فى قوله جل وعلا : ( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ  ) ( الأعراف 163 ـ )

وواضح من الآيات الكريمة الآتى :

1 ـ إنهم عصوا وعتوا وطغوا ولم يأبهوا بالعذاب الأول فحق عليهم عذاب المسخ (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ  )

2 ـ إن عذاب المسخ مستمر بهم وذريتهم من القردة والخنازير الى يوم القيامة : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ  )

3 ـ إن العذاب يتساوى مع درجة الجرم ويتساوى مع المسئولية ، فالله جل وعلا فضّل بنى اسرائيل على العالمين وارسل اليهم الكثير من الرسل وانزل لهم الكثير من الكتب و احاطهم بشتى المعجزات والآيات ، والنتيجة ان من اطاع منهم استحق التكريم ومن عصى منهم ناله العقاب و التحقير .

4 ـ بعد اولئك العصاة الممسوخين الذين انتهى عهدهم بالبشرية فان بقية بنى اسرائيل تفرقوا فى العالم منهم الصالحون ومنهم العصاة ( وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ  ).

والله جل وعلا لا يظلم احدا من العباد .

اجمالي القراءات 21332