في الرد على البابا2
المنطق والعقيدتان المسلمة والمسيحية

شريف هادي في الإثنين ٠٢ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

المنطق والعقيدتان المسلمة والمسيحية
في مقالة سابقة قمنا بالرد على بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر من أسفار وإصحاحات العهدين القديم والجديد وإنجيل يوحنا ولم يكن في الحقيقة ردا على ما قاله ولكن كان ردا له عن غية المخالف لتعاليم المسيحية الحقة ولكن هنا نحاول أن نرد على ما قاله والحقيقة أن كتاب كثيرين وعلماء هم أفضل مني بكثير قد قاموا بالرد بالمنطق والعقل والنص على ما قاله البابا وسأحاول هنا أن أتطرق لما لم يتطرق له الأخرون وأدعوا الله أن يوفقني لذلك.
أولا: قال البابا في محاضرته التي ألقاها في مسقط رأسه تحت عنوان الدين والعقل والجامعة مانصه
"إن الله لا يسر بالدماء، وليس التصرف بعقلانية مناقض لطبيعة الله، فالإيمان يولد في رحم الروح، وليس الجسد، ومن يهدي إلى الإيمان إنما يحتاج إلى القدرة على التكلم حسنا والتعقل، دون عنف أو تهديد أو وعيد". ويضيف: "القصد هنا ليس هو إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع مفهوم العقل وتطبيقاته". ويؤكد: "عندها فقط نصبح قادرين على ذاك الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة له اليوم".
وذكر البابا مقطعا من حوار دار فى القرن الرابع عشر بين الامبراطور البيزنطي مانويل باليولوغـوس و"مثقف فارسي " ، إذ يقول الامبراطور للمثقف : "أرني ما الجديد الذى جاء به محمد ، لن تجد الا أشياء شريرة وغير انسانية مثل أمره بنشر الدين الذى كان يبشر به بحد السيف".
ونقول للبابا نعم إن الله لا يسر بالدماء وسأستشهد بآية واحدة من القرآن الذي جاء به محمد صلى الله علية وسلم وهي قوله تعالى"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" صدق الله العظيم المائدة 32 فليتفضل سماحة البابا ويجيب هل آله محمد يسر لمنظر الدماء؟ لا والله إن الله سبحانه وتعالى عصم دماء البشر على البشر ولم يجعل القتل إلا النفس بالنفس بل جعل جرم من قتل نفسا واحدةً كمن قتل الناس جميعا وجعل جزاء من أحيا نفسا واحدةً كمن أحيا الناس جميعا فإي تغليظ للعقوبة أكثر من ذلك في حالة سفك الدماء وأي عطاء للجزاء أفضل من هذا في حالة الحفاظ على النفس سيقول قائل وماذا في حروب وغزوات محمد علية الصلاة والسلام وهنا يجب أن نقف مع كل حرب على حدا ولنبدأ ببدر المسلمون في المدينة المنورة في بداية تكوين الدولة وينقسمون إلي مهاجرين وأنصار والمهاجرون هاجروا من مكة دون أموالهم التي أجبروا على تركها ويقوم ابو سفيان بالتجارة لحساب قريش بأموال المهاجرين والأنصار قد أعطوا المهاجرين من أموالهم فكان حقا على المهاجرين السعي خلف أموالهم خاصة وأن أبو سفيان يسير بتلك الأموال في دروب الأنصار وذلك للأسباب الآتية:
1- رد المغتصب من المال وهوحق في كل شريعة قبل الإسلام وفي الإسلام أيضا ولا ضير في ذلك أو مخالفة لمنطق البشر.
2- إحتياج المسلمون لهذه الأموال لبناء دولتهم الوليدة فالأولى السعي في طلب أموالهم من أختصاب مال الغير أو الحياة عالة على الأنصار.
3- حتى يثبت المهاجرين للأنصار أنهم ما جاءوا طمعا في مالهم أو أنهم أضعف من أن يسعوا في طلب أموالهم الخاصة وأن حالهم هذه مؤقتة تنتهي بإنتهاء أسبابها.
