نعم للعِلمانية الأسلامية
لا للعَلمانية و علي المثقفين الأرثوذكس أن يهاجموا مثلنا ملأ كنيستهم

احمد ابراهيم في الجمعة ١٠ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

قبل كل شئ، أشكر أستاذي الدكتور أحمد صبحي منصور علي أتاحته الفرص لنا لمعرفة أراء كبار المفكرين من أمثال الدكتور سعد الدين إبراهيم والتحاور معهم علي موقعنا لصقل فكرنا وتطويره تطويرا حقيقيا علي أساس علمي بما يخدم أهلنا ويريح ضمائرنا، ولقد كنت بالأمس محقا عندما علقت علي الدايخ الذي هاجم الخطيب، الذي يشجع فكرنا الإسلامي

 

بسم الله فلنبدأ: إن الله خلق من كل شيء زوجين: فالنفس القوية والضعيفة هو أول زوج خلقه الله داخل النفس الواحدة التي خلق منها الذكر والأنثى ثم خلق من الرجال الأقوياء والضعفاء والنساء القويات والضعيفات وهلم جرا إلي أن نعدد كل أصناف وأنواع الخلق  

 

)وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذريات:49)

 

إذا كنا نحارب الإرهاب علي كافة صوره وفرقه من أجل كرامة الأنسان القوي والإنسان الضعيف

 

1. فالأنسان (القوي)  هو ذاك النوع  الذي أحسن الخالق خلقه()لَقَدْ خَلَقْنَا الْإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4)

 ) وعلمه البيان

)خَلَقَ الْإنْسَانَ) (الرحمن:3)

)عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (الرحمن:4)

 

 فهذا النوع من خلق الله  يبني سلوكه بنفسه وبإرادته واختياره ويطور نفسه بنفسه ولذا  فان هذا النوع هو ما يوصف بالمشاكس المجادل الساعي لعزة نفسه وكرامتها حتى يرقي الي أعلي درجة من درجات هرم أبراهام ماسلو وهذا النوع في سبيله  لتحقيق ذاته يفكر ويبحث ويعدل ويطور ويتحمل الصعاب ويبذل كل ما هو متاح لديه للتغلب عليها و لا يسأم من تحقيق أعلي درجات رفاهية يمكنه الوصول اليها، ويقوم  بتعديل وتوسيع تعار يفه ومفاهيمه لمفهوم تحقيق ذاته، بأستمرار،  وفي إطار ذلك فإن هذا النوع ييأس ويتجنب ويبيد ويسيطر علي كل ما لا يحقق مآربه  ويحاول دائما عدم الأخذ بما يبعده عن تحقيق ذاته )لا يَسْأَمُ الْإنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ) (فصلت:49)

 

2. الإنسان  ( الضعيف ) هو ذاك النوع الثاني من الخلق وهو صاحب خاصية الخلق الضعيفة والتي يتشكل سلوكها وما تبلغه من رقي حسب مصلحة وطموح النوع الأول  وهو ذاك المستقين صاحب الأماني الذي يكون هدفا دائما لعدوه والمخذول الذي يوجه كما يريد الآخرين الذين يحققون طموحاتهم بإستغلاله وتسخيره

 

. مسلوب الإرادة لا يملك إرادة حرة حيث أن أفكاره يسيطر عليها من لا يرجون له الخير له

 

)كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) (الحشر:16)

)قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (يوسف:5)

 

2. سلبيته وخضوعه سيكونان سبب بلائه

)وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً) (الاسراء:13)

3. لايعرف عدوه

)وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53)

 

4. مخذول ولا يعرف طريقه

)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً) (الفرقان:29)

 

5. صاحب أماني تدعي للاستهجان من ولي أمره

)أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى) (لنجم:24)

6. لن يحقق شيء  طالما لا يسعي

)وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) (لنجم:39)

7. ضعيف علي عكس ما يريده الله له من تخفيف:

)يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) (النساء:28)

 

فلماذا نختار لأنفسنا ولأهلنا النوع الثاني؟

 

نحن نحاول جاهدين ليل نهار أن نظهر أن أسباب تخلفنا هو هذا الملأ،  آلا وهم أولئك تجار الدين الذين حرفوا المعني وأولوا الكلم بما ناسب ويناسب مصالحهم علي حساب أجدادنا وحسابنا واستعبدوا ويستعبدوا الخلق جميعا أينما جاسوا ونوضح لهم ما هو المفهوم الحقيقي للمعني، قبل طمسه ونصب جم غضبنا علي هذا الملأ لعدم سلوكهم سلوك إسلامي حقيقي وهو ما ينزه بنا وبديننا عن كل لغو ونوضح لهم أن حق التدين هو حق مطلق لا يعاقب عليه إلا صاحب الكمال المطلق آلا وهو خالق هذا الكون. 

