لا داعى لكتابة مقال فى تتبع هجص الفقهاء فى الصلاة وإختلافاتهم فى هجصهم . يكفى ما أكدناه مرارا أن أساس الصلاة هو الخشوع فيها والمحافظة عليها بالتقوى بين أوقات الصلاة ، وأن الله جل وعلا أسّس دينه على التيسير ورفع الحرج والتخفيف ، وهذا يسرى فى الطهارة ( التيمم ) وفى أداء الصلاة ، يؤديها المؤمن ماشيا راكبا متحركا نائما ، كيف تسمح له الظروف ولكن يجب أن يكون خاشعا حاضر القلب وهو يصلى لربه جل وعلا ، لأنها ( صلته ) بربه جل وعلا ، ولأنه يخاطب ربه جل وعلا ، ولأنه فى صلاته يكون فى ( تواصل ) خاص بينه وبين ربه جل وعلا بعيدا عن الناس ، وهذا ما ينبغى أن يكون ليفوز بثمرة الصلاة ولا يضيعها كما اضاعها الخلف .
فقهاء الهجص لم يفهموا هذا فجعلوا الصلاة مجرد حركات كما كانت تفعل قريش حين كانت تصلى مُكاءا وتصدية مع قلب يقدس غير الله وجوارح تنتهك حرمات الله جل وعلا. وأقول إن العرب وهم يعتدون على أمم أخرى ظلما وعدوانا فيما يعرف بالفتوحات ، وفى حروبهم الأهلية من الفتنة الكبرى وما تلاها كانوا ( يؤدون ) الصلاة ، مجرد حركات دون خشوع ودون تقوى لأنهم لو إتقوا الله جل وعلا ما إرتكبوا حمامات الدم هذه . وسيأتى فى الجزء الثانى من كتاب الصلاة تفصيل لتاريخ الصلاة عند ( المسلمين ) فى القرن الأول الهجرى .