القرآن كلام الله وهو مقدس ،،، في الرد على نهرو طنطاوي

شريف هادي في السبت ١٩ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

قال تعالى"وبالحق انزلناه وبالحق نزل وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا" الإسراء 105
يرى الأستاذ نهرو طنطاوي أن القرآن مثله مثل جميع الكتب السماوية ليس بكلام الله ولكنه عمل بشري نتاج فعل الرسل بالعلم الذي أنزله الله على قلوبهم فأبدعوا الكتب السماوية ، وفي ذلك يقول سيادته ما نصه(إن الكتب المسماة إلهية أو الكتب السماوية أو المقدسة، جميعها بهيئتها التي نراها عليها الآن هي من صنع البشر الأنبياء والرسل بتوجيه الله لهم، ولم تنزل من السماء نزولا حقيقيا كالنزول ال&ET;ذي يعلمه جميع البشر، إنما هي علم أنزله الله سبحانه في قلوب أنبيائه ورسله فقاموا بنقله من القلوب إلى الألسنة التي عبرت عنه بلسان أقوام الأنبياء، ومنها ما تم نقله كذلك إلى القراطيس والصحف التي خُطَّتْ فيها، سواء من قِبَل الأنبياء والرسل أو من قبل أتباعم من بعدهم.
ومثالا على ذلك قد يرى شخص في منامه أمراً ما وبعد أن يستيقظ قد ينقل ما رآه في منامه إلى الناس عن طريق الكلام أو يخطه بيده على الأوراق، وقد يشعر الإنسان بشيء ما في نفسه أثناء يقظته، أو ما نسميه بالحدس والإلهام، وهو توقع شيء من الأشياء، ثم يقوم الشخص الذي شعر بذلك، بنقل ما شعر به إلى كلام وجمل وعبارات، أو يخطها في كتاب بالمداد والقرطاس، هكذا الكتب والرسالات المسماة بالسماوية، ومنها القرآن، فما هي إلا علم أنزله الله على قلوب الأنبياء والمرسلين فقاموا بنقله وتحويله إلى كلمات وأقوال على الألسنة ورسم في القراطيس والصحف.
ولذلك فجميع الرسالات المسماة بالسماوية بكلماتها المخطوطة في الصحف والمتداولة على الألسنة وبما تحمل هذه الكلمات من أنباء وأخبار ومعاني وأوامر ونواهي كلها أفعال بشرية محضة، ولم تنزل من السماء بهذه الهيئة التي بين أيدينا ولم يتكلم بها الله كما يظن الناس جهلا منهم، وليس فيها شيء من ذات الله سبحانه.
هذه الكتب وما تحويه من موضوعات ليست مقدسة وليست سماوية كما يسميها الناس جهلا منهم، فلم نجد في القرآن أن الله أطلق مسمى القداسة أو السماوية على كتاب من الكتب التي أوحى بها إلى الأنبياء والرسل، إنما هي رسالات أوحى الله بها إلى الأنبياء والرسل أنزلها على قلوبهم وهم قاموا بنقلها إلى كلمات بشرية مسموعة منطوقة، ومرسومة بالمداد على القراطيس والصحف.) ، وحيث أن نهرو إتهم مخالفية كلهم بالجهل في قوله (ولم يتكلم بها الله كما يظن الناس جهلا منهم) فإن هذا الكلام لا يخلوا كونه جهلا عظيما منه لأنه ظن أنه ملك الحقيقة بيديه ولم يسبقه إليها أحدا وأن ما عداها هو الجهل بعينة فضلا عما في هذا الكلام من مخالفة للمنقول الصحيح وهو كتاب الله القرآن والمعقول الصريح وهو المنطق السليم على نحو ما سنبين بإذن الله تعالى في هذه الدراسة.
