آحمد صبحي منصور
في
السبت ٢٩ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا :
1 ـ الذى يؤمن بحديث واحد فقط مع القرآن يكون كافرا بالله جل وعلا وبرسوله . هذا مفهوم من قوله جل وعلا :
1 / 1 : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية )
1 / 2 : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات )
1 / 3 : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف ).
2 ـ الحديث المتواتر الوحيد هو حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم .
كل الأحاديث ليست متواترة ، بل هى أحاديث آحاد صنعوا لها أسانيد فى العصر العباسى تصلها بالنبى محمد عليه السلام زورا وبهتانا . ينطبق هذا على أوائلها فى الموطا لمالك وكانت حوالى ألف حديث فقط و( الأم ) للشافعى ،وقد وصل بها الى عدة آلاف ، ثم تضاعف عددها أضعافا فى القرون التالية . ولأنها مشكوك فيها فقد إخترعوا لها ما يسمى بالجرح والتعديل ، وهم فيه ايضا مختلفون، فلم يتفقوا على أن فلانا من الرواة عدل ثقة أو ضعيف ومدلس . لوكانت تلك الأحاديث متواترة ما كانت هناك حاجة للاسناد ، وما إحتاج الاسناد الى جرح وتعديل .
3 ـ ليس فى القرآن الكريم إسناد وليس فيه جرح أو تعديل ، إنه هو الذى حفظه رب العزة جل وعلا . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر ).
3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)فصلت )
4 ـ الحقيقة أن الأديان الأرضية يمتلكها أصحابها ، هم الذين يؤلفونها ، وهم الذين يعدّلونها ، وهم الذين يختلفون فيها . حتى عصرنا هذا ترى الألبانى يقوم بالتصحيح والحذف . وليس له الرأى الأخير ، فهناك من لا يعجبه عمل الألبانى ويضع عليه تحفظات ، ثم لا يزال المجال مفتوحا لتعديلات أخرى .
5 ـ ثم مؤخرا يأتى ولى العهد السعودى بسياسة جديدة يريد بها أن يستأصل نفوذ شيوخ الوهابية ، وهم أصحاب المشاكل ، فيضع النشطين منهم فى السجون لأتفه الأسباب . ثم لنفس الغرض السياسى ينسف مشروعيتهم الدينية السنية الوهابية بإلغاء كل الأحاديث ، ويستبقى منه أقل القليل بزعم أن هذه الأقلية هى المتواترة . هذا مع أن ( علماء ) الحديث فى العصر العباسى إختلفوا فى عدد الأحاديث المتواترة ، منهم من قال إنها لا توجد اصلا ، ومنهم من قال إنه حديث واحد متواتر هو ( من كذب علىّ فليتبوأ مقعده من النار ) وإختلفوا فيه فرواه بعضهم ( من كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) . واكثرهم تفاؤلا وصل بعدد الحديث المتواتر الى سبعة فقط . ثم يأتى ولى العهد السعودى ليتخيّر منها مائة ، لم يقل معيار إختياره للمتواتر . لكنه هو صاحب الدين ، وعلماء هذا الدين الذين يوالونه رغبة ورهبة وخوفا وطمعا ، يقولون له ( آمين ) فهم مماليك له ، وهو يتخيّر من دينه الملاكى ما يشاء ، وهم يوافقونه ، ولو تخيّر لهم قصيدة الأطلال ( تأليف ابراهيم ناجى وتلحين رياض السنباطى وغناء أم كلثوم ابراهيم ) وجعلها من الأحاديث المتواترة فلن يرفضوا ، لأن من يرفض فليهنأ بسجن الحائر .!.
أخيرا :
تدبر قوله جل وعلا : ( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ (38) القلم ).
ودائما : صدق الله العظيم .!