ولذلك سعوا خلف العير ولكن علمت قريشا بما يخطط له المسلمين فأطلقوا النفير وأرسلت في نجدة أبي سفيان وقافلته وهنا كان المسلنا كان المسلمون يرغبون في لقاء العير ولكن رغبة الله سبحانه كانت في أن يلقى المسلمون النفير وذلك لما يعلمه الله من حكمة وأيضا للأسباب الآتية
1- يكتب لهم النصر فتشتد شوكتهم وتقوم دولتهم
2- كانت هناك الكثير من القبائل تستعد لمهاجمة المسلمين فكان نصرهم على قريش يردع باقي القبائل.
3- كان المسلمون في حاجة لهذا النصر لتثبيت العقيدة والأقدام
ثم نأتي إلي أحد والأحزاب وباقي الغزوات حتى صلح الحديبية كلها كانت ردا للعدوان ولم تكن عدواناثم صلح الحديبية أعطى لرسول الله الوقت والمهلة لكي يدعوا القبائل بل والدول بالحكمة والموعظة الحسنة وأنظر إلي رسالته لقيصر الروم والتي أقتبس فيها من القرآن قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء... الآية وهو في ذلك فتح باب الحوار على أفضل ما يكون وبأسمى معانية ولننظر إلي آية أخرى في كتاب الله قال تعالى"وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ47 وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" صدق الله العظيم المائدة 47، 48 ماقولك سماحة البابا في هذه الآية إن الله يأمركم في القرآن الذي نزل على محمد علية السلام أن تحكموا بما أنزل الله في الأنجيل ويتوعدكم بالفسق إن لم تفعلوا بل ويؤكد على رسوله أن لكل شرعة ومنهاجا وأنه سبحانه إنصرفت مشيئته إلي ذلك لنستبق الخيرات ولنتنافس في الخير وإعمار الأرض وعبادة الله الحق ثم نحن جميعا سنرجع إليه فينبئنا بما كنا فيه نختلف ولعلمك هذه السورة مدنية نزلت والمسلمون أقوياء لا يهادنون ولا يداهنون أحد ولم تنزل في مكة حتى لا يدعي أحد ذلك فإن السيف هنا بل هي الحكمة والموعظة الحسنة وأن نخالق الناس بخلق حسن وأولى بذلك الخلق أهل الكتاب الذين يعبدون الله الذي نعبده فهل فيما ذكرت شر أو عنف أو وعيد أو تهديد؟ بل هو في الحقيقة إيمان ولد في رحم الروح وله القدرة العظيمة في التكلم حسنا والتعقل دون عنف.
ثم نأتي إلي فتح مكة فكان فتح مكة لازم للمسلمين لأسباب عدة أولها العودة إلي ديارهم التي تركوها حال الضعف فليس أقل من العودة إليها حال القوة ثم في شعائر الإسلام ركن يجب أن يؤدى في مكة المكرمة وهو الحج إلي بيت الله تعالى وهنا يحتاج المسلمون لفتحا لإستكمال شعائر دينهم كما أحتاجوا لفتح بيت المقدس لنفس السبب وهو مقدس في الديانات الثلاث ونرى في العهد القديم سفر التثنية أن الرب أمر بني أسرائيل بالدخول إلي بيت المقدس ولكنهم رفضوا فغضب عليهم الرب وكتب عليهم الشتات فهل كان على المسلمين أن يرفضوا أمر الرب كما رفضه بني أسرائيل فاستحقوا الغضب والعقاب؟
