آيات الكبر في القرآن
حطموا هذا الصنم

لطفية احمد في الأحد ١٧ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً


• إن الصنم المسيطر علي البشرية منذ بداية نشأتها حتي وقتنا هذا هو صنم الكبر ـ إن جاز لنا التعبير ـ ويبدأ بالكراهية التي تسيطر علي الشخص ، لا لشيء حقيقي جوهري وإنما كراهية وإدعاء وبغضا وهذا ماحدث منذ البداية عند رفض إبليس السجود لآدم بدعوي أنه أفضل منه وأرقي في الخلق ، ونسي أو تناسي أن الأفضلية أو الخصوصية هو شأن يحدد من قبل الله عز وجل . قال تعالي :" أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين .. ص 38" " إلا إبليس أبي وإستكبر وكان من الكافرين .. البقرة 34" " قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها .. الأعراف 13" .
• وبعد ـ فماذا عن الكبر في اللغة ؟
الكبر بالكسر : العظمة وكذا الكبرياء ، والتكبر والاستكبار : التعظم .
ونلمح هذا المعني أيضا في حياتنا اليومية من وصف للمتكبر بالاستعلاء علي الناس والترفع
عنهم ،فماذا عن الكبر والتكبر والاستكبار في آيات القرآن ..؟
• يحكي لنا القرآن الكريم في مواقف متعددة عن قوم اتصفوا بالكبر والاستكبار فمثلا في قوله تعالي في سورة المؤمنون يحكي لنا القرآن موقفا لنبي الله موسي وأخاه هارون مع فرعون " ثم أرسلنا موسي وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلي فرعون وملائه فاستكبروا وكانوا قوما عالين.قالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون .. 45: 47 المؤمنون"
وقوله تعالي في سورة إبراهيم عن طريق حوار يجري بين المستضعفين والذين استكبروا :
" وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواءعلينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص .ابراهيم 21" وفي سورة سبأ أيضا يكرر نفس الحوار بين المستضعفين والمستكبرين والفريقان يفند حجج كل منهما الآخر وهما في أشد حالات الاختلاف بعدما كانا في أشد حالات الإئتلاف يقول تعالي واصفا هذا الموقف " يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين . قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدي بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين. وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ماكانوا يعملون " (الآيات من 31: 33 سبأ )
• كما نلمح وصفا آخر للمستكبرين تردد في آيات القرآن الكريم وهو في الآية التي تلي الآيات السابقة وهي صفة( الترف ) مما يدل علي أن الكبر والترف صفتان غالبا ما تلازم كل منهما الأخري" وماأرسلنا في آية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون" .
" وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا ومانحن بمعذبين " سبأ 34،35 .
ونجد هذا أيضا عندما يقص علينا القرآن قصة ثمود قوم صالح وكيف أنهم أصبحوا خلفاء من بعد عاد وكانوا في نعمة يقول تعالي:" واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا واذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين. 74 أعراف " .
• ومن ناحية اخري لو اتصف الانسان بالإيمان والتقوي لفتحت له أبواب السماء مليئة بالبركة " ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض 96 . الأعراف "
• لكن المتكبر حتي لو تعرض لاختبار من الله نراه لايتعظ ،بل يرجع ذلك إلى التطير: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون . فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إن طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون . 131 الأعراف ) .
• هذا باأعراف ) .
• هذا بالإضافة إلى الغفلة أيضا فهذه الآية تذكرلنا عددا من صفات المستكبرين التى سبق الحديث عنه بالإضافة لصفة أخرى هى الغفلة :( سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغيرالحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لايتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين 146 .الأعراف ) .
• وبعد فلابد عزيزى القارئ من استبدال كل ما سبق من معان أقل ما توصف به أنها بعيدة كل البعد عن الصفات الإسلامية إلى ثقة حقيقية بالنفس تبنى على التقوى والورع ومعرفة ما للآخرين من حق حتى لايتحول الإنسان إلى شكل ظاهرى أجوف فارغ من الداخل : (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون 4 المنافقون ) وتخور قوته عند أول مشكلة تواجهه لأنه لا يستطيع بتكوينه الأجوف من الوقوف والصمود فيلجأ إلى أساليب دفاعية لعلها تقيه مما يشعر به من ضعف حقيقى وخوف داخلى فيمر بمراحل عدة من كراهية وحقد داخلى يلى ذلك شتم وسب ونطق بكل ما هو قبيح وفى النهاية تكون الكارثة محاولا التنفيث عن غضبه الغير مبرر- إلا لنفسه فقط ولمن فى مثل حالته بالطبع – بأن يتحول إلى متطرف ولا يكتفى بالتهديد والوعيد فقط بل وينفذ أيضا .
• وبعد حطموا معي هذا الصنم .. صنم الكبر
اجمالي القراءات 12838