أدلة من القرآن علي عدم نبوة مريم
أدلة من القرآن علي عدم نبوة مريم

شريف احمد في الأحد ٠٧ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

هل السيدة مريم رضي الله عنها نبية...؟؟

سؤال قد راود بعض الناس وربما المفكرين منهم....

وقد تعلل البعض بأنها رسولة أو نبية وحجتهم في ذلك أن الله تعالي قد أوحي إليها بقوله في كتابه الكريم: (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا*وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا*فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنøml;ِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) (مريم 24- 26).

وقد تعلل البعض الآخر من المؤيدين لنبوتها بأن الله تعالي قد خلق الذكر والأنثي متساويان في كل شئ، لذا فإن الادعاء بعدم نبوتها أو نبوة امرأة علي وجه العموم إنما هو محض ذكورية قد اخترعها الرجال لهضم حقوق النساء، فكما أن المرأة أصبحت وزيرة بل ورئيسة جمهورية أو ملكة لأحدي الدول فما الذي يمنع أن تكون نبية أو رسولة أيضاً......؟؟...

هذا هو كلام الأدعياء الذين يريدون إثبات النبوة والرسالة إلي مريم رضي الله تعالي عنها..... وبالطبع فهذا سوء أدب منهم مع الله عز وجل لأنهم بذلك يريدون أن يقحموا أنفسهم في شئونه ويحاولوا أن يكونوا أوصياء علي ما يفعل أو ما لا يفعل... وقد نسوا أو تناسوا أن الله تعالي يفعل ما يريد ولا يُسأل عما يفعل.....!!!...

وقد تعلل بعضاً ثالثاً منهم أيضاً بأن الله تعالي قد ذكر بعض الرسل في القرآن الكريم ولم يذكر رسلاً آخرين مصداقاً لقوله تعالي: (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء 164) وعلي ذلك فمن الجائز أن تكون هناك نبيات لم يذكرهن الله تعالي في كتابه.....

والحقيقة أن النبوة الرسالة كانت للرجال فقط منذ أن خلق الله تعالي البشر إلي أن ختم النبوة بالرسول عليه الصلاة والسلام ولم توجد أي نبية من النساء في تلك الحقبة التي ما بين خلق الإنسان إلي ختم النبوة...

أما الأدلة التي تثبت ذلك فهي واضحة تمام الوضوح في القرآن الكريم، فهي ساطعة مثل نور الشمس بل أقوي من نور الشمس أيضاً......!!.... ولنستعرض بعضها سوياً:

الدليل الأول: أن رسل الله تعالي كانوا رجالاً فقط:

يقول الله تعالي: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى...) (يوسف 109).. وبالطبع فإن الرجال في الآية الكريمة السابقة تعني الذكور البالغين وليس المترجلين كما في الآية الكريمة: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج 27)، ونلاحظ جميعاً أن الآية (يوسف 109) قد بدأت بـ (وما أرسلنا.... إلا..) أي أن الله تعالي لم يرسل إلا رجالاً ذكوراً فقط من الأنبياء وعليه فإنه لم يرسل إناثاً... قط.

الدليل الثاني: قول الله تعالي عنها أنها صديقة فقط:

يقول الله تعالي: (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ......) (المائدة 75).

ونلاحظ في الآية الكريمة السابقة أن الله تعالي قد ذكر أن المسيح عليه السلام كان رسولاً، ولكن أمه كانت صديقة فقط وليست نبية ولا رسولة...... فلو كانت نبية أو رسولة لذكر الله تعالي ذلك في الآية الكريمة مثلما قال عن إبراهيم عليه السلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا) (مريم 41).

الدليل الثالث: الآية الكريمة (مريم 23):

يقول الله تعالي: (فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا) (مريم 23)، وبالطبع فما كان لنبي أو رسول أن يقول ذلك القول أو يتمني هذه الأمنية إطلاقاً..... فمن المعرف أن الأنبياء يتعرضون لمحن وفتن شتي ولكن علي الرغم من ذلك لم يجزعوا إطلاقاً ويدعون ربهم أن يكشف عنهم الغمة ويرفع عنهم البلاء..........

الدليل الرابع: سورة مريم هي خير دليل:

إن تلك السورة الكريمة قد سماها الله (سورة مريم)، وهي تتناول الكثير من الأنبياء مثل إبراهيم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا) (مريم 41)، وإدريس: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا) (مريم 56)، وإسحاق ويعقوب: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) (مريم 49)، وموسي: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا) (مريم 51)، وهارون: (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا) (مريم 53)، وإسماعيل: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا) (مريم 54)......

ولكن السيدة مريم رضي الله عنها لم يذكر الله تعالي لنا في تلك السورة أنها نبية علي الرغم من تسميته لتلك السورة باسمها، وعلي الرغم من ذكر أنبياء آخرين وأوضح أن بعضهم صديقين كإبراهيم وإدريس عليهما السلام..... فبينما ذكر الله تعالي أن إبراهيم وإدريس كانا صديقين وذكر أنهما نبيان، فإنه سبحانه قد ذكر السيدة مريم بأنها صديقة ولكن لم يقل أنها نبية.... وبالطبع فهذا خير دليل علي عدم نبوتها.

الدليل الخامس: الله تعالي لم يوحي إلي السيدة مريم وحدها من دون النساء:
يتعلل البعض كما قلت سابقاً بأن وحي الله تعالي إلي السيدة مريم يدل علي نبوتها..... وهذا الزعم ليس له أي أساس من الصحة.... فقد أوحي الله تعالي إلي أم موسي أيضاً: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (القصص 7).

وفي الواقع أن الله تعالي قد أوحي إلي الكثير من مخلوقاته بخلاف الأنبياء، فقد أوحي سبحانه إلي النحل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) (هود 36).

ومن هنا نخلص إلي أن الله تعالي لم يختار نبية من البشر منذ أن خلق الله تعالي الإنسان إلي أن يرث الأرض ومن عليها.... وقد ذكرت هنا السيدة مريم رضي الله تعالي عنها كمثال لأدلل به علي عدم نبوتها، وبالتالي فمن باب أولي ألا تكون هناك نبيات إطلاقاً لأنهن أقل درجة أو درجات من السيدة مريم رضي الله تعالي عنها.

اجمالي القراءات 33949