سؤالان

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٤ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول ما أهمية فهم قواعد النحو فى فهم القرآن الكريم ؟ هل يختلف معنى الكلمة القرآنية حسب إعرابها ؟ السؤال الثانى : ما معنى تيسير القرآن للذكر ؟ أنا لا أستطيع فهم كل الآيات فكيف يكون القرآن ميسر للذكر ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

لا بد لمن يتخصص فى تدبر القرآن أن يكون عارفا بأنواع كثيرة من العلوم ، وأهمها علوم اللسان العربى ، من النحو والبلاغة . معرفة الإعراب هامة جدا . أحيانا يتوقف معنى الآية على كلمة واحدة فيها ، مثلا : قال جل وعلا 

1 ـ (  وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) الصافات ).  ( مُنذِرِينَ (72) هنا ب ( الذال المكسورة ) إسم فاعل ، وتعنى الرسل . ( الْمُنذَرِينَ (73) هنا إسم مفعول ، بالذال المفتوحة ، وتعنى الأقوام .

2 ـ ( وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ )(3) التوبة ). ( مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ  ): ورسوله هنا معطوفة بحرف الواو على لفظ الجلالة ، أى مجرورة بالكسر .  أما الثانية : ( وَرَسُولُهُ ) فهى منصوبة بالفتحة لآنها معطوفة على لفظ الجلالة الثانى فى ( أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ  )  . لو كان مجرورا بالكسر لأصبح المعنى إن الله برىء من رسوله .

3 ـ ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) القمر ) . كلمة ( كُلّ ) فى  ( كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ ) هى منصوبة بالفتحة لأنها مفعول مقدم ، والفعل والفاعل ( خلقناه ).  لو جعلتها مرفوعة بالضم ـ متعمدا ـ كنت كافرا ، لأنها ستعنى حينئذ أنها مبتدأ مرفوع بالضمة ، وما بعدها خبر جملة فعلية ( خلقناه ) ويكون المعنى أن الله هو المخلوقات ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا . وبالمناسبة فإن ابن عربى فيلسوف الصوفية وأشهر من قال بوحدة الوجود ( أى إن الله جل وعلا هو نفس المخلوقات ) قام بتحريف كلمة ( كل ) فجعلها مضمومة . بالمناسبة أيضا فقد جاء فى نفس السورة كلمة ( كل ) مرتين بعدها ، وهى مرفوعة بالضم : ( وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53))

إجابة السؤال الثانى

القرآن الكريم نزل بلسان عربى مبين ، قال جل وعلا : (  نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) الشعراء ). ونزل ميسّرا للذكر

1 ـ ( يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْر ) : يعنى :

1/ 1  ـ (  يَسَّرْنَا ) يعنى إنه كان كان صعبا فتم تيسيره

1 / 2 / (  لِلذِّكْر ) يعنى للتذكر والعظة والهداية .

2 ـ من إعجاز القرآن الكريم أنه يجمع بين التيسير والبساطة فى التعبير بحيث يكون مفهوما لكل من أراد الهداية والتعبد به ، وفى نفس الوقت ففيه مجال التعمق للراسخين فى العلم المتخصصين فى تدبره .

3 ـ ونستعرض الآيات الكريمة الخاصة بتيسر القرآن الكريم للذكر ومن يتذكر .

قال جل وعلا :

3 / 1 :  ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً (97) مريم ).

3 / 2 :  (  فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) الدخان )

3 / 3 وتكرر فى سورة  القمر تيسير القرآن للذكر والدعوة لمن يتذكر ويهتدى ويتعظ ، قال جل وعلا : (  وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17))   (32) (40)).

4 ـ الذكر من أسماء القرآن الكريم . تكرر هذا فى القرآن الكريم ، ومنه قوله جل وعلا :

4 / 1 : ( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)   الحجر )

4 / 2 : ( أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) ص )

5 ـ تكرر وصف القرآن الكريم بالذكر وأنه دعوة للتذكر بمعنى الهداية ، ومنه قوله جل وعلا :

5 / 1 :( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) ص )

5 / 2 : (  إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)  النحل )

5 / 3 :  (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17)  النحل )

5 / 3 : ( مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) طه )  

اجمالي القراءات 1222