أوباما وأيمن نور ما بين لوثر كنج وسعد الدين إبراهيم .
أوباما وأيمن نور ما بين لوثر كنج وسعد الدين إبراهيم .

عثمان محمد علي في الإثنين ١٧ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تعقيبا على مقالة استاذنا الدكتور – سعد الدين إبراهيم (انتخاب أوباما: من ثورة أمريكية إلى ثورة كونية)

الأستاذ الدكتور – سعد الدين إبراهيم – من أفضل من انجبت مصر فى القرن العشرين .وكما قال عنه استاذنا الدكتور منصور –أن لديه القدرة على  العفو عن  مخالفيه، أو بالأحرى عمن يغتالوه نفسيا  ومعنوياً والصفح عنهم وإلتماس الأعذار لهم ،فإن لديه القدرة  العجيبة على الإستماع بأهتما م كبير للمتحدثين معه ،ثم تحليل أقوالهم والرد عليها ردوداً علمية نابعة عن  علم وثقافة  عالم إجتماع ومفكر كبير،  ندر أن يجود الزمان بمثله فى عالمنا العربى ....وفى الحقيقة كان لى الشرف أن أتعلم الكثير والكثير عن المجتمع المدنى والندوات والمؤتمرات وثقافة حقوق الإنسان ، والإصلاحات على عمومها ،ما بين سياسى ودينى وإجتماعى ووو على يد  اساتذتى – الأستاذ الدكتور  أحمد صبحى  منصور ، و الأستاذ الدكتور – سعد الدين إبراهيم – فى رواق مركز إبن خلدون . منذ أن دشن الدكتور منصور – برنامجه الإصلاحى لمصر تحت عنوان (حتى لا نقفز فى الظلام ) -برواق إبن خلدون  فى يناير 1996،  حتى وصلت إلى أن اصبحت فى يوم ما (وقبيل هجرتى إلى كندا) إلى مدير لرواقه (إبن خلدون ) ومحاضر ومشارك رئيسي فى ندواته ومؤتمراته جميعها داخل القاهرة ، وباقى  ربوع محافظات مصر ..

. وللحقيقة وللتاريخ ولأنى كنت شاهد عيان ومحاضرا ومشاركاً ريئسياً  فى كل ندوات ومؤتمرات إبن خلدون  حول المطالبة بتعديل الدستور المصرى ،والسماح  بإنتخاب رئيس الجمهورية إنتخاباً مباشراً بين أكثر من مرشح على عكس ما كان عليه الوضع من إستفتاء يقتصر على( نعم أولا ) على من يختاره الحزب الحاكم .فإن الفضل يعود فى تغيير الدستور للدكتور  سعد الدين إبراهيم –فى تدشينه  – ومعه المهندس محممد فريد حسنين – والدكتورة – نوال السعداوى –لحملتهم الإنتخابية لترشيحهم للإنتخاب والمنافسة على مقعد رئيس الجمهورية أمام الرئيس مبارك  .وما تبعها من مؤتمرات (كنت أحد متحدثيها الرئيسيين بعد الدكتور – سعد – والمهندس –فريد حسنين - ) عن ضرورة الإصلاح الدستورى وتعديل مواد إنتخاب رئيس الجمهورية ،ومدة ولايته ،وأن تقتصر على فترتين فقط لاتزيد كل منهما عن أربع سنوات .وقد قمنا بهذه المؤتمرات فى وجود الإعلام المصرى والعالمى –بمدينة القاهرة ،وبقرية د- سعد – ومدينة ميت غمر – وقرية –تلبانة – ومدينة ويش الحجر (بمحافظة الدقهلية  (المنصورة) بمصر) .والتى كان لها الأثر الكبير ، الذى أرغم الرئيس -مبارك - بعدها بشهور قليلة على تعديل المادة 76 من الدستورى المصرى ،وتحويل إنتخاب رئس الجمهورية  من الإستفتاء إلى الإقتراع الحر المباشر بين اكثر من مرشح .والتى سًمح بموجبها ( لأوباما مصر) الدكتور ( أيمن نور ) بخوض إنتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة ،والتى نجح فيها فعلياً ،لأنه حصل على نصف مليون صوت حر رغم المضايقات الأمنية على  منتخبيه بدون تزوير .فى مقابل حصول الرئيس مبارك على 6 مليون صوت بالتزوير والتزييف له فى كل لجان الإنتخابات فى ربوع مصر كلها .

