القوامة حق للمؤهل لها
الرجال قوامون والنساء قوامات

داليا سامي في الإثنين ١٩ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

قرات القرآن كثيرا وانا اعرف (بنظام الاحكام المسبقة )
ان بيني وبينة حجاب وهو قول العلماء والفقهاء وكبارهم وصغارهم
توقعت انى لن افهم منة شئ الا بافتائهم كما حلا لهم ان يوهمونا !!!


ثم استرجعت نفسي ولاول مرة اقراءه بقلبي وعقلي وضميري
وواضعه ثابت امامى ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي


فهدمت امامى كل ما افتراة رجال الدين على الاسلام بغير حق
وجعل كل الشعوب تقرن الاسلام بالوحشية وسفك الدماء
واقصاء الاخر وتمييز الرجل وقتل المخالف وتقطيع ايديه وارجله من خلاف !!!


فعلى سبيل المثال وليس الحصر ..

قرأت تفسير آية ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله
بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم )

اجتمع القرطبي وابن كثير والجلالين فى تفسيرهم بالاتي ..

الرجال قوامون (مسلطون ) يؤدبون النساء ومفضلون عليهم
لان الرجل افضل من المرأة والرجل خير من المراة فى العلم والعقل والولاية !
ولهذا اختص الله الرجال بالنبوة.. حتي ذهب بعضهم في نهاية التفسير
لان الرجل خير من المرأة فى الدنيا والآخرة!!!!!!!!!!!!


وقال ابن كثير (1/653) :
( يقول تعالى : "الرجال قوامون على النساء" أي الرجل قيم على المرأة ،
أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت
، " بما فضل الله بعضهم على بعض" أي لأن الرجال أفضل من النساء
، والرجل خير من المرأة ، ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال ) انتهي


فهل كل ذلك استنبطة من كلمة قوامون ؟ هذا التفسير يدل على ظلم بين
وما ربك بظلام للعبيد .. فلو قرأنا الاية الكريمة بكل حيادية وشفافية
لا لنزعة ذكورية او انثوية وليس كما يحلو لاهوائنا لوجدنا

قوام فى المعجم الوجيز : القائم على الشأن ومدبر الامر
لا المتسلط ؟ وهناك فرق بالمعنيين كبير


وعلية تكون القوامة كما هو واضح وظيفة وليس صفه
فلا يكون بها الرجل افضل واخير .. بل مؤهل لها لاسباب بينها الله

فجعل الله وظيفة القوامة اى القيام على الامر وتدبير الشأن للرجل
لما فضلة الله من صفات جسمانية وتحملية لاعباء الحياة
وبما انفقوا من اموالهم ..

وعلية تسقط القوامة ان لم يدير شأنها وينفق عليها
ولا علاقة للعقل والعلم بذلك لان المرأة قد تكون
اكثر علما من الرجل وعقلا لان العلم صفات مكتسبة من الحياه
لا من تركيب الجسد واختلاف الاعضاء

كذلك فكلمة فضل بعضكم على بعض
اى ان الله فضل صفات للرجل على المراة
وفضل صفات للمراة على الرجل .. فلم يقل الله تعالى
( بما فضل الله الرجل على المراة ) في شكل مطلق
بل فضل بعضكم على بعض فى شكل نسبي

لان المراة مفضلة على الرجل فى قوة التحمل الروحي
فاصبحت قوامه ( مكلفة ) بالحمل والوضع والرضاعه
والقيام على تحمل خدمه الرضيع بكل صبر ..
كما ان المراة الام مفضلة على الرجل الاب ..

المضحك انى بحثت فى تفسيرهم على كلمة قوام مرة اخري
فى الآية الكريمة ( كونوا قوامين بالقسط شهداء .. )

ففسروها كالآتي
(كونوا قوامين )بالقيام وتدبير الشأن (بالقسط ) اى بالعدل

فلما كانت قوام هنا يعني الرجل مسلط و خير وافضل
وهنا قوام مجرد وظيفة يجب ان تتبع وتتحلى فيها بالعدل ؟؟

اما الانبياء هم اصطفاء الله لبعض البشر على بعض
لدور مؤهلين لة بغض النظر عن النوع والذكورة
لان الله اصطفي مريم على نساء العالمين
كما اصطفي الرسل على الرجال الاخرين
كما اصطفي من الملائكة رسل اخري ..

