سؤالان

آحمد صبحي منصور في السبت ٢١ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول ما معنى ( حبل ) فى القرآن الكريم ؟ السؤال الثانى لا أفهم معنى كلمة ( وليجة ) . هل هى شىء سيىء ؟ وما هو هذا الشىء السىء ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ يأتى ( حبل ) بالمعنى الحقيقي المادى المعروف لنا مثل :

1 / 1 : ( حبل الوريد ). قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) ق )

والأوردة هي الأوعية الدموية التي يعود منها الدم من مختلف أجزاء الجسم إلى القلب.

1 / 2 : حبل الليف أو ( المسد ) فى قوله جل وعلا عن إمرأة أبى لهب وهى فى النار يوم القيامة : ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)  المسد )

2 ـ ويأتى ( حبل ) بالمعنى المجازى ، يدل على الصلة الاعتقادية الايمانية الوثيقة :  

2 / 1 : بالله جل وعلا ودينه وكتابه . قال جل وعلا :( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) آل عمران )

2 ـ بالله جل وعلا ودينه وكتابه وبالناس  قال جل وعلا : (  ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)  آل عمران )

 العُصاة المعتدون من أهل الكتاب يعاقبهم الله جل وعلا بالهزيمة فى ( أين ما ثُقُفوا ) وبالذلة ، ولأنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق ويعتدون ويعصون .

النجاة لهم بالاسلام القلبي ( التقوى ) وهذا ( حبل من الله ) ، وبالاسلام السلوكى بمعنى السلام ، وهذا ( حبل من الناس ).

وليجة

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ جاءت كلمة ( وليجة ) مرة واحدة فى القرآن الكريم ، فى قوله جل وعلا للصحابة : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة ). الوليجة هنا تعنى ما يدخل النفس من رغبات وأهداف ، قد تكون سيئة أو حسنة . والسياق هو الذى يشير الى كونها وليجة حسنة أو سيئة . وفى الآية الكريمة نفهم أنها وليجة سيئة بدليل وصفها ( مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ ) وبالتحذير من عدم دخول الجنة .

2 ـ ( وليجة ) الأصل فيها ( ولج ) أى دخل .

2 / 1 : وتكرر فى القرآن الكريم أنه جل وعلا يُدخل الليل فى النهار ويدخل النهار فى الليل ، وهذا بسبب كروية الأرض دورانها حول الشمس ، فيتعاقب الليل والنار قال جل وعلا فى تصوير رائع لهذا : ( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً )(54) الأعراف ) . من ضمن هذه الآيات  عن إيلاج الليل فى النهار وإيلاج النهار فى الليل قوله جل وعلا : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(61)الحج )

2 / 2 : ( ولج ) بمعنى الدخول أيضا قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ(40)الاعراف )

2 / 3 : والدخول عكسه الخروج . قال جل وعلا :

2 / 3 / 1 :( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ(2)سبأ )

2 / 3 / 2 : ( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(4) الحديد )

اجمالي القراءات 1298