تقديس التاريخ

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٢ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لا يخفى عليك ما نعيشه اليوم من ثورة فكرية ونبش لكل ما في التاريخ,, ما أدى بي الى الشكك في الكثير من المسلمات التي كنت موقن بها سابقا- وتساؤلي هذا لا أريد أن عرضه على العام فقررت أن أرسله لك على الخاص :- هل يمكننا أن نتقبل فكرة أن هناك من حاول استغلال شخصية محمد , والتي كانت موجودة في شمال الجزيرة العربية - من أعراب الجزيرة؟ بمعنى هل هناك شخصيتين ..الأولى هو محمد النبي - والثانية الأعرابي الذي رمى نفسه على شخصية محمد؟ وكيف تم طمس معالم شخصية محمد النبي الأصلية:أين عاش ومن هم قومه وأين دفن ؟؟ وكيف استطاعت الشخصية الثانية أن تسرق القرآن من الشخصية الأولى مع غياب الأدلة ؟ مع أني أرى بأن الشخصية التي عاشت في الجزيرة العربية كانت تريد أن تصلح بين الناس وكانت لا تحب الحرب بدليل صحيفة المدينة والمصالحة بين الأوس والخزرج ...... باستثناء غزوة بني قريضة والتي "هنا شكك تاريخي في أنها حدثت أصلا",
آحمد صبحي منصور

شكرا جزيلا ،

تتأسس الأديان الأرضية على تقديس التاريخ وتحويله الى دين، وتحويل الشخصيات التاريخية البشرية الى آلهة ، لا فارق هنا بين المحمديين الذين يعبدون محمدا وغيره والمسيحيين الذين يقدسون المسيح وغيره ،والبوذيين الذين يقدسون بوذا وغيره  .

وقد عشنا نعتبر السيرة النبوية وتاريخ الصحابة دينا ، وننزهه عن النقد والشك . وهذا ما تربت عليه أجيال المحمديين ، ترفض إدانة الصحابة فى فتنتهم الكبرى وتعتبر فتوحاتهم إسلاما وامبراطوريتهم دولة اسلامية . ويعتبرون ما كتبه ابن اسحاق فى السيرة حقا لا جدال فيه .

بدأت بأهل القرآن صحوة تناقش هذا التاريخ وذلك التراث ، وبدأ الشك يتسلل مصطحبا مع تساؤلات منها الموضوعى ومنها الذى يشُطُّ ، ويتطرف . وهى ظاهرة صحية على أى حال . والأفضل ما فيها هو تجلية الشخصية الحقيقية للنبى محمد عليه السلام من خلال القرآن ، ونفى صفات التأليه التى ألصقوها به من العصمة والشفاعة  وأفضليته على الرسل وسيادته لهم وللخلق . وكنت أول من نفى تلك الخرافات بالقرآن فى جامعة الازهر عام 1985 ، وانتهى الأمر بترك الجامعة والسجن ومولد أهل القرآن عام 1987 .

وقد قلنا ولا زلنا نقول  أن المحمديين صنعوا الاها أسموه محمدا رفعوه فوق مكانة رب العزة جل وعلا ، كتبوا له سيرته ووضعوا له أحاديث وأقاويل وأحداثا ملفقة و متناقضة وخرافية ، الشخصية الحقيقة للنبى محمد نجدها فى القرآن الكريم ، بشرا مثلنا ولكن يُوحى اليه ، ليس معصوما ، ليس فظا غليظ القلب ، يعانى من إيذاء المنافقين ومن متاعب زوجاته ، رحيم بالمؤمنين حريص على هداية الجميع ، تذهب نفسه حسرات حزنا عليهم . شخصية انسانية رائعة ، تختلف تماما عن الشخصية المزورة فى أديان المحمديين . أهلا بك فى موقع أهل القرآن .

اجمالي القراءات 6652