العيد
بطاقة معايدة

زهير قوطرش في الأحد ٢٠ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 
 بطاقة معايدة
 
حل علينا عيد الفطر السعيد ,وكل عام وأنتم بألف خير ,أعاده الله على العالم وعلى الجميع بدون استثناء بالحب والمودة والإخاء.
كلمة العيد من مشتقاتها المعايدة , والمعايدة هي حدث اجتماعي يدعونا الى اللقاء ونبذ الاختلاف, الى التسامح ورفض الضغينة والعداء , الى الحب ورفض الكراهية .
مع كل أسف ونحن نعيش أفراح العيد  تختفي من قاموس حياتنا الاجتماعية كلمة الحب.
فأي عيد هذا ,ونحن لا نشعر اتجاه الأخر  ,مهما كان لونه ودينه ومذهبه واتجاهه السياسي والاجتماعي بأدنى مستوى من مستويات الحب والرحمة.
لماذا لا يكون العيد مناسبة لتطهير القلوب ,بدلاً من تطهير الجيوب.
لماذا لا نملك الجرأة  في هذه المناسبة  لنقول حتى الى الذين فرقت بيننا الأهواء والمصالح ,سامحونا وتقبلوا منا التهاني التي ملؤها الحب .
لماذا قست قلوبنا الى هذه الدرجة من القسوة اتجاه الأخر ,حتى أصبحت هذه القلوب كالأحجار ,ومن الأحجار ما يتدفق منها الماء ,فلماذا لا يتدفق من قلوبنا الحب ,كما يتدفق من الأحجار الماء .ومن الماء  كل شيء حي,ومن الحب كل شيء جميل .
أيها المؤمنون ,أيها الملحدون ,أيها العلمانيون .ما يجمعنا جمعياً ,أن لنا قلوباً متشابهة ,تنبض بالحياة , دعونا نزرع فيها بمناسبة العيد شجرة الحب التي تخضر في كل مناسبة عيد ,ومع كل معايدة .
 صحيح أن الناس أخوة في الدين والمذهب والطائفة وحتى هم أخوة في اتجاهاتهم السياسية , لكنهم جميعاً أخوة في الإنسانية .فلنزِّين إنسانيتنا بزهور الحب .
وعلينا أن لا ننسى في هذه المناسبة  قول الله عز وجل.
" يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم"
اجمالي القراءات 10905