أولا مخالفة كلام نهرو للمنقول الصحيح:
1- كما جاء في مقدمة هذا البحث قوله تعالى (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) فإن ذكر فعل النزول يكون في القرآن دائما لمحسوس وليس لمعنوي كما ظن نهرو طنطاوي ، ولنتدبر الآيات التالية
قال تعالى" وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون" البقرة 57 ، وقال تعالى" يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سواتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون" الأعراف 26 ، وقوله تعالى" وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى اذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء فاخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون" الأعراف 57 ، وقال تعالى" وانزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون" الأعراف 160 ، وقال تعالى" انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض... الآية"يونس 24 ، وقوله تعالى" لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز" الحديد 25
في كل هذه الآيات السابقة وغيرها من الآيات ورد فعل الإنزال على محسوس من نعم الله وآلائه كالمن والسلوى على بني إسرائيل واللباس على البشر والماء من السماء والحديد الذي فيه بأس شديد ومنافع للناس ، وأنظر كيف عقد الله سبحانه وتعالى في الآية من سورة الحديد بين إنزال الكتب على الرسل وإنزال الحديد على البشر وهي مقارنة عظيمة وفي محلها تماما فكما أن الكتب على الرسل تجعلهم منذرين (بأس شديد) ومبشرين (منافع للناس) ، فيكون إنزال الكتب على الرسل كإنزال الحديد على البشر ، فهذا محسوس وهذا محسوس.
2- تعددت الآيات التي تقرر أن الكتب السماوية هي تنزيل من رب العالمين ـ ويجب التفريق بين التنزيل والرؤيا ، فالرؤيا هي عبارة عن أحداث يشاهدها الإنسان كمن يشاهد فيلم سينمائي ويكيها بلغته وصيغته ، كما في رؤيا عزيز مصر في عصر يوسف عليه السلام فقد رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات فحكى ما رآه بلغته وفسره له نبي الله يوسف (يوسف 43) ، أما التنزيل كما في قوله "كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب"ص29 ، فهو تنزيل فعلي لكتاب محسوس وقسم إلي آيات ، فكيف لنهرو أن ينقله من مرحلة الحس إلي مرحلة الإلهام؟ دونما دليل يمكن معه حمل التنزيل المحسوس على الإلهام المعنوي ، ولذلك فإن الرسول يقول ، كما في قوله سبحانه وتعالى " واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقران غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم" يونس 15 ، فلو كان القرآن من إبداع الرسول وهو عمل بشري ، لكان له الحق أن يبدله باللفظ طالما حافظ على المعنى وبذلك يرضي الكفار ويشدهم للإيمان ، ولكن الله نسب الآيات لنفسه بقوله (آياتنا) والضمير هنا عائد على رب العالمين.
ثم أنظر لقول الكفار في قوله تعالى" وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون" الأنعام8 ، فقد أراد الكفار تبديل محسوس بمحسوس ، أي نزول القرآن بنزول ملك ، ولكن الله يحذرهم أنه في حالة نزول ملك لقضي الأمر ولا ينظرهم الله ليوم البعث ولكن يعجل عليهم العذاب كما حدث مع قوم لوط مثلا ،
3- ثم لنتدبر كيف يضاهي قول نهرو قول الكفار ، فقد قال نهرو(ولذلك فجميع الرسالات المسماة بالسماوية بكلماتها المخطوطة في الصحف والمتداولة على الألسنة وبما تحمل هذه الكلمات من أنباء وأخبار ومعاني وأوامر ونواهي كلها أفعال بشرية محضة، ولم تنزل من السماء بهذه الهيئة التي بين أيدينا ولم يتكلم بها الله كما يظن الناس جهلا منهم، وليس فيها شيء من ذات الله سبحانه) ، وقد قالت الكفار (ام يقولون افتراه) [يونس 38 ، هود 13 ، 35 ، السجدة 3 ، الأحقاف8] ، وقالت الكفار (بل قالوا اضغاث احلام بل افتراه بل هو شاعر فلياتنا باية كما ارسل الاولون) [الأنبياء5] ، وقالتع الكفار(وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افتراه واعانه عليه قوم اخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا) [الفرقان4] .
