نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم

رضا البطاوى البطاوى في الخميس ٢١ - مارس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم
صاحب المقال أبو ميثم العنسي وهو يدور حول أحداث أخر يوم في الدنيا وقد تساءل فقال :
كيف ستكون نهاية العالم يا ترى؟
وذكر خوف الإنسان من المجهول بالنظر للسماء وما فيه ولذا عبد مخلوقاتها خوفا منها فقال :
"لطالما نظر الإنسان قديماً إلى السماء بعين الخوف و الوجل، خوفاً مما قد تخفيه السماء من أمور قد تنهي الحياة على هذه الأرض.
ونتيجة الخوف من المجهول القادم من السماء عبد الإنسان الشمس والقمر والزهرة والمشتري وزحل لتحميه وتحرسه من العذاب المرتقب، لذا عندما كانت تحدث العلامات الكونية من كسوف الشمس وخسوف القمر كان يخرج الناس ليطبلون ويرقصون لتصرف عنهم الآلهة السوء والبلاء، بل ويقدمون أجمل بناتهم أضاحي كي ترضى عنهم ولا تغضب عليهم كذلك آمنوا بقوة النجوم والكواكب وان وجود النجوم والكواكب في أبراج معينة قد يعني خيراً آتي أو شراً قادم."
وهذه المقولة خاطئة فالإنسان الأول وهو آدم (ص)كان عالما بالله وعبده ولم يكفر هو ولا أولاده ولا عبدوا تلك المخلوقات خوفا ولا من غير خوف لأن العلم كان موجودا كما قال تعالى :
" وعلم آدم الأسماء كلها"
وقال :
" علم الإنسان ما لم يعلم"
وأرجع العنسى عبادة المسلمين لله غلى خوفهم من نزول عذاب عليهم من السماء فقال:
"حتى في الأديان السماوية يعبد الناس رب السماء والأرض الحافظ لهم من الأهوال والمصائب التي قد تتنزل عليهم عذاباً من السماء، فالمسلمون يصلون صلاة الخسوف و الكسوف (صلاة الآيات) إذا كسفت الشمس أو خسفت القمر أو حدثت علامات كونية."
قطعا المسلم يخاف من عذاب الله سواء في الدنيا أو في ألاخرة كما قال تعالى :
"ويخافون سوء الحساب"
وقال :
"ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا "
وحدثنا العنسى عن فزعة الناس من حدث كما يزعمون في زمن الدول الفاطمية فقالا ناقلا عن ابن إياس :
"شاهد الناس برعب اضطراب حركة النجوم في كتاب (بدائع الزهور في وقائع الدهور) لإبن إياس ذكر إحدى تلك الأحداث الكونية التي وقعت في عهد الدولة الفاطمية في مصر، حين شاهد الناس اضطراب في حركة النجوم وبدأت النجوم تتناثر ثم تتساقط في اتجاه الغرب مما أرعب الناس وظنوا أن الساعة قد حانت و أن نهاية العالم قريبة لا محالة، فأخذ الناس يودع بعضهم بعضاً ويلجئون لله تعالى بالصلاة والدعاء، حتى قطاع الطرق والمجرمين توجهوا إلى المساجد ليغفر الله لهم جرائمهم و أفعالهم السيئة.
ومن المحتمل أن ذلك حدث نتيجة إقتراب المجموعة الشمسية من أحد الثقوب السوداء الموجودة في مركز مجرة درب التبانة، فالثقوب السوداء تمتلك جاذبية هائلة تمنع حتى الضوء من الإفلات منها، فكان تأثيره حينها في أن يشاهد الناس النجوم و هي تتناثر و تتساقط في إتجاة ذلك الثقب، و يقيناً أنهم في ذلك العصر لم يكونوا يعلمون شيئاً عن المسافات الهائلة التي تفصلنا عن النجوم، و أن النجوم لم تتأثر إطلاقاً، بل كان الأثر في ضوءها الذي يسافر في الفضاء لألآف وملايين السنيين الضوئية، ولو افترضنا أن هذا ما حدث فإن ذلك الثقب الأسود كان يبعد عن الأرض أكثر من ألف سنة ضوئية و لو كان قريباً بمسافة بضع سنوات ضوئية لكان ابتلع الأرض وقتها و لما عشنا حتى نرى هذا اليوم."
ثم ذكر حدثا اخر لم يحدث ذكره صاحب كتاب حوليات يمانية فقال :
"كذلك في كتاب (حوليات يمانية) و الذي يحكي عن تاريخ اليمن في القرن التاسع عشر، ذكر الكاتب المؤرخ أن الناس في صنعاء شاهدوا في الليل نجماً أخذ في التضخم لثلاثة أيام ثم انفجر كإنفجار المفرقعات بلون أخضر ملأ الأفق في السماء و استمر في إشعاعه الأخضر البراق لمدة أسبوعين، و بالمثل لما حدث في مصر في كتاب إبن إياس أخذ الناس في توديع بعضهم بعضاً و لجأوا لله بالتضرع و الصلاة و البكاء، و لا أدري ماذا كانوا سيعملون لو علموا بعدها أن ذلك النجم قد إنفجر قبل الآف السنين و أن ما وصل لهم لم يكن إلا الضوء الذي سافر في الفضاء لألآف السنين حتى وصل إليهم.
