آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٢٨ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا : سبب إكتئابك:
1 ـ أنك غفلت طول حياتك عن الآخرة ، وركزت على الدنيا الفانية فقط . مثل الذى لديه سلتان ووضع كل البيض فى سلة واحدة وترك الأخرى خالية ، فوقع وتكسّر كل البيض ، والسلة الآخرة خالية فخسر كل شىء .
2 ـ أنك غفلت طول حياتك عن حتمية الموت ، وانه لا مهرب منه ، وبالتالى فهناك حياة أبدية تكون فيها إما خالدا فى الجنة أو خالدا فى النار .
ثانيا : هناك من يؤمن بالآخرة ويعمل الصالحات مخلصا لله جل وعلا دينه . هو يعتبر الدنيا رحلة يتزود فيها بالتقوى ، لا يهمل السعى للرزق ولكنه فى سعيه للرزق يتقى الله جل وعلا ، ولديه أمل لا ينقطع فى أن الله جل وعلا سيجزيه على عمله الصالح فى الدنيا وفى الآخرة . إذا إبتلاه الله جل وعلا بالشر صبر وشكر ، وإذا إبتلاه بالخير صبر وشكر ، لأنه يعرف ان حياته الدنيا قصيرة مؤقتة وتنتهى بالموت وأن رزق الآخرة فى الجنة خير وأبقى .
ثالثا : هناك من غرّته الدنيا فسعى للفوز بأكبر قسط من متاعها ، وهو لن ينال من الرزق سوى المقدر له سلفا ، لكنه لا يعلم هذا لذا يظل يكافح ويتصارع ويتنافس ، قد يقع فى الموت فجأة فى غمرة الصراع ، وقد يصل الى أرذل العمر ويقعد ينتظر الموت ، وقد إضمحلت من حوله الدنيا وفقدت بريقها ، وفى عجزه ومرضه وقلة حيلته لم يعد قادرا على التمتع بما لديه حتى لو إمتلك البلايين . يفقد الأمل ويشعر أنه أضاع فرصة عمره هباءا . حارب من أجل الدنيا فما أغنت عنه الدنيا ، وهو حتما مفارق للدنيا . ولم يبق له من حياته أو مما تبقى من حياته سوى الحسرة ، او ( الإكتئاب ) .
أخيرا : تبقى العبرة من قصتك للشباب ليصلحوا أمرهم قبل فوات الأوان .