قصيدة شوقى

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠١ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
(عبد الرحمن المقدم ) علق على الفتوى السابقة ( لا نخشى المنشار ) فقال ( نريد شرحا لقصيدة احمد شوقي ؟؟ وشكرا )
آحمد صبحي منصور

1 ـ القصية طويلة . تبدا بقوله
اختلاف النهار والليل ينسي    اذكرا لي الصبا وأيام أنسي

وتنتهى بقوله

وإذا فاتك التفات إلى الماضي فقد غاب عنك وجه التأسي

وأشهر أبياتها قوله :

وطـني لو شغلت بالخلد عنه  نازعتني إليه في الخلد نفسي

وقد تعرض احمد شوقى للانتقاد بهذا البيت ، فالخلد يعنى الجنة ، وهو يقول إنه لو كان فى الجنة فلن تشغله الجنة عن حنينه الى مصر.

2 ـ تعرض شوقى للنفى بسبب تدخل الانجليز ، وقضى سنوات فى أسبانيا عانى فيها من الغُربة حتى سمحوا له بالعودة الى حبيبته مصر . وفى اسبانيا زار الآثار الأندلسية فأهاجت مشاعره . وأنتج عيونا من أروع قصائده وهو فى المنفى.

3 ـ كان شوقى مصريا صميما رغم أنه لم يكن من أصول مصرية . و (المصرية ) انتماء بالقلب وليس بالعرق. فهناك مصريون (حكام مستبدون ) هم أعدى أعداء مصر وهم أكبر المفسدين فيها ، ويتركز حولهم تاريخ مصر وهو أعرق تاريخ مستمر فى تاريخ البشر. وكل الفراعنة الذين حكموا مصر سواء كانوا من المصريين من حيث العرق أو من أصول أجنبية يشتركون فى خصيصة أو خسيسة واحدة : أن إنتماءهم ليس لمصر ولكن إنتماءهم لأنفسهم ، وهم يعتبرون مصر ضيعة مملوكة لهم ويعتبرون شعبها عبيدا لهم، ويستخدمون قواتهم العسكرية والبوليسية ضد الشعب المصرى الأعزل. ومن عاداتهم السيئة إضطهاد من يعبر عن إنتمائه لمصر بالنضال السلمى فى سبيل إصلاحها. وتعرض أحمد شوقى للنفى بسبب هذا ، فعبّر عن حزنه وأنينيه بهذه القصيدة الرائعة.

4 ـ شرح القصيدة كلها يخرج عن موضوعنا ، وكنت أتمنى أن اشرحها ، ولكن أكتفى بشرح الأبيات التى إستشهدت بها فى فتواى السابقة والتى طلب ابنى الحبيب عبد الرحمن المقدم شرحها.

5 ـ يقول أحمد شوقى :

وسلا مصرهل سلا القلب عنها أو أسا جرحه الزمان المؤسي

يسأل عن مصر التى لم تغب عن قلبه ولم تقم الأيام بشفاء جرح فراقها

كلما مرت الـليالـي عليه رق،   والعهد فـي الليالي تقسي

بل كلما مرت عليه الليالى فر غربته زادت لوعة قلبه ، مع أن الزمان يجعل الانسان ينسى

يا ابنة اليم، ما أبـوك بـخيل   ماله مولعاً بمنع وحبس

ويخاطب مصر (إبنة النيل ) فيقول عن الخديوى الحاكم وقتها أنه ليس مولعا بالمنع والحبس ..والنفى .

أحرام على بلابـله الدوح       حلال للطير من كل جنس؟

ثم يتساءل عن حال مصر التى تفتح ذراعيها تستقبل الضيوف الوافدين من كل جنس ولون ثم تنفى أشرف أبنائها .

كل دار أحق بالأهل إلا في   خبيث من المذاهب رجس

ثم يقول هذه الحكمة : أن أهل الدار هم الأحق بالبقاء فيها ، والمواطنون المصريون هم الأحق بالبقاء فى مصر ، وهكذا فى كل وطن ودولة ، الاستثناء هو فى نظم الحكم الخبيثة الخسيسة الرجسية . 

اجمالي القراءات 3982