ويخلق ما لا تعلمون

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٢ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما معنى قول الله جل وعلا ( ويخلق ما لا تعلمون ) صدق الله العظيم
آحمد صبحي منصور

 

يعنى إن عملية الخلق قائمة ومستمرة ، ومنها ما لا نعلمه . فالخلق مرتبط بالموت ، والله جل وعلا يُخرج الحى من الميت ويُخرج الميت من الحى ، وهذا نراه فينا وفيما حولنا ، حيث دورة للحياة يعقبها موت ثم بعث . فى داخلنا تموت خلايا وتتجدد أخرى ، ولهذا يفترق جسمك الآن عن جسمك عند الولادة ، ولو أنت فى شبابك فسيختلف جسدك الشاب عن جسدك وأنت طاعن فى السّن ، أى هناك عملية تغيير تجرى فى داخل جسدك ، ومن الخلايا الميتة تخرج الخلايا الحية وتتجدد الحياة ، الى أن يأتى الموت ، ويتحول جسدك الى الأرض المخلوق منها ويعود ترابا وماءا بخارا وعناصر وغازات ، تبدأ بها دورة حياة أخرى تنبعث من موت جسدك . ونفس الدورة فى النبات والحيوان ، وهذا نعرفه أيضا فى النجوم التى تولد ثم تشيخ ثم تنفجر وتتحول الى أشباح أو ( ثقب أسود ) .

الذى لا نعرفه ولا ندركه هو المخلوقات فى عوالم البرزخ والتى يسرى عليها الموت والخلق . ومن هنا نفهم ان الله جل وعلا يخلق ما لا نعلم فى قعر المحيطات وظلماتها وفى غياهب الكون المرئى والسماوات والبرزخ بمستوياته التى لا ندركها .

ولذا يوصف جل وعلا بأنه ( الخلّاق العليم ) (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (86) الحجر) (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) يس  ) وسبحان الخلاق العليم .

وما أجمل أن تقرأ الآيات من بداية سياقها فى سورة النحل : (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) ).ودائما صدق الله العظيم .!

اجمالي القراءات 16100