وهنا نبدأ في الرد على إدعاء البابا والأمبراطور البيزنطي أن الإسلام تم نشرة بحد السيف وأن محمد علية الصلاة والسلام جاء بأشياء شريرة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وأعلم أن سبب هذا الادعاء ما سمي بالفتوحات الإسلامية والحروب التي بدأت بحرب الردة في عصر أبي بكر الصديق رضي الله عنه ونبدأ بحرب الردة فنقول أن الإسلام جاء بقواعد عامة وأحكام خاصة وأنه على الحاكم أن يطبق الأحكام الخاصة من منظور القواعد العامة فإذا حدث الإختلاف فإن الحاكم يوقف الأحكام الخاصة من أجل القواعد العامة لأنها الأساس ولا يستقيم الدين إلا بها وسأضرب مثالا لتقريب المعنى جاء الإسلام بقاعدة عامة هي العدل بين الناس وعدم الاعتداء ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وجاء بحكم خاص وهو قطع يد السارق وفي عصر عمر بن الخطاب وفي عام المجاعة لو طبق عمر الحكم الخاص بقطع يد السارق سيكون معتدي لأن السارق لا يجد قوت يومة فيسرق ولو فرق في تطبيقة بين من يسرق ليأكل ومن يسرق للسرقة لكان ظالم في تفريقة بين الناس لذات الفعل فأوقف الحكم الخاص بقطع يد السارق رغم ثبوتة بدليل قطعي الثبوت والدلالة في كتاب الله القرآن وذلك لصالح القاعدة العامة بعدم الاعتداء والعدل وهنا وقد ظهر المعنى نأتي لما فعلة أبو بكر الصديق الحكم الخاص من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولكم دينكم ولي دين والقاعدة العامة قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله أي الحفاظ على كيان الدولة من الضياع وفي حروب الردة لم يكن الأمر متعلق بالزكاة كما أراد بعض المؤرخين أن يحسرة في ذلك بل كانت الجيوش تجيش للإنقضاض على دولة الإسلام الواعدة في المدينة المنورة وكان ردهم بمنع الزكاة ليعلموا إن كانت الدولة ضعيفة بما يكفي للإنقضاض عليها أم لا بل أن بعضهم كمسيلمة وسجاح والأسود العنزي وغيرهم أدعوا النبوة كذبا لضياع أمر دولة الاسلام بل والاسلام ذاته فكان على أبي بكر الصديق أن يسبق القاعدة العامة على الحكم الخاص ويأخذ منع الزكاة ذريعة لمحاربتهم والبدء بالهجوم عليهم قبل أن يهجموا علية في عقر دارة فتضيع الدولة ويضيع الدين وليس فيما فعله أبو بكر أي تعدي أو شر أو نشر الدين بالسيف كما يدعي البعض بل كانت الحكمة وتسبيق القاعدة العامة على الحكم الخاص ولكن يبقى هذا الحكم قائما في ظل الدولة المدنية الاسلامية من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. أما ما يسمى بالفتوحات ففي عصر عمر وعثمان كان لازما البدء بقتال الفرس والروم لنفس السبب الذي قاتل به أبو بكر المرتدين ولتأمين حدود الدولة ولتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى أما بدأ من الدولة الأموية فإن أعمال الفتح والغزوات وإن صبغت بصبغة إسلامية إلا أنها كانت في الحقيقة بدوية قبلية ولا أحد حجة على دين الله ودين الله حجة على الجميع ويبقى النص القرآني الذي جاء به محمد رسول الله علية الصلاة والسلام شاهد على عظمة الإسلام وسماحته وقبولة للآخر أكثر من قبول الآخر به والأمر واضح في سورة المائدة المدنية ليس للمسلمين ولكن لليهود أن يحكموا بالتوراة وللمسيحين أن يحكموا بالأنجيل فأي عظمة أكثر من ذلك.
والحديث يطول ويطول ولكن نكتفي بهذا القدر وبما رد به أولي العلم والفضل في مواضع كثيرة ونأتي لقوله إن العـقـيدة المسيحية "تقوم على المنطق" ، لكن العـقـيدة في الإسلام تقوم على أساس أن "إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العـقـل أو المنطـق"... و "لا تدين بالشدة المطلوبة" العنف الذى يمارس باسم الايمان.
