منوعات

شريف هادي في السبت ٠٢ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

1- قرأت في صفحة الحوادث على الموقع الالكتروني بجريدة الأخبار خبرا عن عصابة يتراوح عمر أفرادها بين خمسة عشر عاما وعشرين عاما وأسماء أفرادها يتراوح أيضا بين بزازة وتربنة وأن هذه العصابة قتلت ستة عشر حدثا كلهم من المتسولين أو الهاربين من بيوتهم خلال سنة وأن إعترافات أفراد العصابة كانت مذهلة فهم يستدرجون الحدث ثم يقومون بإغتصابه وتعذيبه وأخيرا قتله وكانوا يتفننون ويتلذذون بإختيار وسيلة القتل ويزيدهم نشوة تضرع الضحية لهم بالرحمة فيلقونها أمام قطار من قطار مقابل أو يدفنون ضحيتهم حية ، والحقيقة أنني بعد قراءة الخبر أكثر من مرة غير مصدق لم أتمالك نفسي ولم أستطيع حبس دموعي فالقصة في غاية البشاعة ومما يزيد من بشاعتها العوامل التالية:
أ‌) أن أفراد العصابة من الأطفال و الأحداث فإين لهم بكل هذه القسوة التي يصغر أمامها إجرام أعتى المجرمين
ب‌) الكم الهائل من الجرائم التي أرتكبوها خلال سنة كاملة دون أن يكتشفهم أحد فأين شرطة وبوليس المحروسة
ت‌) والضحايا أيضا من الأحداث الهاربين والمتسولين واللصوص فماذا حدث للإسرة المصرية التي كانت مضرب الأمثال في التماسك وكيف ذهب هذا التماسك أدراج الرياح فأين الأب والأم؟
ث‌) اللامبالاة الغريبة والعجيبة التي إستقبل الشعب المصري بها الخبر
وأخذت في التفكير العميق بالنسبة للسؤال أين الشرطة وجدت الإجابه عليه أنها مشغولة بتأمين النظام والحفاظ علية وأن أعباء إنشغالها بتأمين النظام لمن الحمل الثقيل الذي ينوء به العصبة أولي القوة فليس لديهم وقت لتأمين الشعب فإما تأمين الشعب والسهر على مصلحته أو تأمين النظام من الشعب وإذلال الشعب الذي إضطر النظام لتأمين نفسه منه وفي هذه الحالة يفقد الشعب أمانه كنوع من العقاب الإضافي لرفضه العقاب الأساسي بالخضوع للدكتاتورية أو الدولة البوليسية والحقيقة أنه عقاب لا يستحقة لأنه في الأساس لم يفكر في الثورة على النظام ولكن النظام يرفض تصديق أن الشعب وصل لدرجة من الخنوع والذل أنه أصبح يحب هذا الذل ويريدة وأيضا فإن النظام يؤمن نفسه من باب أن الاحتياط واجب وحرس ولا تخون والحقيقة التي لا مراء فيها أن هذه العصابة لو فكرت مجرد تفكير في إرتكاب أي جريمة سياسية كالإنضمام لمظاهرة كفاية أو أتباع مرشد الاخوان أو حتى التصويت لمعارض لكان الوضع مختلف ولقامت الشرطة على الفور بتنفيذ واجباتها المنوطة بها تنفيذها من تكميم للافواة وتكبيل للحريات ولكان التعذيب حالهم والسجن مستقرهم ولكن ستة عشر ضحية مسكينة لا تحرك شعرة واحدة من شعيرات عانة أي مسئول في الشرطة أو حتى غفير درك ذلك الذي إنقرض.
