هجصهم فى الصلاة .!

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٣ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
حسبما علمت من كتاباتكم في الموقع أن فضيلتكم تؤمنون بصلاة كما هي عند السنيون ولكن الاختلاف هو في التشهد و إقامة الصلاة بدل تأديتها حركياً فقط. ولكن بسبب شغفي في هذا الموضوع لم تكفني قراءة كتاب الصلاة في القرآن الكريم النسخة الموجودة هنا (http://www.ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=6 ) فأنكم لم تتطرقون لما يقال في الصلاة وما هي شروط او أركان الصلاة و الواجب فعله الخ.. فهل يعني ذلك أنكم تؤمنون بنفس االتصنيفيات التي عند السنيون؟ الركن، الواجب، والنفل (السنة) الخ؟ حسب علمي أن اركان الصلاة عند السنيون هي ١٨ والواجبات هي ٨ وما عداها فهو (سنة). وفقط الحنابلة هم المختلفين مع “الجمهور” من فقهاء السنة، ذلك بأنهم يجعلون من السنة واجباً. فالسؤال هنا، قرآنياً هل جمهور “اهل السنة” بتصيفاتهم وشروطهم ونواقضهم للصلاة متوافقه مع منهج أهل القرآن؟ واذا الجواب بـ لا فأذن من اين نأتي بفقه الصلاة او وماهي مرجعيتنا نحن كـ عوام من القرآنين؟ فمثلاً هل نعتبر البسلمة جزء من الفاتحة ويجب قراءتها في كل ركعة ام لا؟ ومثلاً ماحكم قول سمع الله لمن حمده مثلا للمنفرد؟ فأنا لا اراها منطقية للمصلي منفرداً على عكس صلاة الجماعة التي يقولها الامام للمأمومين بدل أن تقولها لنفسك!؟ فهل الصلاة صحيحة بدونها؟ ومثلاً يرى الاحناف ان الفاتحة ليست واجبة في الصلاة وانما الواجب قراءة القرآن فقط ويستهدون في آية {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} وبزعمهم قول النبي للمسيء في صلاته "اقرأ ما تيسر معك من القرآن". فهل هذا الرأي قرآني؟ فأنا اراه قرآنياً أكثر من من رأى وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة. فأنهم قدمو الآية على كل الاحاديث الصحيحة التي تفرض وجوب الفاتحة مثل “من لم يصلي بأم الكتاب فصلاته خداج” “لعلكم تقرأون خلف امامكم” “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب” وغيرها من الاحاديث. فهل يجوز الصلاةبغير سورة الفاتحة؟ علماً بأنكم تقولون ان أبي حنيفة هو الاقرب للقرآنين؟ وما رأي فضيلتكم في من يحرم قراءة القرآن في غير القيام او الوقوف وخصوصا في السجود ويعتبرونه من أثر السهو في صلاة وانه من الشيطان!؟! وماذا عن تكبيرة الاحرام وحكمها وكيفيتها؟ وهل تصح الصلاة بدونها؟ فهناك أسألة كثيرة لم أجد لها إجابة في منهج أهل القرآن للاسف. لم أجد من يتطرق لكيفية الصلاة بالاستناد للقرآن فقط الا مقالة واحدة للتركي أديب الذي وللاسف يعتبرها ثلاث صلوات فقط ويحل فيها الصلاة وأنت عاري طالما كنت لوحدك! أذكر عندما كنتُ سنياً وفي بداية التزامي كم ساعدني كتاب (دليل الطالب) لشيخ حنبلي اسمه مرعي بن يوسف الحنبلي. وكم تمنيت أن أجد كتيب صغير كهذه للقرآنين الجدد مثلنا! أتمنى لو تكتبون لنا مرجعية بسيطة وسهله تكون متاحة للكل أن يراجعها ويستند اليها ولومقالاً. تحسمون الأمر في ذلك وكما يقولون الاجانب (once and for all).
آحمد صبحي منصور

لا داعى لكتابة مقال فى تتبع هجص الفقهاء فى الصلاة وإختلافاتهم فى هجصهم . يكفى ما أكدناه مرارا أن أساس الصلاة هو الخشوع فيها والمحافظة عليها بالتقوى بين أوقات الصلاة ، وأن الله جل وعلا أسّس دينه على التيسير ورفع الحرج والتخفيف ، وهذا يسرى فى الطهارة ( التيمم ) وفى أداء الصلاة ، يؤديها المؤمن ماشيا راكبا متحركا نائما ، كيف تسمح له الظروف ولكن يجب أن يكون خاشعا حاضر القلب وهو يصلى لربه جل وعلا ، لأنها ( صلته ) بربه جل وعلا ، ولأنه يخاطب ربه جل وعلا ، ولأنه فى صلاته يكون فى ( تواصل ) خاص بينه وبين ربه جل وعلا بعيدا عن الناس ، وهذا ما ينبغى أن يكون ليفوز بثمرة الصلاة ولا يضيعها كما اضاعها الخلف .

فقهاء الهجص لم يفهموا هذا فجعلوا الصلاة مجرد حركات كما كانت تفعل قريش حين كانت تصلى مُكاءا وتصدية مع قلب يقدس غير الله وجوارح تنتهك حرمات الله جل وعلا. وأقول إن العرب وهم يعتدون على أمم أخرى ظلما وعدوانا فيما يعرف بالفتوحات ، وفى حروبهم الأهلية من الفتنة الكبرى وما تلاها كانوا ( يؤدون ) الصلاة ، مجرد حركات دون خشوع ودون تقوى لأنهم لو إتقوا الله جل وعلا ما إرتكبوا حمامات الدم هذه . وسيأتى فى الجزء الثانى من كتاب الصلاة تفصيل لتاريخ الصلاة عند ( المسلمين ) فى القرن الأول الهجرى .

اجمالي القراءات 6087