المكى والمدنى القرآن

آحمد صبحي منصور في السبت ٣١ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
رسالة أولى : سؤال لحضرتك ولا مانع من نشره في باب "اسألوا أهل الذكر": أنا لاحظت أثناء قراءة أرشيفكم من الكتب والمقالات - للمرة الثالثة ولن تكون الأخيرة - اعترافكم الصريح والمتكرر بفكرة تراثية على الرغم من رفض القرآنيين للتراث كله: وهي فكرة وجود آيات مدنية ومكية: أنا عن نفسي لم ولن أعترف بهذا التقسيم ولا أرى أن يدخل هذا العنصر المشكوك فيه في وعي المسلم القرآني لأن القرآن وحدة واحدة متكاملة لن نقسمه لنوعين من الآيات وبالطبع هذا ليس جزءا من إيمان القرآنيين أصلا، ولكن هلا تفضلت بتوضيح وجهة نظركم في الأمر وهل أنا بهذا أنكر حقيقة قرآنية مثلا؟! لا أظن ذلك. شكرا جدا يا أبي على سعة صدرك وعلى وقتك الثمين رسالة ثانية ـ أنا أعرف أنكم نسيتم لمشغولياتكم الكثيرة . لكني أذكركم بوعدكم لي بتخصيص مقال بقلمكم عن فكرة ما يسمى تراثيا آيات مكية ومدنية وعدم اعترافي بالأمر وهل هو مهم أو لا. في تدبر آي القرآن أم أنه إتخاذ القرآن عضين أي قسمين، الأمر المذموم قرآنيا بالطبع، مع خالص الشكر والعرفان مقدما لكم، أنا متأكد أن الأمر يشغل بال الكثيرون من المهتمين،
آحمد صبحي منصور

جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب . وآسف على تأخرى فى كتابة هذا البحث ( المهم ) لانشغالى بتكملة ونشر مقالات سبق إعدادها ، وسأتفرع  قريبا لبحث هذا الموضوع الهام عن المكى والمدنى فى القرآن وكيفية التمييز بينهما وكون المدنى مكملا ومفصلا للمكى . لا أعرف قد يكون مقالا أو عدة مقالات . ولكنه موضوع هام لا بد من بحثه ، ويستلزم التفرغ الذهنى .وأقول سريعا :

1 ـ   المؤمن القرآنى عليه أن يؤمن بالكتاب كله .

2 ـ الباحث  القرآنى ينطلق من هذه القاعدة الايمانية التى يعلنها الراسخون فى العلم ( آل عمران : 7 ) لتوضيح المحكمات والمتشابهات ، وهى تشمل ما يقال عنه أنه مكى ومدنى . وصحيح أنه لم يرد فى القرآن أن هذا ( مكى ) النزول وذاك ( مدنى ) النزول ولكن إستقراء الآيات و بحثها يؤكد هذا ، بل يؤكد عظمة القرآن وعدم الاختلاف فى تشريعاته مع وجود ( مُعاصرة ) و( مواكبة ) للمتغيرات التى صاحبت نزول الوحى من مكة الى المدينة .

3 ـ هناك ما يعرف فى البحث التاريخى بتحليل المضمون فى الوثائق التاريخية والروايات التاريخية ، وقد كتبت فى هذا على ما أتذكر عام 1984 فى كتاب كان مقررا على قسم التاريخ بجامعة الأزهر هن ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية ) وكان فيه فصل عن التعامل البحثى مع القرآن الكريم والقصص القرآنى ، ولكن لم أكتب فيه عن ( المكى والمدنى ) فى القرآن الكريم ، وربما أشرت الى هذا على عجل فى أبحاث لاحقة فى تكامل التشريع القرآنى وفى بحث النسخ . ولكن كما قلتُ يا ابنى الحبيب : هذا يستلزم تفرغا بحثيا أدعو الله جل وعلا أن يعيننى عليه وأن يوفقنى فيه .

 4 ــ بارك الله جل وعلا فيك وجزاك خيرا ابنى الحبيب ( استاذ أحمد فتحى )على دورك العظيم فى ترجمة مقالاتى الى الانجليزية . 

اجمالي القراءات 6431