خير مما يجمعون .!

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٣ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أنا طول عمرى بائس وفقير .ورثت الفقر من أبويا والشكل الوحش من أمى . مفيش بنت تبص لى . ومعذورة مفيش حاجة تحببهم فىّ لا مال ولا جمال . أبص لغيرى ألاقيهم أحسن منى . ساعات بأقول ليه ربنا عملنى كده ، وأنا ذنبى ايه أكون كده . وليه فلان وفلان أحسن منى فى الشكل وفى ألأهل وفى الوسامة . وليه أنا أكون أقل منهم مع انى طيب . أنا خايف يكون تفكيرى ده فيه كفر .. ساعات أقرأ فى موقعكم فاستريح . وساعات تمسكنى الوساوس دى وتعقدنى فى حالى . أعمل ايه يا دكتور أحمد
آحمد صبحي منصور

 

الحياة الدنيا إختبار . والفائز فى هذا الاختبار هو الذى يفوز بالجنة . هناك حتميات أربع لا مفر منها ولن يحاسبنا عليها ربنا جل وعلا يوم القيامة ، وهى ما يخص الميلاد ( أبوك وامك وشكلك وملامحك ) والموت ( موعد الموت ومكانه ) والرزق ، من غنى وفقر وتعاقب الغنى والفقر ، والمصائب التى لا دخل لك بها ( من خير أو شرّ ) .

من حتميات الدنيا الخاصة بالولادة اللون ومدى الوسامة . الفائز فى إختبار الدنيا يأتى يوم القيامة بوجه يشع نورا وجمالا ، والخاسر يأتى بوجه مظلم ترهقه غبرة . هذا الفائز فى إختبار الدنيا قد يكون فقيرا ، وسيأتى يوم القيامة متمتعا برزق الجنة الخالص يتنعم فيه خالدا مخلدا .

المهم أن تكون الفائز فى إختبار الدنيا .

وعليك أن تعلم  أنه لا يوجد إنسان أعطاه الله جل وعلا كل شىء . المسألة نسبية ، والمتعة نسبية ، وما يوجد معك قد لا يوجد مع غيرك . معك ميزات لا تراها ولا تنظر اليها لأنك مشغول بما لدى الآخرين ، وهم أيضا لديهم نقص ، وقد لا يوجد عندك . لا بد من وجود نقص فيما يعطيه رب العزة لكل إنسان ، وهذا هو الاختبار . نفهم هذا كالآتى :  كل انسان ربنا جل وعلا يعطيه كوبا مملوءا بعضه وفارغ بعضه . المؤمن يرضى بالجزء المملوء ويحمد ربنا عليه ويستثمر هذا الجزء بالخير ولا يتحسر على الجزء الفاضى . وبهذا ينجح فى إختبار الحياة .

الذى يشقى نفسه لا يرى الجزء المملوء بل ينظر الى الجزء الفاضى ويتحسر عليه وينظر الى الجزء المملوء لدى الآخرين يحسدهم وتزداد حسرته. وهو لا يرى الجزء الفاضى لدى الآخرين.

أرجو ان ترى الجزء المملوء من كوبك وان ترى الجزء الفارغ فى أكواي الآخرين لتحمد رب العالمين.

فى نهاية الأمر تذكر أن رحمة الله جل وعلا بالمغفرة والجنة هى خير مما يجمعه الناس من ثروات . يقول جل وعلا (  أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) الزخرف   ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) يونس )

اجمالي القراءات 4112