أنظر كيف تشابه قول نهرو مع قولهم ، فالافتراء إبداع للقول من غير نقل من الله ، ونهرو يقول وليس فيها شيء من ذات الله ، ولا يسعنا إلا أن نقول له قوله تعالى"... تشابهت قلوبهم قد بينا الايات لقوم يوقنون" البقرة 118
مخالفة كلام نهرو للمعقول الصريح
1- ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن في تسع مواضع قوله (قال الله) ، فلو سلمنا جدلا بصحة كلام نهرو أن القرآن ليس هو كلام الله ، فوجب علينا أن نحمل قوله تعالى (قال الله) على المجاز ، ولو حملناه على المجاز كان معنى ذلك أن الرسول عندما أخبرنا بقوله تعالى(قال الله) كان يخبرنا بقوله هو وليس قول الله أي أنه أخبرنا (((بالكذب))) حاشا لله وتعالى الله عن ذلك اللغو والفجور علوا كبيرا ، أو نقول كما قالت الحلولية (أصحاب عقيدة الحلول والاتحاد) أن روح الله قد حلت فيه فقال هو ويقول قال الله لإتحاد الروحين فأنتفت الإثنية وبقى قوله قال الله ، وهو كفر والعياذ بالله أبرأ منه نفسي وإياكم تعالى الله عن ذلك اللغو والفجور علوا كبيرا.
2- يوجد في القرآن 333 آية بها (((قل))) فلو كان النص القرآني إبداع بشري من رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فلماذا يبدأ هذه الآيات بـ (قل)؟ ألا يعد ذلك تدليسا منه – حاشا لله – أن ينسب تدليس لرسوله عليه السلام وتعالى الله سبحانه وتعالى عن هذا اللغو علوا كبيرا.
3- لا يجب حمل الكلمات في القرآن على المجاز إلا إذا وجد في القرآن دليل يؤكد حملها على المجاز ، ولكي نوضح هذا المعنى نقدم المثال التالي ، قال تعالى"ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا" الإسراء 72 ، فهذه الآية يحمل فيها كلمة (أعمى) على المجاز لقوله تعالى"فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" الحج 46 ، فيكون العمى المذكور في سورة الإسراء ليس هو العمى الحسي ولكن العمى المجازي المرادف لمعنى الكفر ، ولذلك جعل الله عقوبته في الآخرة هي العمى الحسي جزاء من جنس العمل لقوله تعالى"ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى" طه24 ، لذلك لما يؤكد الحق أن القرآن هو كلامه سبحانه وتعالى (التوبة 6 ، الفتح 15) فيحمل على الحقيقة لا على المجاز ما لم يوجد في كتاب الله دليل يزحزحه عن الحقيقة للمجاز / ولكن كل الآيات تؤكد هذه الحقيقة ، وهي أن جميع الرسالات السماوية هي كلام الله سبحانه وتعالى.
4- المشكلة التي وقع فيها الأستاذ نهرو وشاركه فيها الكثير من الملاحدة أو المعطلة وعلى الجهة الأخرى الكثير من المشبهة ، أنهم أرادوا تخيل صفات الله ولما عجزوا عن ذلك قامت المشبهة بتجسيد الصفات لتحاكي صفات المخلوقات ، وقامت المعطلة بتعطيل كل الصفات وشاركهم في ذلك الملاحدة ، فمثلا يقول الله سبحانه وتعالى" يد الله فوق أيديهم" ترى المشبهة يقولون أن لله يد وأن كلتا يديه يمين ، ظنا منهم أنهم يعظمون الله عندما يقولون أن يديه يمين ولكن لقصور في عقولهم تخيلوا أنهم يجب أن يثبتوا صفات الله ويحاكونها بصفات مخلوقاته ، متناسين أن الله سبحانه وتعالى قال " ليس كمثله شيء" الشورى 11 ، ثم جائت المعطلة لتقول لا ليس لله يد ولكنها القدرة والقدرة فقط ، فنقول لهم رغم إيماننا بقدرة الله سبحانه وتعالى فإن لله يد ، وسبحانه عندما قال (ليس كمثله شيء) أردفها بقوله (وهو السميع البصير) ، وقد قاغل سبحانه عن واحد من مخلوقاته (وجعلناه سميعا بصيرا) فأثبت لخلقه ما أثبته لنفسه ولكن الفرق بين صفاته وصفات خلقه كالفرق ما بين ذاته وذوات مخلوقاته ، لذلك فإن طريق الحق هو أثبات صفات الله دون محاولة تشبيهها ، كما يجوز تأويل الصفة ولكن دون تعطيل الصفة الأصلية ، كمن تأول اليد على أنها قدرة نقول نعم هي كذلك وهي يد ولكن ليس كمثله شيء.
