الشعر الجاهلى

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٦ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
فى كتاب د طه حسين عن العر الجاهلى جاء بابيات تتفق مع ما جاء فى القرآن . ما تعليقك على هذا ؟
آحمد صبحي منصور

كانت تسلية الخلفاء الامويين والعباسيين هى الشعر , كانوا يعطون جوائز بآلاف الدراهم والدنانير للشعراء الذين يتقاطرون على باب الخليفة يمدحونه طلبا لعطائه . فى العصر العباسى برز نوع جديد من السمر هو القصص والنوادر وسماع الشعر القديم ، بينما تكاثر الشعراء المداحين على ابواب الخلفاء العباسيين . فى هذا الوقت كان جمع ( اللغة العربية ) وتقعيد قواعدها فيما عُرف بعلم النحو . ولأنه قد فشا اللحن أو عدم التقيد بالنطق العربى فقد كان اوائل علماء اللغة العربية يذهبون الى اعماق الصحراء العربية حيث كان الأعراب يتكلمون اللغة العربية بسليقتهم ، فكان يجمعون منهم غريب المفردات من اللغة وما يحفظونه من الشعر الجاهلى. هنا بدأ جمع وتدوين الشعر الجاهلى على هامش جمع الأفاظ العربية الأصيلة ، وصار الاستشهاد بالشعر الجاهلى دليلا على ( النحو ) وقواعده. وبرزت مدرستان متنافستان فى النحو هما مدرسة الكوفة ومدرسة البصرة . وتدخلت السياسة العباسية فى التنافس بين المدرستين النحويتين ، وبدأ الاهتمام بالشعر الجاهلى واصبح من أهم عناصر التسلية فى السمر فى مجالس الخلفاء ، مع نوادر الأعراب . وبرز فى هذا أعلام مثل الأصمعى وابى العيناء ، وقد عرضنا لهما فى باب ( دراسات تاريخية ). رواية الشعر الجاهلى أصبحت تدر دخلا . فالراوية للشعر الجاهلى يجالس الخليفة نفسه يسهر معه . وتفنن بعضهم فى صناعة شعر يزعم أنه شعر جاهلى ، وصار من أعلام جلساء الخليفة . أشهرهم كان حمّاد الراوية . وقد إفتضح أمره ، وإعترف أمام الخليفة المامون أنه هو صاحب هذا الشعر الذى يزعم أنه من شعر الجاهلية .

طه حسين لم يكن باحثا تاريخيا . كان كاتبا أديبا ، يصدق ما يسمعه من الشعر ، فأخطأ فيما كتب فى كتابه عن الشعر الجاهلى . 

اجمالي القراءات 4469