سؤالان

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٠ - أغسطس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : ما زلنا في احلام الدولة الاسلامية القرآنية العلمانية الديمقراطية . حسب جوابكم المرة السابقة يجب ان يتحول الازهر لجهة اهلية و يتم الفصل الكامل بين الدين و الدولة بحيث لا تتدخل الدولة في الدين و لا يكون هناك مجلس افتاء او وزارة للاوقاف و سواها . هنا لدينا معضلة ، مثلا في سوريا صودرت اوقاف السنة ووضعت املاكها كلها تحت سيطرة الدولة ووضعت تحت تصرف وزارة الاوقاف و بالتالي اصبح الشيوخ و المؤذنين و المفتين موظفين لدى الدولة تدفع رواتبهم و الدولة اعفت دور العبادة من الضرائب و دفع الماء و الكهرباء و هذا من عهد الاستقلال عن فرنسا و بقي حتى الآن . السؤال المهم اذا فصلنا بين الدين و الدولة فهل يجب على الدولة اعادة الاوقاف الدينية للطوائف المالكة لها و تتوقف عن دفع رواتب رجال الدين و اخذ الضرائب منهم و ثمن الماء و الكهرباء كاي بيت في الدولة ، لكن في حالة السنة مثلا لديهم املاك هائلة في الاوقاف كسكة الحديد الحجازي و معرض دمشق الدولي و اراضي ضخمة ربما تزيد عن املاك الدولة و باعطائهم هذه الاملاك ربما يصبحو اقوى من الدرلة و يستخدموا هذه الاموال للقفز للسلطة او فرض رأيهم الديني مثلا , و في حال ابقاء الاوقاف تحت ادارة الدولة هذا يلزم الدولة بدفع رواتب رجال الدين كما هو الحال في فرنسا عندما اتفق نابليون مع البابا على احتفاظ الدولة الفرنسية باملاك الكنيسة و اموالها التي صودرت خلال الثورة الفرنسية مقابل دفع رواتب و معاشات رجال الدين و ان تتولى الدولة ترميم الكنائس القائمة باعتبارها املاك دولة و ليست املاك الكنيسة . اعتذر ولكن الامر معقد و ذو حدين . و هذا اعتقد مهم جدا في الفقه القرآني للدولة العلمانية التي نحلم بها جميعا باذن الله عز و جل . السؤال الثانى السلام عليكم دكتور… قال الله جل وعلا "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ" كيف تكون الزيادة في الكفر؟ ومتى تكون التوبة اللتي لن تُقبل؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول

فى الدولة الاسلامية يكون الدين هو الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، والمواطنة تعنى المسالمة بغض النظر عن نوعية علاقتك بالخالق جل وعلا ، أى حرية دينية مطلقة. وإذا كانت الهداية مسئولية شخصية وإذا كان الدين ــ فى العقيدة والعبادة ــ شأنا شخصيا فالدولة   غير معنية بالهداية أو عدمها ، بالتالى يكون من حق الأفراد والجماعات إقامة بيوت العبادة والانفاق عليها ورعايتها وحبس أوقاف عليها . تتركز مسئولية الدولة فى الاشراف المالى منعا للفساد ، وفى تحصيل الضرائب فى حدود معينة ، وهذا على قدم المساواة فى التعامل مع الجميع .

جدير بالذكر أنه سبق لنا نشر كتاب عن (  دستور مرسى الاخوانى فى دراسة تحليلية أصولية تاريخية) ، وفيه فصل عن ( دستور مرسى وسلب ثروات المصريين بالأوقاف - 9

https://ahl-alquran.com/arabic/chapter.php?main_id=384

إجابة السؤال الثانى

أولا : عن توبتهم غير المقبولة

هؤلاء كانوا مؤمنين ثم كفروا بعد إيمانهم ، ثم إزدادوا كفرا فلا مجال لأن يتوبوا ، فقد عرفوا الايمان ، ثم رفضوه ، وكفروا ثم إزدادوا كفرا . بالتالى مستحيل بعدها أن يتراجعوا أو أن يرجعوا أنفسهم ، أى سيموتون وهم ضالُّون ، وعند الموت سيعلنون التوبة لملائكة الموت ولكن بعد فوات الأوان ، لن يقبلها الله جل وعلا . قال جل وعلا :

1 ـ (  وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18) النساء )

2 ـ (  حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون )

ثانيا : عن الزيادة فى الكفر

هناك كافر عادى يقدس البشر والحجر ولكنه مسالم ، وهناك كافر يدعو للكفر ويفرضه على الناس ، ويصُدُّ عن سبيل الله جل وعلا . أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين هم أشد الناس كفرا . تراهم يتمتعون بألقاب التعظيم والتفخيم والتقديس . ومصيرهم الى عذاب مضاعف . قال جل وعلا :

1 ـ ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)  النحل ).

2 ـ ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) النحل )

3 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) البقرة )

اجمالي القراءات 2073