قل الروح من أمر ربي

محمد خليفة في الأحد ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

مقالة  :    قل الروح من أمر ربي...

 

مقدمة  :

 

الروح ..من المواضيع التي حيرت ولا زالت تحير الفقهاء، والعلماء والفلاسفة والمفكرين، وهذه المقالة ما هي إلا محاولة متواضعة لسبر أغوار الآيات القرآنية وتدبرها عسى الله أن يمن علينا ببعض من فضله، ويهدينا سواء السبيل.

وردت الروح في كتابنا الكريم بعدة معان وعدة أشكال، ولمن يرغب في الزيادة فعليه الرجوع إلى مباحثنا (الروح أمر ...والنفس حالة.. ) ، وكذا  (  ماهية اشتقاقات الجذر (  ر . و . ح  ))، وكذلك ( كتاب الله بين عالمي الملك والملكوت)

أما ما سوف نتعرض إليه في مقالتنا هذه فهو لا يعدو أن يكون سوى حديث مع النفس وحوار منفرد مع الوجدان، ولكن بصوت سمحت له أن يعلو قليلا، لكنه لا زال دون الخفوت، ولا يكاد يبين، وذلك حول الإستخدام العام لتلك اللفظة وعما يحيط بها من غموض وتهاويم، يدفع بها إلى عوالم مبهمة، ومعالم مضببة، الله أعلم بها.

ونبدأ بالتساؤل الأشهر في هذا المقام...في سورة الإسراء

{   وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا (85) }

فمن ذا الذي يسأل...؟

ولماذا بدأت الإجابة بأمر الإجابة  " قل " ..؟

أيضا لماذا كان التعقيب الذي جاء بعد الإعلان بأنه أمر جاءت    "  أَمْرِ رَبِّي  "   
          
ولم يرد بأنه أمر الله..؟

أما عجز الآية فقد نوه إلى مقدار العلم المسموح باستيعابه للبشر، وأنه قليل مع الظن بأنه كثير               "  وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا   "

 

والمقام هنا لا يسمح بالإجابة على كل هذه الأسئلة، لكنا سنحاول التعقيب على ثالث الأسئلة ، وهي الورود بأن الروح من "  أَمْرِ رَبِّي  " ، فالرب هو الذي يربي، وهو الذي يرزق، وهو الذي يعلم، أي أن الربوبية ذات علاقة مباشرة بالحياة الدنيوية أي مع عالم الملك أي عالم الشهادة والخلق والزمان والمكان من مأكل ومشرب وحركة وحياة ومرض وشفاء وموت، أما الألوهية فهي علاقة عقيدية، تبدأ  بالإقرار لله بالوحدانية ثم الإيمان باليوم الآخر، وهي علاقة وجدانية، وكل ذلك يخص عالم الغيب والأمر والملكوت.

 وتعني الإشارة  "  أَمْرِ رَبِّي  " أن الإجابة تشير إلى عالم الشهادة والزمان والمكان وهذه هي الخطوة الأولي في طريق إجابة هذا التساؤل، حيث تخرج بنا من عوالم الغيب إلى عوالم الشهادة، ومن عالم لا نعلم عنه شيئا، إلى العالم الذي نستطيع أن نراه بأعيننا ، ونلمسه بأيدينا، ويدخل ضمن قياساتنا ومقاييسنا.

 

 

قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي.....       وفيها ثلاثة أقوال

1.      أن الروح من عالم الأمر (عالم الغيب والملكوت) وهو عالم مخفى عنـَّا علمه إلا بإذن الله، وحين يصدر على الموجود فى علم الله أمر الكينونة  "كن"  فإنه ينتقل على الفور من حالة وجوده في علم الله إلى التخلق والتجسد كشىء فى كون الله المرئى.

2.      أن الروح هى خصوصية خاصة جدا، بل شديدة الخصوصية من عالم الخلق، كما أنها من شأن الرب وحده وليست بحال من شأن البشر المتسائلين ولا يجوز لكم أن تسألوا عنها فسوف يعييكم السؤال والتساؤل، كما سوف يعييكم البحث عن الإجابة، وإن كان هناك عدم النهي عن ذاك البحث وتلك الإجابة.

