الفرق بين لعنة الله على أحد ولعنة الملائكة والناس عليه .
سؤال مهم ::
هل ممكن بيان معنى -اللعن - فى الآية القرءانية ((أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) 87 آل عمران ،؟؟
==
التعقيب :
أكرمكم الله
وردت الآية الكريمة فى سياق الحديث عن مجموعة آمنت بالله وبالإسلام وبرسالة الإسلام ثم إرتدوا وكفروا ((كَيۡفَ يَهۡدِي ٱللَّهُ قَوۡمٗا كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ وَشَهِدُوٓاْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقّٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ (86) أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُمۡ أَنَّ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةَ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ (87) خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ (88) إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ (89) إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّن تُقۡبَلَ تَوۡبَتُهُمۡ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ (90) إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡ أَحَدِهِم مِّلۡءُ ٱلۡأَرۡضِ ذَهَبٗا وَلَوِ ٱفۡتَدَىٰ بِهِۦٓۗ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ (91) )) آل عمران .
فهم هنا أمام خيارين فى حياتهم ..إما التوبة والعودة للإيمان بالله وجده لا شريك له .وهنا سيتوب الله عليهم ويغفر لهم ما قد سبق ... وإما لو ظلوا على كُفرهم فعليهم (اللعنة من الله )) واللعن من الملائكة والناس وهى تحقير وسخرية وإستهزاء بالكافرين وتوبيخ لهم يوم القيامة وهم فى النار. وكأننا نقول مثلا (فلان هذا حمار لأنه لا يعرف مصلحته ويُصر على السير فى الطريق الخطأ حتى حدث له ما حدث من كوارث ) ..فهذه هى لعنة الناس والملائكة للكافرين سواء كانت لعنتهم لهم فى الدنيا أو فى الآخرة بعدما يدخلون النار. وأنا أميل إلى أنها ستكون فى الآخرة .
أما (لعنة الله عليهم ) فهى غضبه سبحانه وتعالى عليهم وطردهم من رحمته سبحانه ،وإحقاق كلمة العذاب عليهم بإدخالهم النار خالدين فيها أبدا بسبب كُفرهم بالله جل جلاله فى الدنيا ....فهنا اللعنة هى عذاب الله للكافرين الذين آمنوا ثم كفروا . فلعنة الله على الكافرين هى عذابه لهم ، وأما لعنة الملائكة والناس على الكافرين فهى سخرية وتحقير وتوبيخ لهم على إصرارهم على السير فى طريق الضلال .
==
وفى هذه الآية الكريمة دليل آخر على منع وتحريم وتجريم محاسبة المرتدين على إرتدادهم فى الدنيا ،و,منع أن يتدخل أحد مهما كان فى حريتهم الدينية وإنما نترك حسابنا وحسابهم على الله يوم القيامة .
==
وأيضا (لعنة الله على الكافرين تنسحب أيضا على لعنته سبحانه وتعالى للظالمين والفاسقين والمُجرمين ومن على شاكلتهم ) فهى عقابه لهم بجهنم يوم القيامة .