الأم وأولاد الجيران

رمضان عبد الرحمن في الإثنين ١٤ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


البنزين والغاز الطبيعي موجود، والكهرباء والغاز يصدر إلى أبعد الحدود بأسعار لا تذكر، حيث تجامل الحكومة على حساب الشعب ومن قوت المصريين، ومصر التي قال عنها الله اهبطوا مصراً فإن لكم فيها ما سألتم من حيث الماء والأرض والمناخ أصبح فيها الإنسان المصري في هذا العصر يهرب من سجن بلده إلى سجن بلد أخرى من أجل البحث عن لقمة عيش، ومع هذا كله لا تبخل الحكومة كما قلت بمجاملات بعض الدول، وإعطاء هذه الدول الكهرباء والغاز الطبيعي بأسعار تفضيلية أي بسعر التكلفة، فتنمو هذه الدول وتزداد مصر فقراً وجوعاً على اعتبار أن مصر أم الدنيا، وتظل الأم تعطي إلى أن تموت ولكن من المفترض أن تعطي الأم أبناءها قبل أن تعطي أولاد الجيران، ولكن يبدو أن الأم في هذا العصر أصبحت تعطي أولاد الجيران وجيران الجيران قبل أبناءها حتى لو كانت النتيجة أن تضحي بكل أبناءها من أجل المجاملات وخلافه، فما هو الحل لإنقاذ أبناء هذا البلد؟!.. وإنقاذ أقدم حضارة عرفها التاريخ؟!.. وفضائح مصر أصبحت على ملأ العالم يا أهل مصر، أليس من العار على مصر ومن يحكمون مصر أن تكون نسبة (40%) من عدد السكان دخل الفرد منهم في اليوم دولارين؟!.. أي ما يعادل عشرة جنيهات مصرية!.. وذلك كما ذكر البنك الدولي في التقرير الأخير عن مصر.
ولو كانت مصر بلد فقيرة أو هزيلة لا يوجد فيها أي موارد ولا ذات حضارة عريقة ولم يكن لديها أي مقومات ما أقدم أحد على النقد في أي موضوع، ولكن بما أن مصر بلد الحضارة وبلد العلماء في كل شيء من مهندسين ورجال دين وأطباء وخلافه، ويكون هذا هو حال الأغلبية من الشعب وفي هذه الصورة التي لفتت أنظار العالم إلينا فلا بد أن يكون هناك نقد وتذكير للجميع وأن مصر لا تستحق أن يكون هكذا دورها، وإن ما يحدث في مصر الآن من فساد وجوع هو عار على من يحكمون مصر قبل أن يكون عار على الشعب، وإن التاريخ لن يذكر الشعب وإنما يذكر الحكام، فليس عيباً أن يتنحى أي مسؤول عن منصبه طالما أنه غير قادر على القيام بواجبه تجاه مصر وشعبها، بالعكس سوف ينال احترام الجميع لأنه أفسح المجال أمام من يستطيع أن يقوم بهذا الدور الصعب، ولكن حين نكابر على حساب تاريخ مصر وشعب مصر هذا هو الذي جعل مصر من سيء إلى أسوأ.
الشيء الغريب في النظام المصري أنهم يجاملون بثروات هذه البلد التي هي من حق الشعب، ثم بعد ذلك تأتينا المنح من الخارج، وهل مصر بلد فقيرة لكي تستحق هذه المنح؟!.. أعتقد أن مصر أغنى من الدول المانحة لمصر، ولكن من سوء التخطيط وسوء الإدارة أصبحت مصر في هذا الوضع المؤسف، فيا ليت كل مصري سواء أكان مسؤول أم غير مسؤول أن يحكم ضميره في كل شيء لكي نعيد ما كانت عليه مصر وتاريخها في الماضي، بمعنى أن ننسى الخلافات الدينية والفكرية والسياسية والثقافية ونتعايش بلغة الإنسانية، وأن كل إنسان سوف يحاسب على أفعاله.
رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 9892