عليه الصلاة والسلام
محمد في عيون القرآن...كان.. فماذا الآن.؟

اسامة يس في السبت ٠٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لقد كان محمد في عيون القرآن بشراً، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، وللبشر أعمار طالت أو قصرت، ثم موت، وكان رسولاً نبيا، وللرسول رسالة، يبلغها عن ربه، وهي محكومة بفترة زمنية تمتد من البعثة وتنتهي بالوفاة، وحين ذاك يكون الدين قد اكتمل بلا زيادة أو نقصان.
لكن لعلي أتساءل: ما دور محمد في الرسالة؟ وهل إذا كان له دور في حياته، فقد انقضى بوفاته عليه الصلاة والسلام؟
يجيب القرآن على السؤال الأول بقوله تعالى:
(هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) سورة الجمعة آية 2

(ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم)سورة البقرة اية 129
إذن دور محمد عليه الصلاة والسلام :
1. يتلو عليهم آيات الله.
2. يزكيهم.
3. يعلمهم الكتاب والحكمة.
في هذه الآيات دور محمد دور فعال، دور تطبيقي ديناميكي، دور فيه حركه وفعل وجهد فهو : يتلو،ويزكي، ويعلم الكتاب والحكمة.
وفي آيات أخرى يكون الجواب :
(إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسال عن أصحاب الجحيم) البقرة آية 119
(أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين ) الأعراف آية 184
(قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) الأعراف آية 188
الدور هنا بلاغ إما جنة وإما نار...
وأكمل الله دينه ومات محمد عليه الصلاة والسلام، ليكون للسؤال الثاني معنى : ما دور محمد بعد وفاته، إن كان له دور؟
ويحق لي أن أتساءل أولاً: ماذا لو كان القرآن أنزل جملة واحده في قراطيس ملموسة بالأيدي يتلقفها الناس، دون رسول يعلم أو يتلو أو يزكي أو ينذر أو يبشر...؟
إن القرآن الذي بين أيدينا اليوم وكأنه أنزل علينا جملة واحدة، أليس كذلك...؟
انه مكتمل ، دون رسول يعلم أو يزكي أو يتلو ، أو كان دور محمد مقتصراً على تعليم الكتاب والحكمة على المسلمين الأوائل..
إن الظن بأن الرسول كان مجرد ملقن يجعل الرسول وكأنه جهاز تسجيل يقرأ فقط، وهذا لا يقبله عاقل بحال.
أسارع قبل أن يتبادر إلى الذهن، فأقول لا أطالب بأن يمتد عمر الرسول، فيخلد إلى قيام الساعة، فهذا حسمته في بداية السطور، لكن إذا كان للرسول دور في حياته بنص كتاب الله فهل هو قاصر على المسلمين الأوائل....؟

اجمالي القراءات 11857