المفتى يكفر منكر عذاب القبر

علي عبدالجواد في السبت ١٧ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

عفوا علماء الامة

(المفتى يقول منكر عذاب القبر لا يؤمن بالله و لا باليوم الاخر)

فضيلة الدكتور مفتى الديار/ على جمعة و فضيلة الشيخ د/ سالم عبد الجليل و فضيلة الشيخ/ يوسف البدرى

فقد قرأت فى صحيفة الديار الموقرة بتاريخ 13/4/2010 ءاراء علماء المسلمين المعلن اسماؤهم اعلاه المؤيدون لعذاب القبر و قرأت رأى الاستاذ / احمد ماهر المنكر لعذاب القبر و تعليقى هو الآتى:

لقد ذكرتم أن فضيلة المفتى قال من ينكر عذاب ا¸ب القبر لا يؤمن بالله و لا باليوم الاخر !!اى من لا يؤمن بعذاب القبر فقد كفر!!

وتبعه فى ذلك رجال الدين الافاضل ولو لم يقولوا هذا صراحة!!

فكيف نكفر من لا يؤمن بعذاب القبر ؟

وأنا و الحمد لله أصلى و أصوم وأزكى و أحج و أتصدق و لا اعتقد فى عذاب القبر فهل أنا كافر ؟

وأنا والحمد لله اعتقد أن الله واحد وأنه أرسل رسوله بالقرءان الى المسلمين و أنا مؤمن بالملائكة و الجن و الرسل و الانبياء و الكتب المنزلة من عند الله وباليوم الاخر و البعث و الحساب و لا اعتقد بعذاب القبر فهل أنا كافر ؟

ثم ان عذاب القبر ليس من العقائد التى شرعها الله فى القرءان بالنص !!

فلا توجد آية فى القرءان تقول لقد كفر الذين لا يؤمنون بعذاب القبر أو البرزخ !!

 

مع أن علماؤنا الافاضل يعلمون أن عقائد الاسلام هى الايمان بالله واليوم الاخر و الملائكة و النبيين و الكتاب و الغيب الذى يخبرنا الله عنه و هى فى الايات

()لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) (البقرة:177)

وهذه الآية لم يرد فيها عقيدة عذاب القبر !!!

)آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) (البقرة:285)

وأيضا هذه الآية لم يرد فيها أن الرسول آمن بعذاب القبر !!

فما هى المشكلة ؟

وكيف تفاقم الخلاف الى تكفير بعض المسلمين للبعض الاخر ؟

والله يقول()وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)

()إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (هود:119)

فالمشكلة تكمن فى عدم قبول الآخر !!

فرجال الدين المتخصصون أى الذين جعلوا الدين وظيفتهم أو حرفتهم لا يقبلون الرأى الآخر ! بدون تفكير ! ولذلك تمذهب المسلمون !!

فتجد أن اهل السنة لا يقبلون عقائد اهل الشيعة والعكس صحيح !!

وتجد أن علماء الدين سواء من السنة أم من الشيعة يكفرون من خالفهم فى الرأى !! وهذه هى الطامة الكبرى !!

مع أن الله يقول ()إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام:159)

وقد قرأت ما كتبه العلماء الافاضل فوجدت أن بعضهم قد أتى بآيات قطعية الثبوت ظنية الدلالة ، مثل ما أورده الشيخ يوسف و الشيخ سالم فى الايات

 ()النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر:46)

والعرض هو الاظهار ! ولم يقل الله أن النار تعرض عليهم !ولم يقل الله أن النار يعذبون بها ؟! فكيف تحكمون ؟

و()وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طـه:124)

والمعيشة هنا هى معيشة الدنيا ! واضحة جدا ولا تحتاج الى تفسير !

و ()وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) (الأنعام:93)

واليوم هنا هو يوم القيامة !

ونحن لا نتكلم فى أينا على صواب أو أينا على خطأ فى تفسير هذه الايات فكل فريق مقتنع بأفكاره !!

فهل من أجل هذا يكفر بعضنا البعض ؟؟

والكل يقول أنه مسلم يؤمن بالله و باليوم الاخر !!

وقد علمنا الله أن جدال اهل الكتاب يجب أن يكون بالحسنى ()وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46)

فما بالكم ونحن مسلمون !!

وقد قرأت كل الروايات التى وردت فى عذاب القبر التى أوردها فضيلة المفتى والتى يعتمد عليها فى حجية عذاب القبر وهى كلها ظنية الثبوت ، كما أفتى مفتى الديار المصرية الدكتور / المشد الذى أفتى للعلامة الشيخ الغزالى بفتوى مفادها أن كل خبر الآحاد اى كل ما فى كتب السنة القولية ظنى الثبوت لا يؤخذ منه منفردا عقيدة و لا حكم ، وتجد هذه الفتوى موجودة فى كتاب من تراثنا الفكرى للغزالى ومختومة بخاتم الازهر .

 الا أن فضيلة مفتى الديار المصرية اعتمد فى عقيدته على خبر الآحاد فيأتى بالروايات كدليل على صحة عذاب القبر !!

فماذا نفعل نحن الذين يريدون الحقيقة ؟

فهل نؤمن بما قاله مفتى الديار الدكتور / المشد

أم نؤمن بما قاله مفتى الديار المصرية الدكتور / جمعة

هل نؤمن بما لم يأمرنا الله به ؟

أم نتبع الروايات الظنية الثبوت ؟

و التى كتبت بعد ثلاثة قرون من موت الرسول؟

دلونا يا علماء الامة !

وبالله عليكم كيف يقول الله () وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ )(الأنعام: من الآية119)

وجاء بأيات التحريم واضحة وفيها جملة(حرم عليكم ) بالنص!

و لم يأت الله بآية واحدة واضحة مبينة فى عذاب القبر حتى نؤمن بها و نصحح عقيدتنا ؟وحاشا لله أن يكون سببا فى ضلالتنا !!

()وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (التوبة:115)

والله يؤكد أن الكتاب كامل و ليس بناقص و خصوصا فى العقائد !!

ولم يأمرنا الله باتباع كتاب الا القرءان ()اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (لأعراف:3)

فلماذا التكفير لمن لا يؤمن بعذاب القبر ؟؟

ونحن لم نكفر من يؤمن بعذاب القبر !!

ونخلص الى أن عذاب القبر ليس من العقائد المنصوص عليها فى القرءان من آمن به فهو مسلم و من كفر به فهو مسلم و الى الله مرجعهم يوم الفصل

ولكن أحب أن أنوه الى أن عذاب القبر عند قدماء المصريين مرسوم على جدران مقابرهم وخصوصا الثعبان الاقرع !!

ومكتوب فى كتاب الموتى الموجود فى مقابرهم أن روح الميت تلاقى عذابا و اهوالا منها ذباب جبار و ثعابين و تنانين ولذلك يجب قراءة التعاويذ المكتوبة حتى تصل الروح الى الدار الآخرة

فهل لم يتأثر السلف بهذه العقائد ؟

والسلام

عميد مهندس استشارى / على عبد الجواد

0122207759---0147414595

 

 

اجمالي القراءات 39787