ولنبدأ بالرد على آخر الكلام قبل أوله نعم سماحة البابا إن إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العقل لأنه خالق العقل فكيف يسمح للمخلوق أن يحاكم خالقة بل هو من قبيل الأدب مع الله سبحانه أن نستخدم ألفاظ مؤدبة في الحديث معه أو عنه أما المنطق فلا يجوز أن أقول خضوع إرادة الله للمحاكمة بالمنطق ولن يجب أن أقول أن إرادة الله هي دائما وأبدا من المنطق فإن ما يخالف المنطق ليس من إرادة الله ولهذا يأمرنا سبحانه وتعالى دائما بالعلم والتفكر والمنطق فيقول في سورة آل عمران الآية 18 شهد الله أنه لا آله إلا هو والملائكة وأولو العلم أي أن من شهد بوحدانيته يجب أن يكون من أولي العلم والجهل دائما من نواقض الإيمان بالله كما يقول سبحانه وفي أنفسهم أفلاينظرون ويتكلم عن خلق السموات والأرض ويقول سبحانه ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقينا عذاب النار ويقول سبحانه أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت وإلي السماء كيف رفعت وإلي الارض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر الله وأكبر أي منطق في أسباب إيمان الروح أفضل من هذا المنطق؟ ثم لي سؤال آخر إذا كان آله المسلمين هو خالق البشر والجن والملائكة وهو خالق السموات والارض وهو خالق كل شيئ ومليكه وهو رب الجنة والنار وهو القادر فوق عباده وهو على كل شيئ قدير وهو السميع البصير العليم الذي ليس لصفاته حدود وهو الكمال المطلق والحق المطلق والعدل المطلق وهو الغفور الرحمن الرحيم الحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ولم يكن له شريك في الملك ولم يتخذ صاحبة ولا ولد هل كل ذلك يتفق مع المنطق والعقل أم لا وهل للنصارى واليهود آله أخر غير هذا الله؟ أرجو من سماحة البابا الإجابة على هذا السؤال.
ونأتي في الرد على قول سماحة البابا أن العقيدة المسيحية تقوم على المنطق وهنا يجب أن نفرق بين المسيحية الدين السماوي الذي أنزله الله على المسيح عيسي بن مريم وبين التدين بالمسيحية الذي يمارسة معظم المسيحيون اليوم ومنهم سماحة البابا نعم الدين المسيحي يقوم على المنطق لأنه من عند الله أما العقيدة المسيحية في ذلك النوع من التدين الأرضي فإنها مخالفة لكل منطق ولنناقش ذلك بشيء من التفصيل في العقيدة المسيحية السماوية 10فأجابَهُ يَسوعُ: "إِبتَعِدْ عنّي يا شَيطانُ! لأنَّ الكِتابَ يقولُ: للربَّ إلهِكَ تَسجُدُ، وإيّاهُ وحدَهُ تَعبُدُ" متى 4/10فيسوع عبد الله وله وحدة يسجد وكانَ يَسوعُ يَسيرُ في أنحاءِ الجليلِ، يُعلَّمُ في المجامعِ ويُعلِنُ إنجيلَ المَلكوتِ ويَشفي النّاسَ مِنْ كُلٌ مَرَضٍ وداءٍ.متى 4/ 23 فهو رسول الله الذي يعلم إنجيل الله بل ويقول 2فأخَذَ يُعلَّمُهُم قالَ: "3هنيئًا. للمساكينِ في الرٌّوحِ، لأنَّ لهُم مَلكوتَ السَّماواتِ. 4هنيئًا للمَحزونينَ، لأنَّهُم يُعزَّونَ. 5هنيئًا للوُدَعاءِ، لأنَّهُم يَرِثونَ الأرضَ. 6هنيئًا للجِياعِ والعِطاشِ إلى الحقَّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. 7هنيئًا للرُحَماءِ، لأنَّهُم يُرحمونَ. 8هنيئًا لأنقياءِ القُلوبِ، لأنَّهُم يُشاهِدونَ الله. 9هنيئًا لِصانِعي السَّلامِ، لأنَّهُم أبناءَ الله يُدْعَونَ. 