الجامعة المأمولة ورد التهم المنسوبة للإسلام
تجارة العقول

Heba Yousef في الإثنين ٠٦ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

في تحاوري مع أعضاء اللجنة المشرفة على الجامعة، ومع تزايد الإصرار لدينا على إنجاح هذا المشروع العلمي الجليل، لم يخطر ببالي سوى أمر واحد طيلة الأيام السابقة هو:

(تجارة العقول المفكرة)

عندما أنظر إلى جميع العقول المستنيرة علمياً وأدبياً ودينياً اراها تقطن مساكن بعيدة عن وطننا، تنهل من علوم أمم أخرى، وترويها وتنميها ونحن هنا نتحصر عليها !!

ويالطبع أمتنا الجليلة هي من قامت بطرد ابنائها العلماء المفكرين لنبقى منحطين في اسفل سافلين، لاهثين وراء امور عفا عليها الزمان واكل وشرب وغرق في اعمق محيطات العالم.

كيف سنرتقي ونحن نقذفهم بعيداً عنا ؟ كيف سنرتقي ونصل الى مراتب من العلم كسائر امم الأرض وهم يبدعون لأمم غيرنا كيف؟؟؟؟؟

بل فكروا وكانت شر فكرة: أن يبعدوهم وخصوصاً اولئك الذين يحاولون تغيير التفكير الديني السلبي  والذين يصرون على اعادة احيائنا وتوعيتنا. 

كانت الأمم من قبل تقتل الأنبياء بغير حق وأمتنا الجليلة تقتل العلماء المفكرين المختصين بأمور الدين القيّم بغير حق سوى أنهم قالوا لا اله الا الله ، وأنهم ارادوا اعلاء كلمة الحق فلم يبق منهم من أحد هنا، بل تركوا ديارهم اسفين خائفين ، وهم بالطبع غير ملومين لأن حق الحياة هو اقوى حق على وجه البسيطة، وحق العلم والتعلم من حق اي انسان ، وهم من حقهم أن ينهلوا من العلم والمعرفة ومن حقهم أن يحظوا بحياة كريمة تليق بعلماء اجلاء . 

أن هجرة العقول هي انتقال اهم رأسمال لبلادنا، وهو الرأسمال المثقف،  ونحن كبلدان فقيرة (عدا دول الخليج) وحتى لو كنا دول غير فقيرة، نحتاج بشدة الى علماء مثقفين يقودون البلاد، يقومون بتوعية الشباب، يبعدونهم عن المتاهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع سوى انها تشدنا إلى أسفل البئر وأسفل سافلين، نحن بحاجة إلى نهضة عقلية ، إلى تحرر عقلي، إلى عودة العلماء لبلادهم، إلى دعمهم ليدعمونا.

لماذا يصر العالم العربي على ان يلد اجداده واجداد اجداده، لماذا لا نلد المستقبل، لماذا لا نلد جيل العلم والثقافة والحرية والإبداع. إلى متى سنظل مطية راكب لعلماء الجاهلية الوسطى، لعلماء التخلف ؟ إلى متى سننتظر المهدي الذي سياتي ليحررنا (والذي بالمناسبة لن يحررنا بالسيف بل سيأتي على أطباق طائرة هذه أجدد خرافة لأهل الدين الأرضي) إلى متى سنظل نحلم بمن يخلصنا؟ إلى متى سنبقى على هامش الحياة؟  متى سنتحرك، متى سنتغير؟ إلى متى سنطأطأ رؤوسنا مؤيدين لكل حلال وحرام تبثه القنوات الإعلامية؟ إلى متى؟ سؤال صعب - سؤال يراودني.

ومازلت وسأبقى اؤمن أن الجامعة المأمولة هي التي ستغير نظرة المسلمين إلى دينهم، وستغير مع ذلك تفكيرهم، وستحررهم، وتزيل قيود الدين الأرضي عن عقولهم، وغشاوة الماضي من امام عيونهم.

إننا ان كنا نبذل جهداً في سبيل إنجاح هذه الجامعة المأمولة، لا لغاية في انفسنا سوى نصر كلمة الله وتحرير عقول الشباب من ما علق برؤسهم، وللدفاع عن كتاب الله  جل وعلا ودينه.

اتمنى من كل غيور على دينه، املاً خيراً في تغيير ما وصلنا اليه من تخلف وغشاوة ، أن يضع يده في هذة الجامعة، برجاء منكم يا أحبتي - والله نحن بأمس الحاجة إلى مثل هذه النهضة الفكرية، وبأمس الحاجة الى التغيير لنواكب العصر، لا أصدق أنهم يصورون المريخ وشيوخ الدين الأرضي يفتون بحرمة نزول المرأة الى البحر والا  تصبح زانية ويقام عليها الحد لأنه ذكر!!!!

ان شر البلية ما يضحك، ولكنهم فضحونا وعروا ديننا في كل العالم، وهذه سبيلنا في الدفاع عن ديننا، ولا تنسوا أحبتي أنه قبل كل شيء هذا واجبنا امام المولى سبحانه وتعالى، ارجوكم نحن بامس الحاجة أن نخرج جيلا واعياً مفكراً مستنيراً بالعلم والإيمان.

انضموا إلينا في جامعتنا - هذا كل ما نأمله.

اجمالي القراءات 11103