إن سجود السهو اختراع فقهى . السهو وارد ويقع فيه كل انسان حتى الأنبياء. ومنه السهو فى الصلاة. والله جل وعلا لم يجعل علينا حرجا فى السهو والنسيان العادى.فالقاعدة القرآنية أنه لاجناح علينا فيما أخطأنا فيه إلا إذا تعمدنا الخطأ, أى أن الخطأ غير المقصود مغفور من الرحيم الغفور جل وعلا. والمؤمنون يدعون ربهم جل وعلا ألا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطأوا. فماذا اذا وقعت فى النسيان وأنت تصلى؟ مع ادراكك كمؤمن أنك وقعت فى تقصير فإن علاج التقصير يرجع الى تقواك أنت ومدى حرصك على تقوية ( صلتك ) بالله جل وعلا, والصلاة هى الصلة اليومية بينك وبين خالقك العظيم جل وعلا. ولديك مطلق الحرية فى تعويض هذا النسيان لكى تحس بأنك أديت الصلاة كما يجب. يمكنك إعادة الصلاة ، يمكنك السجود والاستغفار, يمكنك التسبيح بعد الصلاة.
الأهم من هذا كله أن قيمة الصلاة ليس بمجرد تاديتها ولكن بالمحافظة عليها أو إقامتها فى الحياة العملية بالتقوى والعمل الصالح فيما بين الصلوات المكتوبة. وعندما تتحقق التقوى أو إقامة الصلاة فقد تحقق الهدف من أداء الصلاة فى أوقاتها والخشوع أثناء تاديتها.
الذى حدث أن الفقهاء فى العصور الوسطى ركزوا على التأدية المظهرية للصلاة وللطهارة الحسية قبلها, ومن خلالها نظروا لموضوع السهو فى الصلاة فوضعوا له حلا وهو ما أسموه بسجود السهو. وتناسوا (إقامة الصلاة) التى تعنى التقوى العمل الصالح فى التعامل مع الله تعالى ومع الناس فيما بين أوقات الصلاة طيلة اليوم. وتناسى الفقهاء أيضا أن الله تعالى نهى فى موضوع السهو فى الصلاة عن نوعين من السهو الاجرامى. الأول : السهو بعد الصلاة. أو السهو عن إقامة الصلاة أو السهو عن الهدف من الصلاة/ أى أن تصلى مع استمرارك فى العصيان بعد الصلاة على ( سنة من يقول: هذه نقرة وهذه نقرة). وفى هذا النوع من السهو الفاجر نزلت سورة بأكملها هى سورة ( أرأيت الذى يكذب بالدين ) وإقرأها الى نهايتها. النوع الثانى هو الاستغراق فى السهو أثناء الصلاة بحيث يكون الانسان كالسكران يقول ما لايعى ، ويتحرك بالركوع والسجوك كالآلة / ويهمهم بالقراءة دون أن تصل معانى ما يقول الى عقله وقلبه. هذا السهو الهائل منهى عنه بقوله تعالى( لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)