سليمان والخيل

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أستاذي وقدوتي أعانك الله في جهادك السلمي المبارك. أود مشاركتك تساؤلا يراودني منذ سنوات،يتعلق بآية كريمة تحكي عن سيدنا سليمان ع س :《ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب 30 إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد 31 فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب 32 ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق33》سورة ص الآيات الكريمات لم تبد للمفسراتية التراثيين آيات بينات حتى أنهم ذهبوا في تأويلها مذهبين اثنين متناقضين !! ،وتبعهم في ذالك المفسرون المعاصرون .أغلبهم يرى أنه عليه السلام ضرب أعناقها وعرقب سوقها (سيقانها ) بالسيف لما شغلته عن ذكر ربه !! فقالوا أن المسح هنا هو القطع ،أذن له في قتلها .قال الحسن والكلبي ومقاتل : عقرها بالسيف قربة لله!! ولم يكن ذلك معاقبة للأفراس !! إذ ذبح البهائم جائز إذا كانت مأكولة ،بل عاقب نفسه حتى لا تشغله الخيل بعد ذلك عن الصلاة،ولعله عرقبها ليذبحها .فحبسها بالعرقبة عن النفار .ثم ذبحها في الحال ليتصدق بلحمها .أو لأن ذلك كان مباحا في شرعه .فأتلفها لما شغلته عن ذكر الله .حتى يقطع عن نفسه ما يشغله عن الله .فأثنى الله عليه بعد هذا وبين انه أثابه بأن سخر له الريح !!. أما القرطبي فيرى انه ع س أقبل يمسح سوقها وأعناقها بيده إكراما منه لها وتوددا .وليري للناس أن الجليل لا يقبح أن يفعل هذا بخيله .وقال قائل هذا القول :كيف يقتلها .وفي ذلك إفساد المال وإهلاك للنسل .ومعاقبة من لا ذنب له . بصراحة أستاذي العزيز أنا أنحاز للتأويل الثاني .وأستفظع من سليمان أن يكون أساء الى خيله وعاقبها بالعرقبة والذبح لسبب لا ذنب لها فيه .أسبعد أنه فعل .وأرى أنه مستحيل أن يصدر من نبي كريم ابن نبي كريم .فعل كهذا يمجه الذوق وتأباه الفطرة .ولا ينسلك في عقل منطق القسط . ما رأيك أستاذي .أي التاويلين ترى انه الصحبح ؟؟ أم أن في الأمر شيئا خفيا لم يلتفت له المفسراتية ؟!. يا ريت أستاذي لو تفرد مقالة بحيالها لبحث مسألة سليمان الحكيم مع خيله .تتدبر فيها تلك الآيات تجلو فيها ما التبس على المفسراتية .لتشفي غليلي من هذه القصة وغليل كل من يشاركني هذه الغصة !!.
آحمد صبحي منصور

  أكرمك الله جل وعلا

1 ـ أرجو عدم إستعمال كلمة ( قدوتى ) في خطاب أي بشر. الإقتداء بالكتاب الحكيم .

2 ـ الآيات الكريمة جاءت في سياق المدح لسليمان عليه السلام . والمعنى مباشر وبسيط : عُرضت عليه الجياد فقام بحمد الله جل وعلا على هذا الخير ذاكرا شاكرا ، حتى إنتهى عرضها عليه وغابت،  فطلب أن ترجع اليه وطفق يربت على أعناقها وسيقانها .

3 ـ إبنى الغالى : لا تهتم بما يقوله المفسراتية . أن تتدبر القرآن خير لك من أن تشغل نفسك بهجص التراث. 

اجمالي القراءات 2451