الاسلام بين حرية العقيدة و سيوف التكفير و الردة

وليد وليد في الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً



                                بسم الله الرحمن الرحيم 

                 الاسلام بين حرية العقيدة و سيوف التكفير و الردة


نبدأ المقال بتساؤل بسيط هل الاسلام دين يقر حرية العقيدة ام يفرض عقيدته على الناس؟

للاجابة عن هذا التساؤل يجب ان نتتبع خطوة بخطوة الآيات القرآنية التى انزلت فى هذا الشأن بشىء من التدبر, و ندع القرآن الكريم يجيب على استفساراتنا.

اولا: لماذا ارسل الله سبحانه محمدا عليه السلام؟

 
يقول تعالى:

﴿وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق فى الجنة وفريق فى السعير﴾ (الشورى 7،)


فالرسول ارسله المولى عز و جل نذير للناس يحذرهم من يوم الجمع الذى لا ريب فيه

وقال سبحانه على لسان نبيه الكريم :
قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
( سورة الأعراف , Al-Araf, Chapter #7, Verse #188)


وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
( سورة الإسراء , Al-Isra, Chapter #17, Verse #105)


فهو عليه الصلاة و السلام مبشرا و نذيرا من الله فهو يبشر من امن بالله و عمل صالحا بالجنة و منذر من كفر بالله و نعمته بالسعير.

ثانيا:هل تعرض نبى الله و من تبعه الى اضطهاد دينى فى سبيل ابلاغ دعوته للناس؟


يقول تعالى:
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
( سورة آل عمران , Aal-e-Imran, Chapter #3, Verse #195)


وهنا يتبين ما تعرض له الرسول و اتباعه من اضطهاد دينى و كيف تم ارغامهم على الخروج من ديارهم و تم ايذائهم الجسدى و النفسى نتيجة لاعتقادهم الدينى, و يتبين ذلك ايضا فى قوله تعالى:
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
( سورة الممتحنة , Al-Mumtahana, Chapter #60, Verse #9)


و نلاحظ هنا فى قوله: الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ كيف ان الاضطهاد وصل الى حد القتال بسبب دينهم و ما يعتقدون.

و يقول تعالى ايضا:
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا

( سورة البقرة , Al-Baqara, Chapter #2, Verse #217)


فهم يقاتلون الرسول و من معه من المؤمنين ليردوهم عن ايمانهم بالله و قد سمى الله سبحانه هذا الاضطهاد الدينى بالفتنة لذا امر الله المؤمنين بالقتال لرد هذا الاعتداء و هذا الظلم الواقع عليهم و القضاء على هذه الفتنة فيقول تعالى:
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ
( سورة البقرة , Al-Baqara, Chapter #2, Verse #193)


ويأمر الله جل و على المؤمنين بالقتال لرد هذه الفتنة و رد هذ العدوان حتى ينتهوا عن هذا الاضطهاد الدينى, و يتمكن الرسول من ابلاغ دعوته بحرية ويكون الدين كله لله سبحانه هو الوحيد من يحاسب الناس على معتقداتهم الدينية, بعد ان قام الرسول بالبلاغ المبين.

ولنا هنا تساؤل بسيط هل من الممكن بعد كل ما عاناه الرسول من اضطهاد فى سبيل دعوته ان يمارس هو نفسه هذا الاضطهاد مع من خالفه فى العقيدة!!!!!!!

و نترك الاجابة للقارىء بعد عرض آيات المولى عز و جل.

ثالثا: بماذا امرنا الله سبحانه مع الذين لم يقاتلونا و يعتدوا علينا ؟

يقول عز و جل:
لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
( سورة الممتحنة , Al-Mumtahana, Chapter #60, Verse #8)

 
فالله يأمرنا بالقسط و البر مع من لم يعتدى علينا بسبب ديننا بغض النظر عن انتمائه الدينى.

انها العدالة الالهية التى تقر حرية الانسان فى اختياره.

رابعا:ماذا بعدما بلغ محمدأ عليه السلام الرسالة؟


حين يتم الرسول رسالته يصبح الناس احرارا فيما يعتقدوه بعد ان سمعوا الحق من ربهم و يكون لهم الخيار من امرهم اما ان يتبعوا طريق الحق او يتبعوا الطاغوت.

تصديقا لقوله تعالى:
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
( سورة البقرة , Al-Baqara, Chapter #2, Verse #256)

 وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
( سورة النحل , An-Nahl, Chapter #16, Verse #36)

 
ولهم فى ذلك كل الحرية فى الاختيار وسيحكم الله سبحانه بينهم يوم الدين و يحاسب كل انسان بعمله و اعتقاده ولا يحق لاحد ان يصادر هذا الحق حتى رسول الله عليه السلام تصديقا لقوله تعالى مخاطبا رسوله الكريم:

﴿وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لآَمَنَ مَن فِي الأرْضِ كُلّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّىَ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ (يونس 99).


صدق الله العظيم فلو شاء تعالى لجعل كل من فى الارض مؤمنين فمن يصادر حق الانسان فى الاعتقاد فقد وضع نفسه شريكا مع الله و رفع نفسه فوق نبى الله عليه السلام فقد انكر سبحانه على رسوله الكريم ان يكره الناس على الايمان فمن منا افضل من رسول الله!!!!!!
ومع هذه الحرية التى اقرها الله سبحانه للناس فى الاعتقاد يتوعد سبحانه الكافرين و ينذرهم عاقبة امرهم تصديقا لقوله تعالى:
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
( سورة الكهف , Al-Kahf, Chapter #18, Verse #29)

 
والله سبحانه يواسى رسوله الكريم لحزنه على من كفر بعد ايمانه و يقول له فى كتابه العزيز:

﴿وَلاَ يَحْزُنكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنّهُمْ لَن يَضُرّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الاَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. إِنّ الّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرّواْ اللّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (آل عمران 176، 177).