.ولذلك كان الأمر الحتمى التوجه  بالقضاء على (أوباما مصر د- أيمن نور ) معنوياً وسياسياً وجسدياً  إن أمكن ،  وعلى مارتن لوثر كنج (الدينى ) د- منصور – صاحب مبدأ الإصلاح الدينى من ناحية وأول من ناقش فى مصر المواد الخاصة  بسلطات رئيس الجمهورية  فى الدستور المصرى مناقشة علمية  علنية وموضوعية  (وكان لى الشرف ان ناقشت انا هذه المواد فى بحثى فى ورشة العمل التى نظمها الرواق لمناقشة هذه السلطات عام 1998–)

 ومارتن كنج السيامسى (سعد الدين إبراهيم ) اول من ادخل فى المجتمع الثقافى المصرى  مصطلح ( المجتمع المدنى )،  وأول من أسس فى مصر منظمات لحقوق الإنسان، ممثلة فى (المنظمة العربية لحقوق الإنسان ) و ( المنظمة المصرية لحقوق الإنسان )، ومن قبلهما مركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية ، وجاهد حتى أصبح هناك فى مصر ما يعرف بثقافة حقوق الإنسان ،ومراكز وجمعيات المجتمع المدنى والأهلى.  ولأنهم (اى الإصلاحيين  ) يمثلون خطراً حقيقياً على توريث السلطة فى مصر  ،وأنه لا يمكن إستئناسهم أو تحييدهم بعيداً عن أرض المارثون، والسباق الإصلاحى  فى مصر والذى يعرى ويكشف ويفضح الفساد وصُناعه واصحابه .

وعلى جانب آخر  وفى الحقيقة كان لى الشرف أن احضر بدعوة كريمة من حزب الغد إجتماع اول جمعية عمومية له بعد تأسيسه  ، لإنتخاب رئيس الحزب (د- ايمن نور ) و الهيئة العليا الممثلة للحزب،  ممثلا لمركز إبن خلدون كأحد أهم الجمعيات الأهلية والمحتمع المدنى  وحقوق الإنسان فى مصر والعالم العربى . وبعد الإستماع إلى  كلمة الدكتور – نور –وقراءة اللائحة الداخلية للحزب والإضطلاع على بعض مبادئه . أحسست  بخوف عليه وأن شيئاً ما فى إنتظار هذا الشاب الطموح ،الطائر المغرد (بعلم ) المرفرف فوق سحابات الظلم والفساد فى مصر ،ولكن هذا الشىء ربما لا يكون فى صالحه وصالح احلامه وطموحاته .وبالفعل قد تحقق إحساسى هذا .وحدث له ( فك الله اسره )  ما حدث  من خصمه السياسى ووريثه وأتباعهما .

 ولكن من يدرى فلربما يأتى اليوم الذى يعود فيه مغرداً مقترباً من طموحاته ،كما فعل- أنور إبراهيم – المعارض الماليزى –الذى سجن لسنوات وسنوات ثم عاد وأصبح قاب قوسين أو أدنى من تسلمه مقاليد السلطة والبلاد مرة أخرى .

المهم فى هذا كله .. أننا ايضاً لدينا أمثال مارتن لوثر كنج ،ولدينا أمثال أوباما (وربما يكونوا أصغر منه سناً ،وأكثر حيوية وعلماً) .وقد حاولوا ونجحوا فعلا ،ولكن لسوء الحظ وللفرق بين  البيئة ومناخ الحريات بيننا وبين امريكا .ذهب أوباما مصر إلى غياهب السجون ،وإضطهد وشرد وطرد كل ماراتين لوثر كنج (جمع مارتن) ،وإتهموا بالخيانة والعمالة والتأمر على مصر (دون دليل حقيقى) .ولا زال يعمل النظام السياسى جاهداً  على حرق وإغتيال كل من تسول له نفسه أن يتحدث عن الإصلاح الحقيقى  السلمى ،المبرء من كل هدف شخصى . والضرب بيد من حديد على يد كل من تربطه بهم أية روابط ،سواء كانت عائلية أو فكرية أو أيدلوجية ،والمثل الواضح الجلى على هذا ما حدث للقرآنين ودعاة الإصلاح فى مصر الآن و فى السنوات الماضية .

ولكن  باراك أوباما (عكس اوباما مصر ) ذهب   إلى البيت الأبيض ليُدخل  العالم فى ثورة كونية كما قال – استاذنا الدكتور – سعد .

 ومع ذلك فإن الأمل باق ، وشعاع الفجر قادم لا محال .

.فهل يطول الإنتظار؟؟؟

اجمالي القراءات 12925