وبتطبيق هذه القاعدة على صفة الكلام ، فإن الله تكلم كما أثبت هو سبحانه ذلك وكتبه التي أنزلها على رسله هي من كلامه سبحانه وتعالى ، ولكننا لا نعرف الكيف الذي تكلم به الحق سبحانه وتعالى وليس لنا أن نعرف ولكن نؤمن ونأكد ما أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نؤمن به وهو القائل " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا" الكهف 109
القرآن مقدس
التقديس هو الاحترام ورفع الشيء لمكانة لا يماثله غيره فيها ، وينطبق ذلك على القرآن لقوله تعالى" واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون" الأعراف204 ، وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن القرآن مقدس لأن له منزلة لا يدانيه فيها كتاب آخر وهو عند قراءته فقد أمر الله المؤمنين به أمرا شرعيا جازما أن يستمعوا له وينصتوا لآياته حتى تصيبهم رحمة الله ، ولا يوجود كتاب آخر على وجه هذه البسيطة أمرنا الله بالاستماع له والإنصات بمعنى الإزعان والانقياد لآياته ، كما لا يوجد كتاب آخر على وجه البسيطة إذا أستمعنا له وأنصتنا نكون من المرحومين إلا القرآن الكريم وحده ، فهو على ذلك مقدس
كما أن المقدس يحتاج لطقوس على غير المتعارف عليه عند ذكره أو الاقتراب منه وهذا ينطبق على القرآن لقوله تعالى" فاذا قرات القران فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" النحل 98 ، فوجب الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند قراءته ، فما يحدث عندما نستعيذ بالله سبحانه وتعالى عند قراءة القرآن (واذا قرات القران جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا) ، ثم أنه كتاب ميسرا للذكر (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) ، ولكنه رغم ذلك يستعصى على الكفار والجاحدين أن يفقهوه ويتدبروا آياته ويفهموها لقوله " وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا واذا ذكرت ربك في القران وحده ولوا على ادبارهم نفورا" الاسراء 46 ، ثم أنه شفاء ورحمة لقوله تعالى" وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا" الاسراء 82 ، ولكونه مقدس فهو يستعصى ويتعالى عن المثيل لقوله تعالى" قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" الاسراء88 ، ثم أنه كتاب جامعا صرف الله فيه للناس من كل مثل لقوله تعالى" ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل وكان الانسان اكثر شيء جدلا" الكهف 54 ، ولكن الناس مثل نهرو مازالوا يجادلون فيه ويدعون أنه ليس من عند الله ، ثم أنه الكتاب الوحيد الذي لا يجوز هجره وهذه أحدى أدلة أثبات قداسته لقوله تعالى" وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا" الفرقان30 ، ثم أن القرآن حكيم (يس2) ومجيد (ق1) ، وذي الذكر (ص1) ، وتخشع له المخلوقات والجبال (الحشر21) ، وهو أحد أسباب توبة الله سبحانه وتعالى على عباده (المزمل20) ، وهو أحد أسباب السجود عند قراءته (الانشقاق21) ، فبعد كل هذا لا تقول مقدس؟
5- ثم نأتي لقوله سبحانه وتعالى " فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقران من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل رب زدني علما" طه 114 ، وقوله تعالى" لا تحرك به لسانك لتعجل به" القيامة 16 ، هاتين الآتين أكبر دليل على أن القرآن لفظا ومعنى من عند الله سبحانه وتعالى وليس إنتاج بشري من عند الرسول وإلا لا معنى لقوله (((لاتعجل))) وقوله (((لا تحرك به لسانك))) لو كان لفظه من عند الرسول ، لأنه سيكون قائم على إختراع الرسول فلا يحتاج ليعجل أو يحرك قبل أن يقضى إليه بلفظه ورسمه ومعناه.
بعد كل ما تقدم لا يستطيع أحد أن يماري في القرآن كتاب الله سبحانه وتعالى وكلامه لفظ ومعنى أنزله على قلب نبيه على مراحل وليس مرة واحدة وذلك ليثبت به فؤاده على الهدى ، وهو كتاب شامل صرف الله سبحانه وتعالى فيه للناس من كل مثل ، ومفصل ، ومهيمن يحكم على ما عداه ولا يحكم عليه شيء مقدس ومنزه عن الخطأ والتحريف ، وتعالى الله الملك الحق
ألا هل بلغت ،،، اللهم فاشهد
شريف هادي

اجمالي القراءات 28498