سورة الأنبياء

آحمد صبحي منصور في السبت ١٥ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أرجو أن تعطينا مضمون سورة الأنبياء لأنى معجب بها جدا .
آحمد صبحي منصور

بنظرة سريعة إلى سورة الأنبياء يتضح الأتى :

أولا :

 الأقسام الرئيسة لسورة الأنبياء هى :

القسم الأول :

وعظ الناس : بتبصيرهم وتذكيرهم بإقتراب يوم الحساب وغفلتهم عنه " أية 1-5 " وإهلاك الأمم السابقة " 6-15" ودعوة البشر للإيمان بالله تعالى وحده " 16- 50" .

القسم الثانى :

 قصص الأنبياء " من أية 51-91" وينتهى ينتائج تقرر وحدة الدين الإلهى الحق مقابل الدين البشرى الباطل الكافر " 92-93" وعدم كفران حق الصالحين فى النعيم " 94 " واستحالة رجوع أمة من الأمم السابقة للحياة فى هذه الدنيا بعد أن أخذت دورها واختبارها فى هذه الحياة الدنيا" 95 " .

القسم الثالث :

عودة لأقتراب يوم الحساب بالحديث عن خروج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض إلى سطحها " 96-97" ثم أحوال قيام الساعة " 98-105" وتختم السورة بالوعظ الذى أبتدأت به " 106 – 112 "

ثانيا   :ـــ

فى مفصل أساس من السورة ذكر الله سبحانه وتعالى خروج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض إلى سطحها ، إذ يقول جل وعلا عن الأمم السابقة التى أهلكها الله "  وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95) . بعدها يأتى الإستثناء برجوع خلق أخر من غير أبناء أدم ، وهم يأجوج ومأجوج ، يقول جل وعلا : " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ )الأنبياء 96-97 " .

ثالثا :

 عن يأجوج ومأجوج ( آية عن تاريخ مستقبلى وآخر علامات الساعة ) :

1 ـ كان يأجوج ومأجوج متحكمين فى الأرض ووصلوا الى درجة هائلة من التقدم ، وأفسدوا فى الأرض . وخلق الله جل وعلا آدم ليكون خليفة لهم فى الأرض ، وحتى لا يستأصلوا بنى آدم وهو قلة قليلة ضعيفة أرسل الله جل وعلا ذا القرنين مزودا بامكانات أكبر منهم فأدخلهم باطن الأرض  وحبسهم فيه ، وبنى فوقهم ردما أو سدا ، ليعطى فرصة لأبناء آدم  ليتطوروا ويتكاثروا ، ويأخذوا فرصة الأختيار والأختبار جيلا بعد جيل ، وهكذا إلى أن تأخذ قشرة الأرض بهم زخرفها وتتزين ،وهذا من أولى علامات الساعة. قال جل وعلا  : ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)  يونس )، بعدها تبدأ الساعة وتدمير الكون بزلزال أرضى . قال جل وعلا : " إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ َخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ  " . بتقدمهم الهائل يحس يأجوج ومأجوج – وهم فى باطن الأرض – سيعرفون إنه زلزال هالك ماحق ، فسيخرجون هاربين إلى سطح الأرض ليختلطوا ببنى أدم دقائق قبيل قيام الساعة .

2 ـ

ويأتى وصف القرآن الكريم رائعا وموحيا لكيفية خرج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض إلى سطحها ، فالتصوير هنا كأن سطح الأرض قد تحول الى ثقوب انفتحت فجأة وظهرت منها جموع يأجوج ومأجوج من كل مكان يخرجون ويأتون . أو بتعبير آخر كأن الأرض كانت حبلى بأولئك الخلق يأجوج ومأجوج ، ثم نثرتهم فجأة على سطحها ، كأنهم يتوالدون ويتناسلون من داخلها . ولو تخيلنا رائد فضاء خارج الغلاف الجوى وينظر إلى الكرة الأرضية فسيجدها مثل ثمرة بطيخ ضخمة معلقة ، وقد إمتلأت ثقوبا ، ومن هذه الثقوب يتوافد إلى سطح الأرض مخلوقات جديدة تختلط بالبشر .

3 ـ

قال جل وعلا فى سورة الأنبياء : "  حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ  : ا  96 – 97 " ، وقال الله سبحانه وتعالى فى سورة الكهف "  وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا   :   99 " .

ودائما : صدق الله العظيم .

اجمالي القراءات 2654