أما أين لاسرة المصرية فالأب إما باحث عن تغطية تكاليف المعيشة لأسرته بالعمل في أكثر من وظيفة صباحا ومساءا فهو في الصباح موظف بمكتب حكومي وعند الظهر سائق تاكسي وباليل يعمل وقت إضافي لدى شركة خاصة أو في ملهى ليلي وكل ذلك من أجل تغطية الأعباء الضرورية فقط أو أنه ترك البلد وهج أي سافر إلي أي مكان في الدنيا بلد عربي مثلا ليطبق عليه نظام الموالي والعبيد المسمى مجازا نظام الكفالة أو بلد أجنبي يتبع فتوى المفتي بصحة بيع الخمور ولحوم الخنزير للكفار سبحان الله يعمل أجير عندهم ويستعلى عليهم ولله في خلقه شئون أو أن الأب من الحرامية المرتشين فيكون في هذه الحالة مشغول عن الأبناء بجمع المال الحرام أو أن الأب فقد الأمل في كل شيء وأي شيء فإتجه للمخدرات والمسكرات أو الدروشة وإتباع الأسياد والواصلين كحل سحري يخرجه من دائرته الرهيبة ليضعه في جنة من الوهم إختارها لنفسه ، والأم حالها ليس أسعد من حال الأب فهي في ذات الدوامة تبحث عن الحل المستحيل والمعادلة الخيالية لتنظيم مصروف البيت أو إنها تعمل كما يعمل الأب وعلى رأي المثل القفه أم ودنين يشيلوها إتنين فلا وقت عندها لأولادها أو إنها تبحث عن متعة حرام بين أحضان رجل آخر لعلها تجد عنده ما فقده زوجها في بحثه الدؤوب عن لقمة العيش وتدبير المعيشه فأفقدته قدرته على إعطاء زوجته حقها الشرعي ولعل هذا العشيق أيضا يغطي جزء من تكاليف المعيشة فيكون ممتع للزوجة ومعين للزوج وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ولنقرأ جميعا الفاتحة على روح الإسرة المصرية التي ماتت بالسكتة القلبية والدماخية وإنفجار في كافية الشرايين مع هبوط حاد في الدورة الدموية والقلب وشلل في جميع أعضاء الجسم.
ونأتي للسؤال الرهيب كيف تولدت كل هذه القسوة في قلوب وعقول الصغار التي يفترض أنها قلوب وعقول بريئة فتحولوا إلي وحوش كاسرة تتوارى الضباع خجلا من أفعالهم بل ويقدم الشيطان طلبا للإنضمام لمدرسة الإجرام التي هم أساتذتها لعله يتعلم منهم شيئا ينتفع به ليوسوس به لباقي الأمم والشعوب ووجدت الإجابة ضمنا في مقال الدكتور أحمد منصور الأخير (جيلنا جيل النكلة والمليم) نعم فمنذ عهد الملك الذي كان يستطيع فيه الموظف ذو الجنيهات الأربع أن يفتح بيتا إلي بداية التسعينات التي يمكن فيها للموظف صاحب السبعين جنيها مرتب أن يحلم فقط يحلم بشقة تأويه وعروسة تؤنسه طوال ذلك الزمن وكان المصري يتصف بالرحمة والعطف بل والبتكافل والدليل يبدأ من جمل المحمل والتكايا المصرية إلي رواق للجنسيات المختلفه حول الجامع الأزهر وجمعية الهلال الأحمر وجمعية المواساة والتبرع بالدم حتى وبفروة الخروف والتطوع أثناء الحروب وخلال ذلك الزمن لم يتحول المصري أبدا إلي حيوان وظل هو كما هو إنسان ولن معادلة تحويل الإنسان إلي حيوان بسيطة جدا وهي أن يفقد الأمل في الغد وأن تختال حلمه ثم تتطور إلي أن تفقده القدرة على الحلم وعندما يفقد الإنسان الحلم يفقد الحلم ويصبح حيوان كاسر أو شيطان رجيم أو ذئب مسعور مهما كان عمرة صبي كان أو شاب أوكهل أو عجوز لا أمل في الحلم مجرد الحلم في اليقظة أو المنام لا أمل في بكرة ليس عنده بكرة وفي رأي أن الفرق الوحيد بين الإنسان والحيوان أن الإنسان حيوان عنده تاريخ ويحلم بالغد أما الحيوان فلا يحلم يجوع فيقتنص ليأكل فيشبع فينام ولا يفكر ثم يجوع فيقتنص وهكذا وهؤلاء الأطفال ليس لديهم الأسرة بمعناها اللغوي والديني والأخلاقي والعرفي فلم يتعلم تاريخه كما أنه فقد الحلم فليس لديه بكرة (غدا) فتحول من حدث وديع إلي وحش كاسر.