10هنيئًا للمُضطَهَدينَ مِنْ أجلِ الحقَّ، لأنَّ لهُم مَلكوتَ السَّماواتِ. 11هنيئًا لكُم إذا عَيَّروكُم واَضطَهَدوكُم وقالوا علَيكُمْ كَذِبًا كُلَ كَلِمةِ سوءٍ مِنْ أجلي. 12اَفرَحوا واَبتَهِجوا، لأنَّ أَجرَكُم في السَّماواتِ عظيمٌ. هكذا اَضطَهَدوا الأنبياءَ قبلَكُم.متى 5 وهذا ما جاء به محمد أيضا عليه السلام ويتفق مع المنطق أن عيسى نبي وهو عبد الله وهو رسول الله ويقول لا تَظُنّوا أنّي جِئتُ لأُبطِلَ الشَّريعَةَ وتَعاليمَ الأنبياءِ: ما جِئتُ لأُبطِلَ، بل لأُكمَّلَ. 18الحقَّ أقولُ لكُم: إلى أنْ تَزولَ السَّماءُ والأرضُ لا يَزولُ حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ مِنَ الشَّريعةِ حتى يتِمَّ كُلُّ شيءٍ. 19فمَنْ خالفَ وَصيَّةً مِنْ أصغَرِ هذِهِ الوصايا وعلَّمَ النَّاسَ أنْ يَعمَلوا مِثلَهُ، عُدَّ صغيرًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. وأمَّا مَنْ عَمِلَ بِها وعَلَّمَها، فهوَ يُعَدٌّ عظيمًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. 20أقولُ لكُم: إنْ كانَت تَقواكُم لا تَفوقُ تَقْوى مُعَلَّمي الشريعةِ والفَرَّيسيَّينَ، لن تَدخُلوا مَلكوتَ السَّماواتِ. متى 5 وهو مكمل لما جاء قبله من الكتاب ومبشر بنبي يأتي من بعده كما جاء في أنجيل يوحنا عن المعزى أو الفاروقليط وتتجلى عظمة الديانة المسيحية في رفض الانتقام ومحبة الأعداء يقول "سَمِعْتُمْ أنَّهُ قِيلَ: عَينٌ بِعَينٍ وسِنٌّ بسِنٍّ. 39أمّا أنا فأقولُ لكُم: لا تُقاوِموا مَنْ يُسيءُ إلَيكُم. مَنْ لطَمَكَ على خَدَّكَ الأيْمنِ، فحَوِّلْ لَه الآخَرَ. 40ومَنْ أرادَ أنْ يُخاصِمَكَ ليأخُذَ ثَوبَكَ، فاَتْرُكْ لَه رِداءَكَ أيضًا. 41ومَنْ سَخَّرَكَ أنْ تَمشيَ معَهُ مِيلا واحدًا، فاَمشِ معَهُ مِيلَيْن. 42مَنْ طَلَبَ مِنكَ شيئًا فأَعطهِ، ومَنْ أرادَ أَنْ يَستعيرَ مِنكَ شيئًا فلا ترُدَّهُ خائِبًا.43"سَمِعتُم أنَّهُ قِيلَ: أحِبَّ قريبَكَ وأبغِضْ عَدُوَّكَ. 44أمّا أنا فأقولُ لكُم: أحِبّوا أَعداءَكُم، وصَلّوا لأجلِ الَّذينَ يضْطَهِدونكُم، 45فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الَّذي في السَّماواتِ. فهوَ يُطلِـعُ شَمْسَهُ على الأشرارِ والصّالحينَ، ويُمطِرُ على الأبرارِ والظّالمينَ. 46فإنْ كُنتُم تُحِبّونَ الَّذينَ يُحبّونكُم، فأيٌّ أجرٍ لكم؟ أما يعمَلُ جُباةُ الضّرائِب هذا؟ 47وإنْ كنتُم لا تُسلَّمونَ إلاّ على إخوَ.تِكُم، فماذا عمِلتُم أكثرَ مِنْ غَيرِكُم؟ أما يعمَلُ الوَثَنيّونَ هذا؟ 48فكونوا أنتُم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماويَّ كامِلٌ. فأنظر إلي كل قول المسيح لا يدعي بنوة لله ويقول أبناء الله يدعون أي على سبيل المجاز لا الحق واللفظ العبراني يقصد به عيال الله أي من يعولهم الله ويقول أباكم الذي في السماء كامل واللفظ العبراني يطلق لفظ الأب على الرب أي تخلقوا بخلق الله كما أراد الله سبحانه وتعالى. ونأتي هنا لنبحث في الدين الأرضي وما أخترعة المسيحيون ليعبدوه ولهول ما سوف نرى:
أبن الله أو قل جزء من الله أو هو الله كما يدعون ماذا يحدث له 67فبَصَقوا في وَجهِ يَسوعَ ولطَموهُ، ومِنهُم مَنْ لكَمَهُ 68وقالوا: "تَنبّـأْ لنا، أيٌّها المَسيحُ، مَنْ ضَربَكَ!"متى 26 فهل يعقل؟ وهل يحتاج رب العزة أن يرسل جزء منه أو أبنه تعالى عن ذلك علوا كبيرا لكي يعذب فبرفع الخطيئة عن البشر؟ والعجيب أنه سمح أن يستهزئو به أو بأبنه أو بجزء منه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا 27فأخذَ جُنودُ الحاكِمِ يَسوعَ إلى قَصرِ الحاكِمِ وجَمعوا الكَتيبةَ كُلَّها، 28فنزَعوا عَنهُ ثيابَهُ وألبَسوهُ ثَوبًا قِرمِزيُا، 29وضَفَروا إكليلاً مِنْ شَوكٍ ووضَعوهُ على رأسِهِ، وجَعَلوا في يَمينِهِ قصَبَةً، ثُمَّ رَكَعوا أمامَهُ واَستَهزأوا بِه فقالوا: "السّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهودِ!" 30وأمسكوا القصَبَةَ وأخَذوا يَضرِبونَهُ بِها على رأسِهِ وهُم يَبصُقونَ علَيهِ. 31وبَعدَما اَستَهزَأوا بِه نَــزَعوا عَنهُ الثَّوبَ القِرمِزيَّ، وألبَسوهُ ثيابَهُ وساقوهُ ليُصلَبَ.متى 27 ثم بعد ذلك صلبوه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم 32وبَينَما هُمْ خارِجونَ مِنَ المدينةِ صادَفوا رَجُلاً مِنْ قَيرينَ اَسمُهُ سِمْعانُ، فسَخَّروهُ ليَحمِلَ صَليبَ يَسوعَ. 33ولمّا وصَلوا إلى المكانِ الَّذي يُقالُ لَه الجُلجُثَةُ، أي "مَوضِعُ الجُمجُمَةِ" 34أعطَوْهُ خَمرًا مَمزوجَةً بِالمُرَّ، فلمّا ذاقَها رفَضَ أنْ يَشرَبَها. 35فصَلبوهُ واَقتَرعوا على ثيابِهِ واَقتَسموها. 36وجَلَسوا هُناكَ يَحرُسونَه. 37ووضَعوا فَوقَ رأسِهِ لافِتَةً مكتوبًا فيها سَببُ الحُكمِ علَيهِ: "هذا يَسوعُ، مَلِكُ اليَهودِ". 38وصَلَبوا مَعهُ لِصَّينِ، واحدًا عَنْ يَمينِهِ وواحدًا عَنْ شِمالِهِ. 39وكانَ المارةُ يَهُزّونَ رُؤوسَهُم ويَشتِمونَهُ ويَقولونَ: 40"يا هادِمَ الهَيكَلِ وبانِـيَهُ في ثلاثَةِ أيّامِ، إنْ كُنتَ اَبنَ الله، فخلَّصْ نفسَكَ واَنزِلْ_ ..عَنِ الصَّليبِ". 41وكانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُـعلَّمو الشّريعَةِ والشٌّيوخُ يَستهزِئونَ بِه، فيَقولونَ: 42"خَلَّصَ غيرَهُ، ولا يَقدِرُ أنْ يُخلَّصَ نفسَهُ! هوَ مَلِكُ إِسرائيلَ، فلْيَنزِلِ الآنَ عَنِ الصَّليبِ لِنؤمِنَ بِه! 43توَكَّلَ على الله وقالَ: أنا اَبنُ الله، فليُنقِذْهُ الله الآنَ إنْ كانَ راضيًا عنهُ". 44وعيَّرَهُ اللَّصانِ المَصلوبانِ مَعهُ أيضًا، فقالا مِثلَ هذا الكلامِ. ثم قتلوه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فأي آله يعبدون من حرفوا الإنجيل ثم نراهم بعد ذلك يقدسون الصليب وذلك لسببين أنه حمل إلاههم وكذلك هو دليل خلاصهم لأن إلاههم ما فعل ذلك بنفسه إلا ليخلصهم فبئس العبيد هم لأنهم فرحوا برمز خلاصهم وهو في الحقيقة رمز تعذيب إلاههم ففضلوا نفسهم على إلاههم ولكنها ضلالات لا تستقيم وأي منطق سليم ولا تتفق وأي عقل ولنكتفي بذلك رغم أن الموضوع كبير ولو خضنا في مخالفة ذلك التدين الأرضي للمسيحية للعقل لاحتجنا إلي مجلدات ولكن لنكتفي بهذا القدر والحمد لله على نعمه علينا ظاهرة زباطنة والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
اجمالي القراءات 18354