العهد الأزلى

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٩ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال عن كلمة واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم
آحمد صبحي منصور

يقول رب العزة جل وعلا (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)) ( الاعراف )

رب العزة أخذ العهد على كل الأنفس البشرية قبل خلق آدم ، وكان العهد أن يؤمنوا به وحده لا اله غيره ، ثم كان خلق جسد آدم ونفخ النفس فيه ، وزوجه حواء ، وبعدها تدخل كل نفس جسدها فى الموعد المحدد لها حين يكون جنينا فى بطن أمه فينتفض بالحياة ويصبح إنسانا ، يخرج من بطن أمه إنسانا ، وهو يحمل فى داخله هذا العهد الذى أخذه ربه عليه ، وهو ما يعرف بالفطرة . ويتساءل الانسان فى طفولته من واقع فطرته أسئلة فلسفية عن ماهيته وسبب وجوده ..الخ .. ثم يدخل معترك الدنيا ويستوى جسده وتقوى غرائزه ، فيقع معظم الناس فى نسيان هذه الفطرة ويستغرقون فى العصيان ، ثم يعودون الى فطرتهم يستغيثون بالله جل وعلا عند المحنة مثل المرض والغرق والكوارث التى يشرف بها الانسان على الموت ، ثم يتذكر فطرته عند الاحتضار فيرجو  أن يأخذ فرصة أخرى ، ولكن بلا فائدة . ويتكرر تذكره للعهد حين يلقى ربه جل وعلا وحين يدخل النار ، وينادى رب العزة بنى آدم يذكّرهم بأنه عهد اليهم ألا يعبدوا الشيطان : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64)  ) ( يس ) .

فالعهد له بداية عند خلق الأنفس ، وفيه تذكير بموقف الأنفس يوم لقاء الله جل وعلا فى اليوم الآخر حتى لا يتحجج أحد بأنه كان غافلا ، فالفطرة فى داخله حية لو أراد استحضارها لفعل . أو يتحجج بأن هذا ما وجدنا عليه آباءنا ، فهذه حجة لا تنفع : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)

اجمالي القراءات 13736