في الإعادة إفادة
قضايا المسلمين التي تستحق النقاش

عمرو اسماعيل في السبت ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

يدور جدل عقيم هذه الأيام علي موقع أهل القرآن حول قضايا ميتافيزيقية ... هي في علم الغيب .. مثل وهم الإعجاز العددي والعلمي .. هل صلب المسيح أم لا؟ .. وقصة موسي والعبد الصالح؟ ..

بينما هناك قضايا أهم .. غياب الديمقراطية واحترام حقوق الانسان في معظم إن لم يكن كل الدول الاسلامية .. فهل الاسلام يتعارض مع الديمقراطية ؟ .. هذا مايجب نقاشه من وحي القرآن ..

اتهام الاسلام من قبل الغرب والشرق أنه دين يدعو الي العنف نتيجة ممارسات خاطئة لبعض جماعات الاسلام السياسي التي تمارس العنف والإرهاب تحت حجج ومسميات عديدة مشتقة من النصوص .. فهل هو كذلك .. أم أن هذا نتيجة فهم خاطيء للنصوص .. سواء في القرآن أو التراث ..

وضع المرأة المهين في معظم الدول الاسلامية .. نتيجة فهم خاطيء مرة أخري للنصوص ..

العلاقة في كل الدول العربية والاسلامية المتوترة بشدة بين المسلمين وغير المسلمين وبين الطوائف الاسلامية المختلفة نفسها .. من سنة وشيعة وغيرهما.. فهل الاسلام حقيقة هو في حالة عداء مع المختلف .. نتيجة فهم خاطيء للنصوص سواء في القرآن أو التراث ..

هل الاسلام ضد دولة المواطنة .. التي يجب أن يتمتع مواطنيها بنفس الحقوق والواجبات ... بصرف النظر عن الدين أو العقيدة أو العرق أو الجنس .. ولعل ما يحدث في العراق و لبنان ومصر .. ما يجعل هذه القضية من أهم القضايا التي يجب أن تنتاقش من وحي القرآن ..

القضية الفلسطينية .. والتي يأخذها الكثيرون حجة من منظور ديني لممارسة العنف من جانب الجماعات الارهابية أو ممارسة الاستبداد من جانب الحكام .. هل يمكن أن يكون هناك لها حل من منظور قرآني ... يقوم علي قيام دولتنين تتعاونان ويكون بهما امكانية الازدهار والعيش جنبا الي جنب بسلام ..

أي مراقب ... يستطيع ملاحطة المد الديني الواضح في العالم العربي والاسلامي الذي يغلب عليه طابع سلفي .. وفي نفس الوقت غياب العدالة والديمقراطية والتسامح و انتشار التشاحن إن لم يكن التقاتل الطائفي .. وانتشار التخلف الحضاري والاقتصادي .. وانهيار التعليم الذي تحول الي عملية تلقينية ... تشبه الي حد كبير .. طريقة العنعنة في التراث الاسلامي ..

هذه القضايا هي أهم ما يجب أن يناقشه أهل القرأن ..

لأن السلفية للأسف الشديد تجتاح العالمين العربي والاسلامي .. يقابلها وللأسف الشديد تنامي الايمان بين التيار العلماني أن الاسلام فعلا هو المسئول عما وصلنا اليه .. وبما أنني أعتبر نفسي منتميا الي التيار العلماني المعتدل الذي يؤمن في نفس الوقت بالاسلام والدين .. وأن اصلاح عالمنا سيكون اسهل وأفضل عبر الاصلاح الديني من جانب تيارات عقلانية ... مثل تيار أهل القرآن ..

فإنني لا أخفيكم سرا .. وهو أن ما أراه يحدث علي صفحات أهل القرآن .. يجعلني أميل مع الوقت .. أنه ربما الحل الأفضل هو تحويل الدين الي تيار صوفي وفصله نهائيا عن المجتمع والدولة ..

ولهذا أناشدكم الله يا اهل القرآن .. أن تهتموا أكثر بقضايانا الملحة .. وأن تحاولوا الوصول الي الانسان البسيط ..

وإلا سوف تكون النتيجة علي المدي القصير هو انتصار التيار السلفي الرجعي الذي يحمل بذور الهزيمة داخله .. وعلي المدي البعيد انتصار التيار العلماني الأتاتوركي .. الذي سيحاصر الدين في الزوايا والمساجد .. ليصبح الاسلام مجرد تراث رجعي ..

اجمالي القراءات 16467