هل يصح تحديد الزمان والمكان بالأجر
هل يصح تحديد الزمان والمكان بالأجر

أحمد أبو إسماعيل في الإثنين ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

هل يصح تحديد الزمان والمكان بالأجر
هل يصح تحديد الزمان والمكان بالأجر
وردت أحاديث كثيرة في فضائل الأعمال تخص كثيرا من العبادات ونستطيع أن نقول كلها وكثير من هذه الفضائل تخص فضائل في زمن معين كفضائل شهر رمضان أو مكانا معينا كفضائل العمرة في البقاع المقدسة والناس يرغبون في القيام بهذه الأعمال وغيرها استنادا إلى الأجور أو الفضائل المروية فيها وقد يؤخر ما حقه التقديم ويقدم ما حقه التأخير بهذا الفكر المبني على اتباع الأجور المفضلة وقد يكون عمل الناس موسميا كذلك بهذا التفكير وحتى يستقيم الأمر فيجب تصحيح هذا الفكر غير السليم بما يلي:
أولا: التحرز من قبول كل ما نسمعه في فضائل الأعمال لأن جل هذه الفضائل ساهم في وضعها كذابون ووضاعون وعباد صالحون عن حسن نية فمثلا فضائل سور القرآن الكريم وضعها رجل صالح ونيته إرجاع الناس إلى القرآن الكريم لاشتغالهم بالجدل في الفقهيات والكلام يطول في الموضوع ومن الغريب أنهم وصلوا إلى رواية أحاديث تبين فضيلة الأئمة الأربعة فكل متعصب لإمام روى في شأنه ما يرفع من قيمته عن رسول الله مباشرة ومنهم من روى أحاديث تبين فضائل أقوام ومنهم من روى أحاديث تبين فضائل قرى ومدن وهذا كله بسبب عدم وجود قيود لرواية الفضائل ولعلماء الحديث مقال في الموضوع وكثير منهم يقررون الفضائل على ضوء علم الحديث فيحكمون بعد البحث كما يقولون بالتصحيح أو التضعيف أو الوضع وفي كثير من الأحيان يختلفون فقد يحكم أحدهم بالضعف والآخر بالصحة لحديث واحد وما ضرنا نحن المسلمين إلا هذا الخلاف غير المنطقي والحق أن الحديث إما يصح وإما يبطل ولا منزلة بين الصحيح والموضوع لأن الخبر يحتمل الصدق أو الكذب والصدق هو الصدق ولو تفاوتت درجاته والكذب هو الكذب ولو تباينت منازله كالسيئة والحسنة .
ثانيا: وللسلامة من تبعات الفضائل كما بينت نستطيع أن نعمل بحديث مروي في باب الفضائل يعضده القرآن ويقويه وهذا الحديث على فرض صحته نجد فيه أن من عمل حسنة فله عشر أمثالها فهذا توجيه قرآني من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وتضاعف إلى سبع مائة ضعف على حسب إخلاص النية وهذا كذلك مبين في القرآن كثيرا كقوله تعالى: إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم الآية وفي هذا الحديث أيضا أن من جاء بالسيئة كتبت له سيئة واحدة والقرآن يقرر هذا وفيه أيضا أن من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة واحدة ومن هم بسيئة ولم يعملها كتبت له حسنة واحدة وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
وخلاصة القول:
الأجر على العمل لا علاقة له بالزمان ولا بالمكان وإنما بالقلب فمن أراد أن يعمل أي عمل فرضا كان أم سنة أم نافلة فلينظر إلى نيته ويخلصها لله تعالى وطبعا بعد العلم الحقيقي بكيفية العبادة شرعا ولا تأثير للزمان ولا المكان في إثبات الأجر على أي عمل كان ويوفر ذلك الأجر وينميه الورع لأن المتلبس بالمعصية لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فقد يكون العبد في داره خير من الذي تجشم الأسفار لأداء العمرة في المسجد الحرام والسبب هو تصحيح النية واتباع العلم الشرعي لا الهوى وقد يكون العبد في خضم تجارته في رمضان أفضل من المعتكف في المسجد والسبب هو تصحيح النية واتباع العلم الشرعي والأمثلة تطول ....
ومدار القبول على النية الصحيحة والعلم الشرعي لا على كثرة الأجور وفضائل الزمان والمكان ونحن نرى الناس في شهر رمضان ترغب في عمارة المسجد والقيام وسماع الموعظة وتلاوة القرآن والصدقة وبعد ر
اجمالي القراءات 11710