و كما ان الانبياء من الرجال
فهناك مريم وآسيا وفاطمة وخديجة من النساء

وكما ان الانبياء الاتقياء رجال .. ففرعون وهامان وابو جهل وابو لهب رجال
وغيرهم من رؤوس الفتن والكفر والشرك والفواحش كقوم لوط
وسبب معظم كوارث الارض من حروب ومجاعات وعدوان بسبب الرجال ..


وقال ابن كثير في تفسيره (1/363) : " وللرجال عليهن درجة "
أي في الفضيلة في الخَلق والخُلق والمنزلة وطاعة الأمر
والإنفاق والقيام بالمصالح والفضل في الدنيا والآخرة ) انتهي


اصل الاية (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
وللرجال عليهن درجة )

فهذة آية المساواة فى الحقوق والواجبات
فلها مثل ما عليها وهذا هو عدل الله


وللرجال عليهن درجة هي درجة القوامة
التي اشارت اليها الاية السابقة ( الرجال قوامون على النساء )


وهناك بعض العلماء مثل الدكتور احمد صبحي يقولون ان هذة الاية
تخص حقوق المرأة فى حالة الطلاق فلها حقوق مثل ما عليها
وللرجل درجة هو حق ان يردها اى حكم لة ظروفة ووقتة المحدد .



وهكذا انزلق ابن كثير واصحابة فى تحميل الايات القرآنية بمعاني
وتصورات وتفسيرات هي فى حقيقة الامر تعبر عن ثقافتهم حينذاك
وليست من القرآن في شئ فقبل ان يقولوا قول يجب ان يستدلوا علية بالقرآن
فاين لهم هذا التفضيل للرجل فى الخَلق والخُلق !!
هذا معناه ان الرجل خلوقا عن المراة واجمل منها واعلى منها منزلة ؟
فاي عقل وعدل يقول ذلك !! وكمان فى الدنيا والآخرة !!

باي شئ .. بهبة الله ؟ الله لم يهب احد فضل دنيوي واخروي الا بالعمل
الفضل الوحيد يكون فى الصفات الجسمانية والروحية ومدي تناسبها
مع العمل المكلف بة وهذة هي عدالة الله سبحانة وحكمتة


قال تعالى
من عمل صالحا من ذكر او انثي وهو مؤمن
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون
سورة النحل - الآية 97

فستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عاملا منكم
من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض
سورة آل عمران - الآية 195

ومن يعمل من الصالحات من ذكر او أنثي وهو مؤمن
فأولئك يدخلون الجنة ولايظلمون نقيرا
سورة النساء - الآية 124


من عمل سيئة فلا يجزي إلا مثلها ومن عمل صالحا
من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة
يرزقون فيها بغير حساب
سورة غافر - الآية 40


ياأيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وخلق منه زوجهاوبث منهما رجالاً كثيراً ونساء
سورة النساء - الآية 1


واخيرا هناك آية جاء بها الرسول علية السلام من 14 قرن
لو وضعت فى ميثاق حقوق الانسان الاقرها العالم المتقدم
في 12 اغسطس عام 1949 لاحتوته
آية واحده شاملة وجامعه تلغي اى تفضيل بسبب الجنس او النوع

قال تعالى ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثي
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم )
سورة الحجرات - الآية 13

وهنا اكرمكم هو الافضل والمكرم عند الله بالمعني الحق..
فالذكر والانثي وكل الشعوب والحضارات والقبائل متساوية
وخيارهم عند الله هو اكثرهم تقوي وعمل صالح وخدمة للانسانية..

اجمالي القراءات 46765