الطريق المستقيم

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٣ - يناير - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
عزيزى الدكتور احمد صبحى منصور ، بعد وافر التحية شاكر لكم على هذا التواصل ، وكل فترة اغيب عن موقعكم واعود اجد الجديد والمفيد ، وبالطبع سجلت بالموقع لكنى لا استطيع المشاركة ولو بطرح تعليق او سؤال ، ولا اعرف السبب ، وعلى اية حال اود ان اضع امامكم سؤال طرأ فجأة منذ اسابيع : الطريق المستقيم ليس هو الصراط المستقيم ، هذا ما طرأ فى عقلى ، وبحثت كما تعرف فكل التفاسير تتحدث عن ان الصراط هو الطريق ، وحينما اتأمل لا اجد ان الطريق هو مرادف للصراط ، وحتى ذهبت لموقع الدكتور شحرور فلم اجده قد اشار للموضوع ، فكم اتمنى ان تفرد بحثا للموضوع فهو يستحق ، ولكم كل التقدير والمحبة .
آحمد صبحي منصور

 

 الطريق والسبيل والصراط والدين كلها مترادفات ، وتعنى الطريق الذى يسلكه الانسان ، سواء كان ماديا أو معنويا . وهناك تفصيلات فى كتاب ( القرآن وكفى ) عن القرآن الكريم باعتباره الصراط أو الطريق المستقيم الذى يرجو المؤمن الهداية اليه عندما يقرأ الفاتحة .

ومثل كلمات (الصراط والسبيل والدين )فإنّ الطريق قد يكون ماديا ، اى الطريق الذى نسير فيه ونمشى فيه بأقدامنا ، وقد يكون الطريق معنويا كطريقة التفكير أو طريق الهداية أو عكسها ، الضلال والغواية ،

يقول جل وعلا عن الطريق المعنوى ( الهداية ) :( وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً (16)  ( الجن ) . ويقول جل وعلا عن القرآن كطريق معنوى للهداية : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) الاحقاف).وفى المقابل  يقول جل وعلا عن الطريق المعنوى بالاضلال والغواية : (  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (169) النساء ).

وفى سورة (طه ) يأتى مصطلح الطريق معنويا وماديا . الطريق المادى الذى نسير فيه بأقدامنا ، جاء معناه فى قوله جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى (77) طه ). أما الطريق المعنوى ، مثل طريقة التفكير ، فجاءت فى نفس السورة فى زعم قوم فرعون عن موسى وهارون عليهما السلام  ( قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمْ الْمُثْلَى (63) طه ) ، وعن حال المشركين يوم الحشر :  ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً (104) طه )

اجمالي القراءات 9670