3.      أن الروح هى عبارة عن مجموعة الأوامرالمبرمجة والمخزنة بصورة غاية فى الدقة والقطع فى الصبغات الوراثية (الجينات) فى كل خلية من خلايا المخلوق الحى حيث تنظم له عملياته الحيوية (من تنفس ونمو وحركة وتكاثر....الخ ) حيث أن كل صبغة وراثية تتركب من آلاف الأحماض و القواعد الأمينية والتى هى فى مجموعها تشكل طبيعة دقائق هذه الصبغة وتحدد صفات و مواصفات ذلك  " الجين " وتحدد طرائق تشغيله وعمله ومهامه ومهماته فى الخلية ومتى يبدأ عمله ومتى يتوقف، بل تحمل أيضا أوامر ومواصفات إعادة الإنتاج - عند التكاثر - بنفس الهيئة والمواصفات، دون النظر إلى العائل الأصلي، ودون الحاجة إلى الرجوع إليه.

وهكذا نرى أن الروح هى ليست بالقطع ما ذهب إليه كاتبو التراث والظنيون من كونها ذلك الجسم النورانى الطيفى الأثيرى الذى ينفخ فى الجنين إيذاناً لبداية للحياة ثم يغادر الجسد الحي[1] كعلامة على الوفاة في نهاية الحياة، فكل ذلك محض هراء وخيال شعراء.

ولتوضيح تلك الفكرة سوف نعرج إلى تطبيقيين عمليين تم إنجازهما بالفعل في مجال بحوث الجينات والهندسة الوراثية :

أولهما  :

 كانت نسبة الرطوبة في محصول درنات البطاطس، تشكل هاجسا مقلقا للمنتجين، خاصة تلك الأنواع التي تستخدم في صناعات  تحويلها إلى رقائق مقلية (شيبسي) وتعبئتها في أكياس معينة  -  مصنوعة من رقائق الألمونيوم -  تمهيدا لطرحها للإستهلاك الآدمي الفوري، كغذاء مـُصـَنـَع جاهز للتناول مباشرة.

ولحل هذه المشكلة تمكن أحد الباحثين العاملين في مجال  هندسة الجينات - وذلك بعد النجاح منقطع النظير في إكتشاف أسلوب رسم وتحديد الخريطة الجينية للكائنات الحية ( الجينوم ) -
من إكتشاف ظاهرة طبيعية تحدث لأحد أنواع الأسماك الصغيرة، وهي أنها تتوهج ضياءًً عندما تشعر بالجوع، عندها تقترب منها كائنات بحرية دقيقة من هوام البحر ( البلانكتون ) منجذبة للضياء، وهي بذاتها ما تعتمد عليه هذه السمكة في غذائها، ولا يكون مصيرها إلا أن تـُبتلع غذاءً لهذه السمكة.

 ما حدث ...لا يخرج عن كونه ظاهرة طبيعية عامة، إلا أن الباحث المدقق إلتقط هذه المعلومة، وغاص وراءها محققا، واكتشف أن سبب التوهج الذي يحدث في جسم السمكة، هو جين خاص في خلايا جلد السمكة تنعقد مهمته في بث الضياء حين الإحساس بانخفاض مستوى السائل المغذي للخلية، ولذلك تحددت مهمته أولا بالإحساس بالنقص وهو هنا يعمل كحساسة دقيقة sensor )  ) ، ثم ثانيا يقوم بتشغيل عمليات كيمائية خاصة يكون من أثرها انبعاث الضياء.

تمكن الباحث من تحديد هذا الجين وتم نزعه منها، ثم أعيد غرسه في مجموعة جينات خلايا درنة البطاطس، ثم قام الباحث بإتاحة الفرصة لهذه الخلايا المحقونة بهذا الجين بالتكاثر والنمو لتكون درنات كاملة، كل خلاياها محملة بهذا الجين محدد المهمة، وكان من أثر ذلك أن الدرنات التي حقنت بهذا الجين، حين أحست بانخفاض مستوى سائل الماء الحيوي في الخلية، فقد انبعثت منها الضياء الدالة على عطشها وحاجتها إلى الماء.. الله أكبر.

 

لقد قام الجين بأداء مهمته المحددة له في الحياة، سواء أكان في جسم سمكة
( وهي من عائلة الحيويات المتحركة ذاتية الحركة ) أو مغروسا في درنه بطاطس ( وهي من عائلة الحيويات الثابتة منعدمة الحركة بذاتها ) ، وأحسب أنه لو قام الباحث بغرس هذا الجين في خلايا أي كائن آخر من أي من العائلتين، لقام هذا الجين ببعث الضياء من كيان هذا الكائن حين انقطاع الغذاء عنه وشعوره بالجوع.