وعلى من تقع المسئولية؟ سؤال أطرحه لكل رواد الموقع وحسبنا الله ونعم الوكيل
2- كتبت مقالة عن الخمر وحاشا لله أن أحلل حراما أو أحرم حلالا ولكن من باب التفكير فقط وفتح باب الاجتهاد وكنت أظن أن جميع الأخوة سيشاركوني في البحث والتدقيق حتى نصل للحق بإذن الله فإن كانت حلالا فعلى الأقل نجيزها في التطبب والتطيب أي في العلاج والزينة ولو تأكدنا من كونها حراما آمنا بذلك من كتاب الله وأنصرفنا عنها والشاهد أنها بلا عقوبة ولم تذكر في القرآن بلفظ التحريم أبدا وجائت آيات النهي والاجتناب مقترنه بالميسر وعقب الآية الأخيرة جاء قوله تعالى في سورة المائدة "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا.....الآية" جاء تفسير مفسري العصور الوسطى غير مقنع لأنهم قرنوها بالماضي بمن مات على شرب الخمر قبل ما زعموا أنه تحريم مع أن الآية تتكلم عن المضارع والمستقبل وتضع شروط للطعام والشرب هي الإيمان والتقوى والعمل الصالح والإحسان ، كما أنهم زعموا حديث أن جبريل قدمها مع اللبن للرسول صلى الله عليه وسلم ولو كانت حراما ما قدمها جبريل حتى وإن أختار النبي اللبن ثم من قال بأن الإجتناب أكثر من التحريم قال تعالى"يا أيها الذين آمنوا إجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم" ومعنى ذل أن إجتناب كثير من الظن لا يعني بالضرورة كل الظن فإجتناب الخمر والميسر معا لا يعني بالضرورة إجتناب الخمر بمفردها فلو قال قائل إذا يجوز لعب الميسر بمفرده أقول أن الأمر مختلف لأن الله أردف الآية الكريمة بآية ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا فكانت قرينة على إباحة الخمر بمفردها ولا توجد لدينا قرينة مماثلة على إباحة الميس بمفردة والكلام في الموضوع كثير ولكني فوجئت بأنني تلقيت تعقيبا واحدا فقط ثم جائني أخيرا تعقيب يتعجب من أن أحدا لم يعقب رغم قراءة الموضوع أكثر من خمسمائة مرة لعل المانع خير وفي الحقيقة أنا مشتاق لتعليقاتكم لعلي أجد الهدى وأعرف الطريق وأتبين حلال أم حرام حرام حرام حرام عليكم ما تعلقوش
3- العقل هو نعمة عظيمة وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان بل هو من أهم وأعظم نعم الله فإستخدام العقل هو نوع من الشكر والحمد لله على هذه النعمه وإهماله هو نوع من الإنكار أو كما يقول المصريون البطر وعلى رأي المثل البطران يلاقي قطران والله سبحانه وتعالى يأمرنا بالسير والتدبر والتعقل والعلم والنظر والحقيقة أنها كلها وسائل إستخدام العقل وليست غايته والفرق كبير لأنك لو عرفت الوسيله لوصلت للغاية فالغاية من إستخدام العقل وهي الوصول للحقيقة أما الوسيله أو الكيفية هي التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى كما ذكرت آنفا فأنت مأمور بالوسيلة وليس بالغاية وأدعوا الله أن يكون كلامي مفهوم.
4- أخيرا أحب أن أحي القائمين على الموقع فهو من حسن إلي أحسن فقد أصبح ممتازا وشيقا كما لا أنسى تحية كل من يشارك بقلمة وبرأيه وكل من يفتح الموقع ويطلع عليه فهذا الموقع دائما بنا جميعا فشكا للجميع.
شريف هادي
2/12/2006
اجمالي القراءات 11825