بيعة الرضوان .. وسخرية القدر !!!!

عمرو اسماعيل في الأحد ٠٦ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً



لقد دار نقاش حاد بيني وبين أخي الفاضل الاستاذ فوزي فراج عن تفسير الآية التالية وعن من هم الذين رضي الله عنهم في نطاق نقاشنا حول عمر بن الخطاب ودوره في تحويل الاسلام من دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة الي دعوة بالسيف والغزو ..
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا(18)وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(19)}
لقد قرر الأستاذ فوزي أن حكمه علي عمر بن الخطاب يعتمد علي هذه الآية وأنه رغم اعتباره له بشر وليس له أي قدسية ولكن يجب الحكم عليه بناء علي هذه الآية وأنه كان من المبايعين تحت الشجرة وبالتالي رفض أي شيء جاء في كتب التراث وعلي رأسها كتب السنة من ابن كثير الي الطبري الي تاريخ الخلفاء للسيوطي عن عمر وعن الغزوات الي بدأها عمر خارج جزيرة العرب مما قد يؤثر علي رأيه وأن الله رضي الله .. اي أنه يبرر كل ما حدث من عمر من غزو وسبي للشعوب وامتلاء مدينته بالسبايا والغلمان وحسب معلوماتي وليصححها لي الإخوة الأفاضل ..فإن سبب هذه البيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ الحديبية أرسل عثمان بن عفان إلى أهل مكة يخبرهم أنه إِنما جاء معتمراً، وأنه لا يريد حرباً، فلما ذهب عثمان حبسوه عندهم، وجاء الخبر إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان قد قتل، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى البيعة على أن يدخلوا مكة حرباً، وبايعوه على الموت، فكانت بيعة الرضوان، فلما بلغ المشركين ذلك أخذهم الرعب وأطلقوا عثمان وطلبوا الصلح من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يأتي في العام القابل، ويدخلها ويقيم فيها ثلاثة أيام، وكانت هذه البيعة تحت شجرة سمرة بالحديبية وقد سميت "بيعة الرضوان" ولما رجع المسلمون يعلوهم الحزنُ والكآبة، أراد الله تسليتهم وإِذهاب الحزن عنهم فأنزل هذه السورة على رسوله صلى الله عليه وسلم بعد مرجعه من الحديبية {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} وكان عدد الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفاً وأربعمائة رجل، وفيهم نزلت الآية الكريمة {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ .. لأنه كان في مكة .. وأن الكثير ممن كان في هذه البيعة كانوا ممن شاركوا في اجتماع السقيفة وقرروا خلافا لما يقول القرآن وما قاله الرسول صلوات الله عليه وسلم في خطبة الوداع ... أن الأمر يجب أن يكون شوري بين المسلمين وأنه لا فضل لعربي علي أعجي إلا بالتقوي .. وأن الكثير منهم أيضا كانوا ممن شاركوا في الفتوحات والغزوات وما ارتكب فيها .. وكانوا ممن شاركوا في أحداث الفتنة الكبري ومانتج عنها من تقاتلهم من إهدار داء بعضهم البعض وإهدار دماء الألاف من المسلمين وعلي رأسهم سيدنا عثمان بن عفان الذي اجتمعوا بسببه تحت الشجرة وبايعوا رسول الله .. في حالة حادة من سخرية القدر ..
هل يتفق مع عدل الله أن يرضي علي من قتل بعضهم البعض .. علي القاتل والمقتول بصرف النظر عن المخطيء ..
لقد عرضت علي الأخ الفاضل فوزي فراج تفسيرا لهذه الآية من نفس سورة الفتح .. فاعترض أن هذه الآية ترتيبها قبل آية المبايعة تحت الشجرة وهذه الآية تقول:
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10 )
مما يعني أن من نكث وعده فإنما ينكث علي نفسه ومن يوفي بوعده فسيؤتيه أجرا عظيما تأكيدا من الله أنه يعرف أن هناك ممن بايعوا سينكث بوعده وعندها يكون مسئولا عن نفسه ..
اعترض أخي فوزي رغم أن سورة الفتح كلها نزلت في أحداث الحديبية .. ورغم معرفتنا جميعا أن آيات القرآن ليست مرتبة حسب الترتيب الزمني لنزولها .. وكان اعتراضه أن الاية التي تفسر آية المبايعة كان ترتيبها في القرآن سابقا ..10 و 19
وسؤالي هو للجميع ..ماهو تفسيرهم لآية المبايعة تحت الشجرة ..
هل يستوي جميع من كان موجودا رغم أن بينهم من قتل آخرا من نفس الموجودين واختلف معه وسبه ..
إن هذه الآية من ضمن آيات أخري مما يأخذها البخاريون ليؤكدوا أن كل الصحابة عدول والنتيجة مانراه من أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان .. يعترض عليها الاستاذ فوزي نفسه .. ثم يأخذها هو نفسه سببا للحكم علي تبرئة الكثير من هؤلاء مما ارتكبوه من فظائع .. كانت السبب في وصم الاسلام أنه انتشر بحد السيف وأنه دين عنف .. ولأننا ندافع عما فعله هؤلاء ظهر بيننا أمثال بن لا دن والظواهري وكل جماعات العنف ..
سؤالي هو للدكتور احمد صبحي نصور وكل كتاب الموقع ما هو تفسيرهم لهذه الآية وما هو رأيهم في غزو هؤلاء للشعوب المحيطة بهم فيما سمي فتوحات اسلامية وما هو رأيهم في تقاتل هؤلاء في احداث الفتنة الكبري وخاصة موقعتي الجمل وصفين وقتل سيدنا عثمان وسيدنا علي ابن أبي طالب ..
ما هو رأيهم عندما يقول شخص متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ... ثم نجد أن نفس الشخص يستعبد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا وتمتليء مدينته بالنساء والأطفال ممن استعبدهم جيشه بدون أي ذنب .. ونجد من يقول عنه عادلا .. ليضحك القدر ويسخر مرة أخري فيقتله البالغ الوحيد الذي سمح بدخوله مدينته ممن استعبدهم وقد ولدته امه حرا ..
عمرو اسماعيل

اجمالي القراءات 10937