واستفادت مزارع البطاطس بهذه المعلومة في المجال التطبيقي، بأن أعدت في كل حقل مساحة تجريبية صغيرة، زرعت بهذا النوع الحاس بقلة الماء، وبمجرد انبعاث الضياء من هذه الدرنات التجريبية، فإن ذلك يكون ايذاناً بالحاجة إلى ري الحقل الكبير.

نعود مرة أخرى لنؤكد أن هذا الجين الذي يحمل مظهرا من مظاهر الحياة، وأن له مهمة محددة ابتداءً بالإحساس بنقص السائل الحيوي، وانتهاءً ببعث الضياء، أنه قد قام بالمهمة ذاتها عند انتقاله من كائن حي إلى كائن حي أخر، دون أن يتذمر أو أن يشكو أو أن يتوقف عن آداء مهمته، فهو مجبور عليها، مقهور على آدائها، فلا إرادة عنده، ولا أهواء له.

 

ألا يشير ذلك إلى أن هذا الجين، مصنوع بأمر الله، ومخلوق بأمر الله، وتم تحديد مهمته في الحياة بأمر الله، بل تم أيضا تحديد موعد بداية قيامه بمهمته المحددة بأمر الله، وتم تحديد نتاج مهمته أيضا بأمر الله، دون تدخل منه ودون إرادة له، ودون أن يملك حق الإعتراض أو رفض العمل، ألا يعني ذلك أنه بعضاً من أمر الله ، بل أن هذا الجين يحمل أيضا أسلوب وخطوات إعادة انتاجه بنفس المواصفات المصنوع منها والمصنوع لها، حيث يعيد العائل الجديد تركيبه من لبناته من الأحماض الأمينية وبنفس الترتيب عند الإنقسام والتكاثر.

 أليس في ذلك توضيحا وتخصيصا لمعنى الروح وعرضا له...!!!؟؟؟

ألا يوضح ذلك ما ذهبنا إليه من كون الروح هى عبارة عن مجموعة الأوامرالمبرمجة والمخزنة بصورة غاية فى الدقة والقطع فى الصبغات الوراثية (الجينات) فى كل خلية من خلايا المخلوق الحى حيث تنظم له عملياته الحيوية (من تنفس ونمو وحركة وتكاثر....الخ ) حيث أن كل صبغة وراثية تتركب من آلاف الأحماض و القواعد الأمينية والتى هى فى مجموعها تشكل طبيعة دقائق هذه الصبغة وتحدد صفات و مواصفات ذلك  " الجين " وتحدد طرائق تشغيله وعمله ومهامه ومهماته فى الخلية ومتى يبدأ عمله ومتى يتوقف،

 وحين نتدبر الآية الكريمة  {  وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ....قُلْ الرُّوحُمِنْ أَمْرِ رَبِّي.....}

           ألا  تلاحظوا معي وجود " مِنْ "  التبعيضية  بين كلمتي  " الرُّوحُ  "
            و "  أَمْرِ رَبِّي.."

           أي  أنالروح هي بعض من أوامر الله التي إتخذت تركيبة بيولوجية خاصة، على صورة صبغات وراثية وجينات لكل منها وظيفته ومهامه المحددة ابتداءً وانتهاءً، دون أن يكون لأي منها إرادة خاصة أو توجه  ذاتي.

وحين يحين أجل خلية ما، تتوقف جيناتها عن آداء مهماتها، وتوقفها عن تنفيذ ما جبلت عليه من الأوامر، وهذه أيضا يقوم بها جين خاص مهمته إنهاء حياة هذه الخلية مما يعني موتها، وكلها من أمر الله.

وفي نهاية أجل الكائن، يصدر الأمر الإلهي العام، للجينات المخصصة لإنهاء حياة الخلايا كلُّ في ذاته، فتموت تلك الخلايا مجتمعة، مما يأذن بهلاك الكائن وبموته، عندها تتصف هذه الحالة بأنها حالة وفاة.

إنما هى ليست بالقطع ما ذهب إليه كاتبو التراث والظنـِّيون من كونها ذلك الجسم النورانى الطيفى الأثيرى الذى ينفخ فى الجنين إيذاناً وكبداية للحياة، ثم يغادر الجسد الحي – أي يخرج منه -  كعلامة على الوفاة في نهاية الحياة، فكل ذلك محض هراء وخيال شعراء.

