لست شيعيا ولن أكون

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٨ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
اقرأ كثيرا عن كتاباتك وفتاويك ، وانا مؤمن بها جدا ومؤمن بان البخاري ومسلم وغيرهم هم جاءوا لتشويه الاسلام وحرفه عن طريقه ، لهذا فانا قراني وانا فرح بما توصلت اليه رغم اني غير مقتنع ببعض جتهاداتك ولكن على العموم فانا اشكرك جدا على هدايتي الى الطريق الصحيح وتوضيح الكثير من التساؤلات التي كانت تدور في راسي والتي لم استطع ايجاد الاجابة عليها و قد وجدتها في كتاباتك وفتاويك وارائك.حيث اني بدات اقرء القران وكاني اقراه لاول مرة وحين اتذكر بعض الاحاديث التي احفظها اتعجب كيف اني صدقتها واتعجب كيف اني بكيت حين سمعت بقصة كلام النبي محمد مع الغزالة او قصة دخول ملك الموت الى النبي قبل وفاته وراه كل الموجودين لكننا نعرف ان الاسلام قد تفرق الى مذاهب عده ومنها المذهب الجعفري و انت لم تكتب عن ذلك المذهب الا القليل جدا وهذ يعني اما انهم اقرب الى الاسلام من السنُة كونهم لا يؤمنون بالبخاري او لانهم بعيدين جدا عن الاسلام بحيث لا يستحقون ان تكتب عنهم او لان البيئة المصرية قليلة الاحتكاك بالشيعة وبالتالي فان معلوماتك عن ذلك المذهب اقل من المذهب السني . استاذي العزيز انا يهمني رايك في فتاوى الشيعه و الكتب التي يستندون عليها و ارائك حولهم . وانا اشكرك مرة ثانية على هدايتي الى الطريق الصحيح وزحزحتي عن النار.
آحمد صبحي منصور

أكرمك الله جل وعلا . وهدانا وإياك الى صراطه المستقيم .

الهداية يرجع الفضل فيها لرب العزة جل وعلا . أنت تبدا بأن تختار الهداية فيزيدك الله جل وعلا هدى . لا فضل لمخلوق فى هذا ، هو إختيارك وفضل الله عليك أن جعلك من المهتدين وزادك هدى .

فى جهادى العلمى الاصلاحى بدأت بالتصوف وأظهرت تناقضه مع الاسلام ، ومنشور فى الموقع كتب فى ذلك . ثم إلتفتُّ الى السّنّة فكتبت فى تناقضها مع الاسلام  أكثر مما كتبت فى التصوف لأن الوهابية السنية هى الأخطر وهى الذى تقم حاليا بتشويه الاسلام وقتل المسلمين .

أما عن التشيع فلم أجد وقتا أتفرغ للتخصص فيه بمثل ما كان مع التصوف والسنة . ولقد هاجمته على هامش الهجوم على التصوف ، وظهر هذا فى أول كتاب نشرته عن ( السيد البدوى ) عام 1982 ، وهو منشور فى موقعنا ، ثم يأتى الهجوم على التشيع بإعتباره دينا أرضيا فى الحديث عن الأديان الأرضية للمحمديين . ثم هناك كتاب كامل عن مذبحة كربلاء أرجو ان تقرأه وفيه هجوم على الشيعة والتشيع ، هذا بالاضافة الى كتاب ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء " الراشدين " ) وفيه هجوم على الخليفة (على بن أبى طالب ) أغضب الشيعة كما اغضبهم كتاب مذبحة كربلاء .

يبقى أن اقول : الاسلام بمعناه السلوكى هو السلام ، وكل إنسان مسالم هو مسلم بغض النظر عن ملته وإعتقاده بوذيا ، محمديا ، مسيحيا ، ملحدا ..الخ . ومرجعنا جميعا أمام الواحد القهار يوم الدين ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون . الكفروالشرك فى المعنى السلوكى هو قتل الأبرياء باسم الدين ، إستحلال قتلهم بإعتباره جهادا دينيا . بهذا المفهوم السلوكى للاسلام وللكفر والشرك فإن الوهابية تجمع بين الكفر السلوكى والكفر الاعتقادى . بينما يكون أغلبية المحمديين  مسلمين حسب سلوكهم الظاهرى المسالم ، يشمل هذا أغلبية من الشيعة والصوفية والسنيين غير الارهابيين .

من الطريف أن بعضهم كان يتهمنى بأنى شيعى بسبب حدتى الشديدة فى الهجوم على الوهابية . وكان من يعرفنى من الشيعة يحبوننى . ثم إنفضوا عنى بعدما قرأوا لى الكتابين المشار اليهما .

نحن أهل القرآن لا نقدس بشرا ولا حجرا ولا أى مخلوق . نؤمن برب العزة جل وعلا وحده إلاها لاشريك له ، وما بعده ومن بعده مخلوقات صنعها الخالق جل وعلا فهو وحده جل وعلا المستحق للعبادة والتقديس ، ليس محمد او على او الحسين أو الخلفاء أو الأئمة .. كلهم سيؤتى به يوم الحساب الى الحساب ، وكلهم سيجادل دفاعا عن نفسه أمام الواحد القهار .

اجمالي القراءات 5727