عمل الكافرين

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٧ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
فى سورة فاطر سيقول الكافرون وهم فى النار ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً ) لماذا لن يقولوا ( أخرجنا نؤمن ) ؟ كانوا كافرين فالمفروض أن يقولوا أخرجنا نؤمن ؟ ما راى حضرتك ؟
آحمد صبحي منصور

قال جل وعلا عن عذاب الكافرين : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) فاطر )

أقول :

أولا :

1 ـ أنت لم تفهم معنى الكفر . الكفر لا يعنى إنكار الخالق جل وعلا ، بل الايمان بالخالق والايمان بأولياء مقدسين وبآلهة معه جل وعلا يشاركونه فى مُلكه وفى حكمه. لذا فالكفر بالله جل وعلا هو الشّرك بالله جل وعلا ، أى هما مترادفان وبمعنى واحد . قال جل وعلا : ( بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)   التوبة ). ترى هنا المشركين هم الكافرون .

 ولهذا ففى الكفر والشرك إيمان ، ولكنه إيمان قليل . قال جل وعلا عن المشركين ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) يوسف ) . ويقول عن إيمان الكافرين إنه قليل يستحق أصحابه اللعنة . قال جل وعلا :

1 ـ ( بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88) البقرة )

2 ـ ( وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46) النساء )

3 ـ ( وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) النساء ).

وهذا الايمان القليل لا ينفع يوم القيامة . قال جل وعلا : ( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) السجدة ). بالتالى فالكافرون أصحاب النار لأن إيمانهم قليل .

2 ـ بهذا الايمان القليل كان عملهم غير صالح لذا سيقولون وهم فى النار : ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) .

ثانيا :

 1 ـ ـ العمل الذى كانوا يعملونه فى الدنيا كان يصدر عن عقيدة فاسدة ، لذا لم يكن صالحا ، ولم يجعلهم ( صالحين / مؤهلين لدخول الجنة ). وسيحبط الله جل وعلا عملهم . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)  الاعراف   )حتى لو أقاموا مساجد . قال جل وعلا عن المشركين الكافرين : ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17)  التوبة )

2 ـ العمل الصالح المقبول الذى يدخل به صاحبه الجنة هو الذى يكون عبادة ودينا خالصا لوجه الله جل وعلا وحده . قال جل وعلا :

2 / 1  ـ ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)  الزمر )

2 / 2 :  (  قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14)  الزمر )

اجمالي القراءات 965