 

ولذا فأن الحيادية والرحمة بأهلنا تتطلبان منا أيضا أن نتلزم بعدم الظلم الإضافي لهم  فكما نحن ملزمون بمحاولة أن نصحيح مسار من ننتمي إليهم فيجب علي مثقفي الديانات الأخرى أن يحذوا حذونا في مواجهة بؤر الفساد والتعصب عند ملأ ديانتهم،

، فلا يصح أو يعقل أن نتوجه جميعا (من كل الديانات والأطياف) للهجوم علي فريق واحد وهم من ينتمي أهلنا وأبناؤنا إليهم دنيا فإن شجعنا ذلك فأننا نكون غير حياديين وغير جادين في أن نحل أي مشكله بل لإيجاد حل لا بد من مواجهة المشكلة من جميع جوانبها والقضاء علي كل أسبابها فجزئية الحل في مثل هذه الأمور تعني الظلم واللاحل

ولا يعقل أيضا: أن أسقط ضمنا يا دكتور سعد سلوك الكنيسة الكاثوليكية علي سلوك الكنيسة الأرثوذكسية ولا سلوك المتدين الكاثوليكي علي سلوك المتدين الأرثوذكسي فأنا لو حاولت أن أقبل مثل هذا الإسقاط فأنني سوف أنحرف انحراف تام عن منطق فكري والواقع وأفقد كل بصر وبصيرة وسوف يتولد لي إحساس بأنني أظلم نفسي والحق معا لان هذا السؤال التالي سوف يتولد لدي ويتحكم في مشاعري التي بها أقرر ما يريح ضميري: كيف أسقط سلوك ملأ أخطأ وتعلم من أخطائه الماضية وأحترم للبشرية جميعا حقوقهم فأبتعد عن مراكز اتخاذ القرار والتحكم وأبقي لنفسه سلطة النصح والإرشاد الغير ملزم، بملأ يعيش علي تطرف الماضي ويمارسه يوميا ويود لو سنحت له الفرصة لأن يعيد عصور الظلام قبل الغير والتي تخلص منها الملأ الأول

 

ومن هذا القبيل إني لا أوافقكم أستاذي الدكتور سعد عندما تسقط المتضادين في المنطق والسلوك للإيهام بالتساوي:

 

في الوقت الذي نرى ونقرأ عن أحداث طائفية تستهدف غير المسلمين من المسيحيين الأقباط في مصر أو الكاثوليك والمندائيين في العرا&THO"> التحاقهن بها إلا إذا خلعن الحجاب أو غطاء الرأس (الإيشارب). وهو ما استجابت له بعض الأسر المسلمة التي تعيش في فرنسا حرصاً على تعليم بناتهن في المدارس ;لحكومية المجانية، لضيق ذات اليد، وعدم القدرة على إلحاق بناتهن بمدارس خاصة باهظة التكاليف. وكان هناك فريق ثالث من هذه الأسر المسلمة الذي آثر إبقاء بناتهن في المنزل، حفاظاً على ممارسة اعتبروها جزءاً من المعتقد الديني.

 كما أشرتم الي  "الاستخدام الثاني هو الاستخدام الفرنسي الكلاسيكي منذ الثورة الفرنسية. وهو الفصل والعداوة، حسب ما أشرنا إليه في مقدمة هذا المقال. وللأسف حينما نقل المترجمون العرب هذا المفهوم إلى العربية، فإنهم نقلوه عن الاستخدام الفرنسي في القرن التاسع عشر"

ولكن المعلوم لدينا هو الآتي:

بعد تأسيس الجمهورية الفرنسية الثالثة، بعيد الحرب الفرنسية الالمانية  في الفترة من 1870 الي 1871  حدث توتر داخلي في فرنسا بين قوي ديقراطية إشتراكية أوصولية و قوي كنسية أوصولية تبنت العوده الي الحكم الملكي ومعاداة مجلس الأمه وبناء قوات كاثولوكية والعداء لألمانيا والسامية ولم تشيرون الي أن الحكم بين المتصارعين كان هو الشعب الفرنسي أي صناديق الأقتراع

 

فالصراع بين الكنيسة وقوي اليسار، كما هو معروف لكل المطلعين علي الأمور، كان محكوما بصناديق الاقتراع أي لم تجبر الاشتراكية الكنيسة علي التقهقر إلا بالانتخابات: فبعد الحكم علي مقدم يهودي فيما سمي بالخيانة العظمي منه ضد فرنسا لصالح ألمانيا فااستغلت القوي اليسارية الأصولية هذا الحدث  لدعايتها الانتخابية وفازت في انتخابات  1902 وقامت الحكومة اليسارية كفائز في الأنتخابات، بسلوك طبيعي، وهو الحد (وليس القضاء علي نفوذ) من نفوذ الكنيسة(المنافس) من عام 1902 الي عام   1905،والتي أدخلت فيها فرنسا علمانيه القانون والتي سميت بقوانين إعادة تنظيم الكنيسة بالآت:

