بلاد القهر والكفر

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٣ - يونيو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
الرائع دكتور أحمد صبحي منصور لو كان كل المسلمين يفكرون مثلك لكانت الحياة اجمل. دكتور انا ولدت ليبية ،واعيش ماساة حتى انه كثيرا تراودني فكرة الانتحار ،فكيف لنا العيش حياة ليست لنا اساسا ،والدي واخي للاسف يعتقدون ان المرأة الشريفة الصالحة حياتها اما في بيت زوجها او في بيت اهلها، فما عدا ذلك فهو تفكير الاوروبيين الكفرة من استقلالية المرأة ، انا عمري 32 سنة ومشكلتي هيا انني عشت كل حياتي في اوروبا هناك كبرت ودرست ولانه والدي تركنا انا واخوتي نذهب للدراسة في بلد اروبي بدونه ووالدتي ، يظن الان انه هذا هو سبب عدم قدرتي للعيش في بلده ليبيا، فهو ووالدتي يلومون انفسهم على اننا ضعنا وحصل لنا غسيل مخ وخاصة عند ذهابنا الى الجامعة بدونهم معنا ولهذا لا نستطيع الان العيش في هذا البلد الميت ليبيا ، دكتوري انا لا اعلم بماذا اقنعهم بانني اموت في كل يوم اعيش فيه هنا فلا حياة في هذا البلد قبل وبعد الثورة ، كل ما هناك هو الفساد المتواري معضم الناس كالنعامة، افعل ما شئت ما دمت لم تنكشف المهم لا تنفضح ، لا يوجد في هذا البلد اي ثقافة لا ترفيه لا ادب لا فن لا احترام للمراة ولا شيء غير من البيت للعمل ومن العمل الى البيت، يقول لي والدي عادي اهو كل الناس عايشين هنا اشمعنا انت يعني فوق راسك ريشة ، هو الطبيب الدكتور يقول لي هذا ، انظري الى صديقات كيف يعشن ، انا لا مانع عندي الى الانتقال للعيش في اي بلد اخر معهم ، فصدقني يا دكتور احمد لم اجد بلد متخلف اكثر من هذا البلد حتى السعودية احسن منه بمراحل،لا يوجد مكتبات لا يوجد سينما لا يوجد مسارح لا متاحف، واذا تكلمت مع اهلي عن عدم وجود شيء يقولون اه طبعا تريدين الديسكوهات وحياة الكفرة ، دكتور حاولت لسنوات النقاش ولكن دائما نعود لنفس النقطة اه تريدين حياة الفسق ان تفعلي ما تشائي ؟ .. اردت الاستمرار في دروس البيانو قالوا لي لا تستطعين اخذ دروس انت والمعلم وحدكم ماذا اتريدين جلب العار لنا ..فلا وجود لمعاهد موسيقى هنا او مدارس تعليم ، هناك معهد موسيقى واحد حكومي وهو فقط للذين يريدون الدراسة لشهادة يعني 4 سنوات ، لا دروس خاصة او كورسات او اي شيء اخر. لا نوادي لا منتزهات لا شيء ..العدم ..في نظري هو بلد الزومبيز او ياجوج وماجوج ، الهواية الاولى هي الطعن في الظهر اكل لحم الاخوة وهم احياء ، اي بنت بدون حجاب تعتبر حقيرة وساقطة، وبعد الثورة فهيا مباحة للخطف والاغتصاب ووالدي يقول لي لو انك محترمة ولا تضحكي وتتمخترين وتلبسي اللباس المتعارف عليه الا وهو الحجاب والجلباب فلن يحدث لك شيء ، كل انواع الاهانات سمعتها فقال لي والدي مرار المرأة هيا سبب فساد المجتمع هيا اكبر الشرور و يقول ايضا المرأة حين تصل الاربعين وتفقد لمعتها وجمالها تنبذ من كل شخص في المجتمع لا احد يريدها فلذلك سارعي في الزواج كي لا تضلي "كالكلبة الهائمة المنبوذة" ، لماذا ارجوك جاوبني لماذا توقفوا عن وءد النساء ، كم كنت اتمنى لو استمروا ففيه رحمة اكثر لنا ، اما الان فنحن نقتل معنويا في كل لحظة، لو فتحت موضوع الزواج فهذا ماساة اخرى ، فطبعا تتستطيع ان تتخيل عمري 32 سنة والضغط اصبح لا يطاق ، وانا لا استطيع ان اتزوج من ليبي ، انا اقرف منهم، لا علم لا ثقافة لا قيافة لا احترام لا اسلوب في الكلام ، العالم يتسائل كيف عاشوا مع طاغية 42 سنة ، اعزائي هم اسوء منه طغاة صغار، الا من رحم ربي منهم وذلك 1 % منهم ، انا اريد ان اسالك هل الله سيسامحني لو قتلت نفسي فاني لا استطيع الاستمرار، تعبت ، فحتى ان لم اقتل نفسي ساموت قريبا عندي اكتاب حاد وكل يوم نيتي تنسد اكثر كل يوم اكل اقل واقل ، لا رغبة لي لا في الاكل ولا الشرب ، لا امل لا مستقبل ، ولو كنتم تظنون انني ابالغ اترككم مع مقالة هذا الكاتب الليبي القدير :Mohamed Buisierعندما تخلوا المدن من مرافق الترفيه والثقافة تفقد صفنها وتصبح اقرب الى "نجوع من الخرسانه" .لا دور سينما ولا مسارح ولا متاحف ولا قاعات موسيقى .. اختصار حياة الناس الى اصولها البيولوجية "ولاده، اكل ، نوم ، تكاثر، موت" حتى لا تكون مختلفة كثيرا عن باقى المخلوقات من زواحف وذوات اربع ومتسلقات الشجر.وتحت ضغط الجفاف والكبت تصبح المرأة هى الهاجس ، هى الشر ، بل مصدر الشرور الذى لابد ان يختفى من الشوارع والاماكن العامة حفاظا على وقار "مدن الملح والجفاف" ولا يتبقى من دورها الا ذلك المتعلق بالبند الثالث فى الدورة البيولوجية.ويبدأ الناس فى فقدان خصائص اهل المدن ال
آحمد صبحي منصور