فالكافرون لن يضروا الله شيئا ولهم فى الاخرة عذاب اليم من عند الله.

خامسأ :بماذا يعاقب الله سبحانه من يرتد عن دين الحق؟


يقول تعالى:
ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
( سورة البقرة , Al-Baqara, Chapter #2, Verse #217)

 
فقد توعد سبحانه فى الاية الكريمة السابقة من يرتد عن دينه و يمت و هو كافر ان تحبط اعمالهم فى الدنيا والاخرة مهما عملوا من خيرات و يكونوا من اصحاب النار خالدين فيها.
ونلاحظ ان الله سبحانه اعطاه فرصة حياته كامله لمراجعة نفسه فان مات على كفره عاقبه الله سبحانه فى الاخرة.

و لم يسلبه الله سبحانه حقه فى ان يستوفى حياته كلها حتى مماته كفترة اختبار له.

ويقول سبحانه ايضا فى من ارتد عن دينه:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَ‌ٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
( سورة المائدة , Al-Maeda, Chapter #5, Verse #54)


﴿وَإِن تَتَوَلّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمّ لاَ يَكُونُوَاْ أَمْثَالَكُم﴾ (محمد 38)


يتوعدهم سبحانه بانه سيستبدلهم بقوم غيرهم يكونوا اكثر منهم ايمانا و يجاهدوا فى سبيل الله.

يقول تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا
( سورة النساء , An-Nisa, Chapter #4, Verse #137)


نلاحظ فى الآية الكريمة السابقة كيف انهم كفروا مرتين بالله تعالى ثم ازدادوا كفرا, وكيف ان الله وعدهم بالعقاب مرتين, مرة فى الاخرة بانه تعالى سيحرمهم من رحمته و مغفرة, و مرة اخرى فى الدنيا بأنه سبحانه لن يهديهم الى سبيل الحق.

ان هذه الآية بحق تحمل فى طياتها مدى الحرية التى وهبها عز و جل للانسان.



ومن اتباع الرسول عليه الصلاة و السلام من خانوه و كفروا بعد ايمانهم, و اقر الله سبحانه بكفرهم, فما كان حكم الله عليهم وبم امر رسوله الكريم؟

يقول تعالى:

﴿فَإِن رّجَعَكَ اللّهُ إِلَىَ طَآئِفَةٍ مّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوّلَ مَرّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ ولا تصل علىأحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره، انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون﴾ (التوبة 84 -83).

 
فهذه الطائفة بينها الله سبحانه لرسوله الكريم واقر لرسوله بكفرهم صراحتا فماذا امر الله سبحانه رسوله الكريم هل امره بقتلهم وهو حاكم المدينة و رسول الله المطاع, لا بل امره الله عز وجل ان يردهم و لا يخرجهم معه فى قتال و الا يصلى على احد منهم ان مات ابدا

وبماذا ايضا يقول تعالى:
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا
( سورة النساء , An-Nisa, Chapter #4, Verse #81)


يأمر الله سبحانه رسوله بالاعراض عنهم و التوكل على الله و كفى بالله وكيلا.

و ماذا ايضا, يقول سبحانه:

﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة 80).

يأمره سبحانه بالا يستغفر لهم لانه مهما استغفر لهم فلن يغفر الله لهم.

وبما ايضا يقول سبحانه:

﴿أُولَـَئِكَ الّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لّهُمْ فِيَ أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً﴾ (النساء 63).

 
و يأمر رسوله الكريم بان يقول لهم فى انفسهم قولا بليغا و يعظهم فلربما تابوا و اصلحوا,

لكن لم يأمر الله سبحانه رسوله بقتلهم او تطبيق حد الردة المزعوم عليهم وذلك هو قول الله فيهم ومن اصدق من الله حديثا.
اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا
( سورة النساء , An-Nisa, Chapter #4, Verse #87)


سادسا: ما على رسول الله الا التذكرة والبلاغ, ولكنه ليس بمسيطر على قلوب الناس ولا حفيظ عليهم ولا وكيل عنهم, كل عن نفسه مسؤلا.

 يقول تعالى:

﴿فَذَكّرْ إِنّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ. لّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ. إِلاّ مَن تَوَلّىَ وَكَفَرَ. فَيْعَذّبُهُ اللّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ. إِنّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ. ثُمّ إِنّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ (الغاشية 21: 26).


وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ
( سورة الأنعام , Al-Anaam, Chapter #6, Verse #107)

فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
( سورة الشورى , Ash-Shura, Chapter #42, Verse #48)


سابعا: الله وحده من يغفر الذنوب و يتقبل التوبة وليس لاحد حتى الرسول عليه السلام حق فى ذلك.


تصديقا لقوله تعالى:

﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنّهُمْ ظَالِمُونَ. وَللّهِ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ﴾ (آل عمران 128، 129).


و اننا لننظر بكل حزن و اسى على النفوس التى ازهقت دون الحق تحت سيوف التكفير و الردة المناقض لايات الله سبحانه.

وكم من ناس بسطاء جهلاء بالقرآن الكريم قتلوا النفس التى حرم الله قتلها الا بالحق باسم الاسلام وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.

وينطبق عليهم قوله تعالى: 
         الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 
         ( سورة الكهف , Al-Kahf, Chapter #18, Verse #104)

 
ونختتم بقوله تعالى: 
   وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ 
           ( سورة النمل , An-Naml, Chapter #27, Verse #92) 


                                         صدق الله العظيم

اجمالي القراءات 18110