 الإغلاق والحد لدور العبادة الغير حكومية فقط، أثناء هذه الفترة علي أن يكون تعيين الأساقفة(وليس القساوسة) عن طريق الحكومة ومنع الرهبنة وان تم البقاء عليها ضمنا،

 

هل لا يوجد مثل هذا التقييد ضد ملأ المسلمين وبل أشد في بلادنا، دون الحد من نفوذ الأخريين؟ فلماذا لم نتطور إذن؟ ألا يكون عدم الحد من نفوذ الآخرين( الكنيسة الاورثوذكسية) هو السبب المنطقي لتخلفنا؟

 

واليوم رجعت الرهبنة وبناء دور العبادة وتعيين الأساقفة يتم الأن ،مثل ذاك في أيام عصور الظلام، عن طريق الفاتيكان ولم يعد التعيين من قبل الحكومة، بل إن للكنائس هنا قوانينها الخاصة التي وفقا لها تتبع الكنائس الفاتيكان ولا تتبع الدولة الموجودة علي أرضها، وفي كثير من القضايا لا يستطيع البوليس التحقيق مع أسقف أو قسيس إلا بعد موافقة الفاتيكان، وأضرب مثال بسيط نقلته في حينه كل جرائد العالم عن الأسقف جرجوار بسبب جرائمه مع الأطفال،  أسقف كنيسة سانت بلتون في النمسا السفلي، فكان الصراع بين الرأي العام هنا والفاتيكان ولم يستطيع البوليس النمساوي أن يحاكمه أو يعزله حتي رضخ الفاتيكان للرأي العام وقام با ستبداله بأسقف أكثر جدلا ألا وهو الأسقف كنج ولعلكم سمعتم ما أبداه في حق المسلمين، أي أنه لا سلطة حقيقية لدولة القانون قبل رجال الكنيسة حتي اليوم

 

 

ودون السرد لتجارب الأخريين، التي لن تجدي نفعا، لان هذا يوضح للجميع عجزنا الفكري، وعدم قدرتنا علي أن  نفكر لأنفسنا ، فلماذا لا نفكر نحن بأنفسنا و نجرب ونخطي ونتعلم ونتتطور كباقي خلق الله؟

 

ولكن لي سؤالين أضافيين لا يتناولهم أي مفكر علماني عندما يسرد لنا فكر وتجارب الأخريين. ولذا أطلب من سيادتكم الرد عليهما إذا لم يكنا صحيحين أو التفكير فيهما، لعلكم تأتون في مقالة أخري بما يساعدنا جميعا علي التفكير لصالح أوطاننا التي يعيش فيها أهلنا وأحباؤنا:

1. هل لا يوجد ضباط ولواءات تابعين تابعين للكنيسة الي اليوم في الجيش الفرنسي, ولهم مكاتبهم الخاصة وطبيعة أعمالهم الخاصة، ويعقدون أجتماعاتهم داخل الوحدات في كل الجيوش الأوربية وأعتقد أيضا في أمريكا؟

هل يوجد مثل هذا في بلادنا؟

2. هل تعلم أن في أوربا مدارس تسمي   elite school يرشح لها النابغين من تلاميذ  المدارس الحكومية اللذين يتم تربيتهم ورعايتهم من جانب الكنيسة الكاثوليكية ليعد منهم معظم سياسي وحكام أوربا، ففي فرنسا أعلم علي الأقل مدرسة  ستراسبورج التي تدرس القانون فيها الأميرة فوزية ابنت أحمد فؤاد ولي عهد مصر السابق وفي بلدي النمسا توجد مدارس من ضمنها المدرسة التي تخرج منها رئيس النمسا الأسبق توماس كلَستل وكثيرون من أعضاء حزب الشعب المشارك في الحكومة؟

 

 وما أود أن أقوله أن التوجيه حتى في الدول المتقدمة يتم علي أساس ديني مع احترام حقوق الأنسان

 

وللان أقول: نعم لنجرب العلمانية الإسلامية (بكسر العين) في بلادنا، بعد تنقية التراث مما شابه من مخالفات قرآنية صريحة  ولا للعلمانية (بفتح العين) التي لا توجد في أي دولة من دول العالم

 

أبنكم

أحمد إبراهيم

اجمالي القراءات 14521