حدث بتاريخ 13/11/2007
مشهد بلا عنوان

شادي طلعت في الأحد ١٦ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

انه مشهد بلا عنوان و أرجوا منكم أن تضعوا له عنوان .
شاهدت منظرا غريبا بمنطقة هي من ارقى مناطق حي الأهرام بمحافظة الجيزة ، المنظر لم يكن فقط غريبا بل كان مريبا ، كان مرعبا كان يجعل اسئلة معينة تدور في رأس كل من شاهدوه ، و أول تلك الأسئلة - هل نحن في بلد آمن ؟ و الثاني - أين وزارة الداخلية في مصر ؟  و الثالث - هل نحن شعب سلبي الى هذه الدرجة !!!؟
حتى تستوعبوا ما أقول سأروي عليكم ما حدث بتاريخ 13/11/2007 الساعة 11.30 مساءا بحي راقي بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة ، إن المشهد مروع مشهد مخيف فهناك معركة دائرة بين اشخاص يقاربوا المائة شخص ، منقسمين الى عائلتين استعانت  كل عائلة بأشخاص من خارج المنطقة لكنهم أهل لتلك المعارك و أطراف المعركة كانوا شبابا تحت الثلاثين شباب يتقاتل و كأن من يتقاتلون معه عدو الله و الوطن !!! شباب يتقاتل و هو يعلم أنه من الممكن أن يلقى حتفه في المعركة ، و أنا لا أعلم ما المقابل أو ما هي قيمة المعركة !!! معركة مخيفة فلقد رأيت سيوفا تستخدم ، رأيت شوما و عصيان تستخدم رأيت قنابل عبارة عن زجاجات مليئة بالبنزين بها فتيل يشعل و يلقى على الناس و على السيارات و جدت سيارات يتم تكسيرها ، و ما سبب تكسيرها لا أعلم ؟ و جدت شبابا يضرب شباب ضرب للموت لا للتأديب ! وجدت الشارع الذي دارت فيه المعركة مغلق محاله التجارية ، و كأنهم يعلمون أن هناك معركة قادمة وجدت بوابات العمارات مغلقة و كأن البوابين يعلمون بقدوم المعركة سمعت صراخا لنساء تصرخ على فقدان رجالهن أو لقرب فقدان رجالهن ، الواقع أن المنظر كان مخيفا و كأنك تعيش حلما مفزعا و تتذكر أفلام الفتوات للكاتب الرائع نجيب محفوظ و تتمنى عودة الناجي الكبير حتى يحفظ لك الأمن و الأمان و عندما تفيق من غيبوبتك التي ما تلبث أن تذهب سريعا يتبادر الى ذهنك سؤال آخر ، هل نحن نعيش في بلد آمن حقا ؟ ثم تسأل نفسك سؤالا آخر أين قوات الشرطة أين وزارة الداخلية ألم يكونوا على دراية بما سيحدث ؟ ثم سؤال أخير يتبادر الى ذهنك لماذا كل هذه السلبية فينا لماذا نسكت على ما نرى ؟ لماذا شغل كل منا بهمومه و نسي هموم الآخرين ، و لا نتذكر أهمية غيرنا الا إذا كنا و العياذ بالله أصحاب المشكلة ؟
لقد دارت المعركة لعدة دقائق قاربت العشرون دقيقة ، ثم سكت كل شئ و فجأة رأيت سيارة المطافئ ثم رأيت بعض وجوه ضباط الشرطة ، عندها فقط شعرت بارتياح كبير و بدأت الطمأنينة تعود الى قلبي الذي كدت أن أفقده ، و تم اخماد النيران التي كادت أن تشعل الأخضر و اليابس ، و فجأة خرج الجميع من الجحور ، و فتح البوابين أبواب العمارات و الأبراج ، و بدأ أصحاب التلفيات من أصحاب محال تجارية الى الظهور و ظهر أصحاب السيارات التي لاقت الويلات في المعركة دون أي ذنب لأصحابها ، و لا أنكر عليكم أنه كان في قلبي بعض الخوف و الذي لم يكن يمكن ان يزال الا بعد أن اعرف و اتيقن من تلقي أطراف المعركة لجزائهم ، الا أنني في اليوم التالي عرفت الآتي :
أولا / تم القبض على أطراف المعركة و تم عرضهم في اليوم التالي على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات .
ثانيا / علمت أن أصحاب التلفيات و اللذين ليس لهم ناقة و لا جمل في المعركة ذهبوا الى قسم الشرطة للإدلاء بمعلوماتهم .
و توالت الصدمات علي و لا اعتقد انها علي وحدي و إنما على كل من شاهد المعركة . 

و كان أول هذه الصدمات - انكار أصحاب التلفيات في المعركة بعلمهم بالفاعل الحقيقي !!!

و ثاني تلك الصدمات - قيام أطراف المعركة بالتصالح أمام النيابة العامة و الإفراج عنهم !!!

ثالث هذه الصدمات - أن أطراف المعركة يسيرون بين الناس و في المنطقة التي حدثت فيها المعركة بشكل عادي و دون إعتراض من أحد !!!

رابع الصدمات - علمت أن قسم الشرطة قد رفع يديه عن المسألة ملقيا باللوم على السكان و اصحاب التلفيات لإنكارهم معرفة الفاعلين و أطراف المعركة .

في النهاية أصارحكم بأن المشهد لا زال متعلقا في ذهني ، و لا أخفي عليكم أنني قارب اليأس مني جدا لأجد حلا لما رأيت فهل أجد حلا لما رأيت ؟

اجمالي القراءات 12309