ثانيهما  :

ثاني هذه الأمثلة المدللة على ما ذهبنا إليه، من كون أن الروح هي أمر  تبعيضي لبعض من أوامر الله، والمخزنة على صورة جينات وصبغات وراثية  كل منها تحمل  صفات ومواصفات شديدة الخصوصية والتحديد، ولكل منها وظيفة خاصة ومهمة محددة ووقت ابتداء تنفيذ لهذه المهمة،  كما أنه تحتوي أيضا أوامر انتهاء العمل لهذه المهة المحددة، بل أنها تحتوي أيضا على أوامر إنهاء حياتها وإهلاك ذاتها، في تنسيق إلهي رائع، وتواسق علوي لا نظير له.

ما أود أن أصفه هنا ، ذلك البحث شديد الإبهار[2] ، وذلك بعد التقدم الهائل في رسم الخرائط الجينية للمخلوقات الحية عموما، والحيويات ذاتية الحركة بالخصوص، وتحديد مهام كل جين منها، تمكن أحد الباحثين ومعه فريق عمل ضخم ولمدة تعدت الثمانية سنوات، وبتمويل مفتوح من واحدة من شركات البترول العملاقة، أن يضع تصورا لإمكانية تحديد خريطة جينية خاصة لمخلوق حي بحيث ينفذ خطة تصنيعية معينة طبقا لمواصفات سبق تحديدها بدقة.

 

فقد تمكن من نزع جميع الجينات من خلية فطر بدائية، وأبدلها بباقة مختارة بعناية من الجينات المنزوعة من عدة كائنات، بحيث كانت وظائفها معروفة ومحددة سلفا في خلاياها الأصلية المانحة، وتم بذلك تكوين خريطة جينية جديدة لمخلوق حي ، حيث يقوم هذا المخلوق الإصطناعي، والمـُصنـَّع من لبنات حية، بكل وظائف الحياة من نمو وحركة وتكاثر وتنفس وتناول الغذاء المكون من الطحالب المائية، والبقايا والمخلفات السليولوزية - أوراق الشجر ولحائه ورفيع الفروع ودقيق الجذور - ثم القيام بتحويله إلى بترول،،،،!!!!

وقد يحتج معترض.......     ألا يعتبر ذلك تدخلا في خلق الله بالتبديل والتغيير..؟

وجواب ذلك أنه لا تبديل هناك ولا تغيير فالبداية كانت مخلوقات من خلق الله، والنهاية أيضا هو مخلوق من خلق الله.

فمثلا لو فرضنا أن هناك مبنى مدرسة ، كان قد تم بناؤه بالطوب الأحمر، ثم حدث أن تهدم هذا المبنى، لكن لا زالت بعض من وحداته البنائية من الطوب ، صالحة للإستخدام مرة أخرى،

 فهل يعتبر ذلك حراما أو منهي عنه ...؟

أم هل ستمتنع وحدات الطوب عن الإنصياع لعمال البناء بدعوى أنها مخصصة فقط لبناء جدر المدارس ..؟

بالطبع ..لا ، فهي وحدات لا إرادة لها ولا رغبات، وتوضع حيث يشاء لها أن تكون،

فهكذا..... ولله المثل الأعلى ، الحال مع الوحدات من الصبغات الوراثية والجينات، فهي لا إرادة لها وسوف تقوم بأداء مهمتها حيثما تكون، وبنفس الكيفية وطبقا لما هو مخزن فيها من أوامر وبنفس التوقيتات المنضبطة فيها.

 

تعليق أخير:

يزعم  بعض رواة المرويات من الظنـِّيون والتي نسبت إلى رسول الله زورا وبهتانا ما معناه أن هناك ثمة مـَلك ينفخ الروح في المضغة المـُخـَلـَّقـَة، بعد تمام إنقضاء مدة محددة حددت بأربعة أشهر،ولا أدري بأي منطق هم يفكرون..؟

أليست الحيوانات المنوية الذكورية الحية المتحركة بأمر ربي،  مما يعني وجود الروح بها...!

 إلى حيث تكون البويضة الأنثوية الحية توجهها أوامر ربي، ألا يشير ذلك إلى أن الروح فيها..!

ثم بعد التقاءهما لتكوين النطفة المتنامية، ألا يدل ذلك على أن أوامر الرب (الروح) تحكمها.....!

