قتل المسلم بالقبطى

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٣٠ - أغسطس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
سمعت قول السلفيين بأن المسلم لو قتل القبطى لا يُقتل قصاصا لأن القبطى أقل من المسلم . فهل هذا صحيح ؟
آحمد صبحي منصور

 

العجيب أننى رددت على هذا الإفك من قبل حين أعلن زعيم من المتطرفين بأن من يقتل ذميا لا يُقتل به . وطلب منى رئيس تحرير الأهالى وقتها فى أوائل التسعينيات الاستاذ فيليب جلاب الرد على هذه الفتوى ، وكتبت الرد ، ونشرته الأهالى فى صفحة ( بريدكو ) ، وجاء فيه تحت عنوان (  افتـــــــراء على الإسلام  )

* نشرت جريدة " الأهالي" رسالة من أحد رموز تنظيم  "الجهاد "  جاء فيها " أن المسلم لا يقتل بالذمي " وذلك افتراءاً يخالف القرآن الكريم  الذي ينص على أن " النفس بالنفس"  بغض النظر عن دينها ومعتقدها .  إن القرآن ينهانا عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ويجعل لولي القتيل سلطانا في القصاص . يقول تعالى : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا"  (الإسراء 33) .

   والخطورة في ذلك الادعاء أو الافتراء الذي ينافي القرآن الكريم هو اعتبار  نفس "الذمي" أقل قيمة من نفس المسلم . وذلك تعصب مقيت وعنصرية تشوه صورة الإسلام  السمحة التي تحرص على حرمة النفس البشرية وتقدر حقها . ويكفي أن المسلم مأمور بأن يذكر اسم الله على الدجاجة حين ذبحها ، أي يستأذن رب العزة  قبل أن يذبحها . فكيف يتجرأ أحد على أن يستبيح لنفسه باسم الإسلام قتل نفس بشرية لمجرد الاختلاف في العقيدة  أو الدين دون أن تكون عقوبته هي نفس عقوبة من يقتل مسلماً؟!

   إن المسلم مطالب بالوفاء بالعهد والعقد حتى لو كان في وقت الحرب يقول تعالى :" وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون " (التوبة 6) .   وإذا كان هذا هو موقف الإسلام حتى من المشركين فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بأهل الكتاب ؟ . نرجو أن  يظل الإسلام  بعيدا عن أهوائنا السياسية فليس مثل الإسلام  دين ظلمه أصحابه والمنتسبون إليه . )   دكتور / أحمد صبحي منصور .   أستاذ سابق بجامعة الأزهر

اجمالي القراءات 7846