 

أهلا ابنتى الفاضلة.

أوافقك تماما ، ولقد عايشت نفس الأحاسيس فى مصر ، وأنعم الله جل وعلا علىّ بالهجرة . وجئت لأجد إنسايتى وكرامتى فى أمريكا . وأحسست بمقدار الذل والقهر الذى عايشته فى مصر أربعين عاما . زرت ليبيا مرات بدعوة من نظام حكم القذافى بإلحاح من بعض المتنفذين هناك وقتها. ومع المعاملة الطيبة التى لقيتها فقد كنت أختنق من سيطرة رأى واحد فى الراديو والصحف واليفزيون وحتى البوتاجاز ..! وكنت أسارع بالعودة لمصر فقد كانت أرحم ، مع إنه كان أمن الدولة كالعادة ينتظرنى عند دخول مصر ليحقق معى كلما جئت من الخارج . ورفضت بشدة العودة لها بعد ثلاث زيارات.

الآن ليبيا أصبحت أسوا ، على الأقل فى حكم العقيد كان فيها نوع من الأمن ، أما الآن فلا أمن ولا نظام ، بل حكم الرعاع.

أنصح بالهجرة والهرب من هذا البلد ، وكل بلاد العرب مجرد مقابر يتحرك فيها موتى وأشباح .. يحسّ فيها الانسان الواعى بوقوع لعنة الاهية ، يكاد يشم رائحتها فى كل ما حوله ومن حوله . وكلما إزداد وعيا إزداد قهرا . وقبل أن يقتلك القهر أسرعى بالنجاة بنفسك . وأدعو الله جل وعلا أن ينجيك من القوم الظالمين.

اجمالي القراءات 9635