والروح بهذا المفهوم، ليست بالقطع ، بكيان يـُدس، ولا هو بكيان يـُستـَلـَب...!

الروح هي بعضا من أوامر ربي...

 

 هذا هو مفهوم الروح، وكما يطيب لى أن أراه، وكما يتمشى مع العقل ، ويتماشى مع تدبر الآيات في الذكر الحكيم، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .

 

والآن إلى عرض مختلف الآراء التي تناولت هذا الجانب الشائك من الفكر أعرض لثلاثة آراء:

أولا : المهندس الإستشاري / على عبد الجواد

 في مؤلفه  :(الاتباع لمن ؟ للآية أم للرواية ؟ )

يقول أن الجسد هو بمثابة شاسية السيارة والروح هى  موتور هذه السيارة أما النفس فهو قائد السيارة المتحكم فى توجيهها إلى حيث تشاء.

 

ثانيا  :  د / نادى فرج درويش العطار

من ذا  الذى يسأل الرسول (صلعم) عن الروح.....؟

الإجابة :  اليهود... بطبيعة الحال لأنه قد جاء  فى كتبهم

 (إن كنتم تحبونى فاحفظوا عهدى وأنا أطلب من الآب أن يرسل لكم معزيا أخر..... روح الحق
 يمكث معكم إلى الأبد)

[ إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم ] أنجيل يوحنا الإصحاح 14    عدد  15،16،17.

 

(وأما المعزى روح القدس.... فيـُعلـِّمكم كل شىء)

[ وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم ] أنجيل يوحنا الإصحلح 14  عدد 26

.

فهم هنا يسألون عن هذا الروح المـُعلـِّم الذى وعدهم رسول الله عيسى (صلعم) أنه سوف يأتى ليعلمهم فهو سوف يأتى من بعده ، وليس بعده سوى رسول الله محمد فهو بذلك هو المعلم المقصود وهو الروح المشار إليه فى الآية القرآنية، وأن السائلين لم يؤتوا من العلم إلا قليلاً.

و أضاف د / نادى

 أنه مذكور (سيكون هناك مسحاء كذَبَه، فلا تصدقوهم ) ، أي أنه سيكون هناك من سوف يدَّعي أنه المسيح المـُعلـِّم والمهدي المـُخلـِّص.

[ لأنه سيقوم مسحاء كـَذبـَه وأنبياء كـَذبـَه ويعطون آيات وعجائب لكي يضلوا لو أمكن المختارين أيضا فانظروا أنتم هاأنا قد سبقت وأخبرتكم يكل شئ ] أنجيل مرقص الإصحاح 13
 عدد 23،22 .

 

وأن لفظ المسيح دون ذكر بن مريم عقبه تعنى أنه نبى غير رسول الله عيسى (صلعم) ،وفي أغلب الذكر تعني الإشارات أنه رسول الله محمد (صلعم)
{
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِنُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) } سورة المائدة

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا (85) } سورة الإسراء


{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) } سورة المجادلة

   { تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) } سورة القدر

 

 

ثالثا : المهندس / عدنان الرفاعي

 

يشير في مؤلفه (( المعجزة الكبرى )) إلى أن أحد معاني الروح إنما تعني كتاب الله ( القرآن)

 { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) } سورة المائدة

 

 {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}    سورة  النحل
 {
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) } سورة النحل

 { وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِقُلْ الرُّوحُمِنْ أَمْرِ رَبِّيوَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) } سورة الإسراء

 {  وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) } سورة الشعراء

 { رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) }
    سورة غافر

 {  وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ
    نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)
} سورة الشورى

{  يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) } سورة النساء
{  فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) }سورة التغابن

 

 

سورة الكوثر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)

ورأي المهندس عدنان أن الكوثر هو القرآن، الرجا الرجوع إلى مبحثنا في تدبر سورة الكوثر

 

رأي ثانٍ للمهندس  / عدنان الرفاعي وهو أن الروح إنما تعني المدد والصلة والقربى من الله.

 

ملحق الأمر  ( وله مبحث خاص)

 

وردت شتقاقات ( الأمر ، أمر ).... 72 مرة كلها تشبر إلى أن أمر الله نافذ، على المخلوقات في عالمي الخلق والمادة، وكذا عالم الغيب والملكوت ، وعن تدبير الله فيهما.

وسوف نردف هنا بعضا من هذه الآيات

 { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) } سورة الأعراف

 

{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)} سورة يونس

 

{  قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)} سورة يونس

 

{  وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) } سورة هود

 

{  اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) } سورة الرعد

 

{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) } سورة الرعد

 

{ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) } سورة النحل

 

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا (85)} سورة الإسراء

 

 

 

 

         رؤية وإعداد المهندس   /     محمد عبد العزيز خليفة داود

          إستــشـــــــاري  تصميم وبناء نظم معلومات الحاسب الآلي

          معهد الدراسـات والبحوث اللإحصائية  –    جامعة القاهرة

 

 

 



[1]
   يستخدم العامة في هذا الصدد للتعبير عن هذه الحالة عدة مصطلحات شاعت بينهم وصار لها قوة العرف وصلابة الإدعاء
    مثل  طلعت روحه ،  السر الإلهي خرج ، وأشباهها

[2] والذي قام به أحد الباحثين بناء على تكليف من إحدي شركات البترول العملاقة، في مجال استحداث الطاقات البديلة ، والبحث عن مصادر أخرى لتوليد الطاقة ، فظهر ما يسمى بالوقود الحيوي ويعتمد على تحويل بعض المحاصيل الزراعية - والتي يعتمد عليها البشر والأنعام في غذائهم مثل القمح والذرة - إلى وقود عبر عمليات كيميائية غاية في التعقيد مما يهدد بتأثر كمية المحاصيل الزراعية المخصصة لإستعمالها كأغذية للإنسان بهذا التوجه، وسوف يرفع من أسعارها بطبيعة الحال مما سوف يزيد من مساحة الجائعين، ويزداد الطين بلة.

اتجهت البحوث أيضا، إلى البحث عن الطاقة البديلة، فكانت أبحاث استغلال طاقة الرياح، في تحريك طواحين الهواء، خاصة في الصحاري والمناطق البعيدة عن العمران لاستخراج المياة من باطن الأرض ولتوليد الكهرباء، والطاقة المولدة من حركات المد والجذر على شواطئ البحار والمحيطات وأيضا إستخدام طاقة الحركة في تيارات أنهار الماء العذب، وتوليد الكهرباء من مساقط المياة الطبيعية منها وهي الشلالات ، أو الصناعية بإنشاء السدود العملاقة، ثم ابتكر الإنسان السخانات الشمسية والبطاريات التي تشحن بأشعة الشمس وأخيرا استخدام المفاعلات النووية في تشغيل مولدات الطاقة الكهربائية.

إلا أن كل ذلك سوف لا يغني عن الطاقة الحرارية المولدة من إحتراق منتجات البترول، سواء كان هذا الإحتراق داخلي
 ( المحركات) أو كان خارجي ( المراجل ) ، لكن  زيت البترول سلعة ناضبة، ومخزون الأرض منها لن يكفي استهلاك البشر إلا في حدود المئة عام في أفضل التوقعات المحسوبة وأشدها تفاؤلا، خاصة وأن البترول فضلا عن استخدامه كوقود رئيس، إلا أنه يدخل في كثير من الصناعات الكيميائية والتحويلية  تعدت السبعين صناعة ( مثل صناعات البلاستيك، والشموع، والمنظفات الصناعية،والمذيبات العضوية،...إلخ )

لذا اتجهت الأبحاث ليس لإيجاد بديل فحسب بل اتجهت لتوليد منتج شبيه بالبترول، وقد نجحت بعض الأبحاث في دولة الهند إلى  الحصول على شجرة ( من نفس عائلة شجرة المطاط حيث يسيل المطاط من شقوق طبيعية أو تصنيعية في الشجرة ) تنتج شبيه للبترول طبيعيا لكن الحقيقة أن إنتاجها لن يعدو أن يكون مجرد عدة أطنان غير مجدية لقيام صناعات بترولية عليها.

كان البديل الوحيد والمتاح  هو الإتجاه للهندسة الوراثية وعلوم الجينات.

وتوجب علينا في هذا المقام، أن نعيد الإشارة إلى أن الجين هو وحدة تحمل في ذاتها أوامر تشغيلها وتوقيتات هذا التشغيل بداية ونهاية، كما قد جرى الإتفاق على أنه لا إرادة  له، فهو يعمل في أي خلية حية، حيث يقوم بالقيام بمهامه حيثما كان.

اجمالي القراءات 23410