كتب التاريخ تغص بحوادث فلكية ارعبت الناس وجعلتهم يظنون ان الساعة قد حانت"
قطعا ما يذكر في تلك الكتب هو حكايات بلا أساس فلا توجد نجوم تتساقك أو تناثر أو تموت لأن الله قد جعل أحد قوانينه الكونية عدم سقوط السماء أو ما فيها على ألأرض فقال :
"ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه"
وبين لنا أن السماء سقف محفوظ فقال :
" وجعلنا السماء سماء سقفا محفوظا "

ومن ثم المحال أن يخرج شىء من السماء فيصل للأرض والشىء الوحيد الذى يحدث وهو لا يصل للأرض هو اهلاك الجن المتسمع للأخبار بالشهب الخارجة من النجوم كما قال تعالى :
"إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب"
وتحدث الكاتب عن أخطار السماء وأنها لا محالة أن تنزل على الأرض في أى زمن فقال :
ولكن عزيزي القارئ: هل نحن فعلاً في أمان ونحن على سفينة الأرض التي تسير في فلك مليء بالنيازك والكويكبات العملاقة والثقوب السوداء العملاقة ذات الجاذبية الهائلة؟
كويكب شوميكار ليفي 9 على سبيل المثال و الذي كان يسير في الفضاء بسرعة 60 كيلو متر في الثانية ضرب المشتري في عام 1994م محرراً طاقة تعادل 50 مليون قنبلة نووية (من النوع الذي سقط في هيروشيميا) في أول رصد لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا لإصطدام جرمين فضائيين في مجموعتنا الشمسية، والذي بالرغم أن العلماء لم يشاهدوا الإصطدام مباشرة لوقوعه في الجانب المختفي من المشتري، إلا انهم شاهدوا الغازات الناشئة من الإنفجار (غازات تشبه السحابة الناشئة من إنفجار نووي) والتي تصاعدت من حافة المشتري، وبعد دقائق قليلة تم مشاهدة بقع غامقة تبلغ أقطارها 12000 كيلومتر مربع، وظلت تلك البقع عدة أشهر قبل إختفاءها. "
الخبل في كلام العنسى هو أن من تحدثوا لم يروا شيئا من الانفجار وهو قوله " والذي بالرغم أن العلماء لم يشاهدوا الإصطدام مباشرة لوقوعه في الجانب المختفي من المشتري"
ومع هذا يؤكد وقوع الانفجار رغم عدم رؤيته
وهو يقول أن البقع الانفجارية استمرت شهورا ثم اختفت وهذا الكلام لو صدقناه فهو لم يهلك المشترى واختفى أثره حسب كلامهم
ولو افترضنا حدوث الاصطدام الذى لم يقع فالمفترض هو هلاك جوزء من المشترى لن يعود كما كان ولكن كما قال ا، الانفجار أختفى وهذا معناه أن تلك الغزات لم تكن انفجارات وغنما كانت سحب هذا لو صدقنا ما يقولون لأن أى انفجار يولد تغير في سطح التربة يظل موجودا لا يزيله شىء
وتساءل عن الاصطدان بالأرض فقال |:
"(ماذا لو إصطدم بالأرض؟!).
كوكب المشتري بجاذبيته الكبيرة يشكل سداً حاجزاً للأرض من تلك النيازك و الكويكبات، والذي لولاه لما كانت الحياة كما هي الآن على الأرض بالرغم من تحرر بعض النيازك و الكويكبات من جاذبية المشتري باتجاه الأرض، و لا أجد مبرراً لعدم اصطدامها بالأرض إلا رحمة الله الحافظ، في حين نجد أن القمر المجاور لنا تنتشر في سطحه آثار النيازك التي تصطدم به باستمرار..."
وهنا يتحدث عن شىء لم يشاهده هو أو غيره عن أن النيازك التى لا وجود لها تركت آثارها على القمر والمفروض ان النيازك هى كتل صلبة تسقط من أعلى والجسم إذا سقط من أعلى لابد أن يكون ظاهرا ككتلة او صخور متفتتة فوق سطح التربة وليس حفر على أرض القمر أو غيره
وتحدث عن الثقوب السوداء التى لم يرها أحد فقال :
"بالنسبة لي أرى أن الأكثر رعباً ليست النيازك، بل هي الثقوب السوداء التي قد تقترب من مجموعتنا الشمسية، فلو افترضنا دخول ثقب أسود في مجرتنا بمسافة 1000 سنة ضوئية من مجموعتنا الشمسية، فسوف يبدأ الثقب الأسود بالحركة داخل المجرّة وسنلاحظ أنّ مسارات النجوم التي يسير بالقرب منها قد تشتت واختلفت، وبما أنّ مجموعتنا الشمسية تدور حول مركز المجرّة فسيتغير مسار المجموعة الشمسية حول مركز المجرّة إذا اقترب الثقب الأسود منها، ولكنّ تغير مسار المجموعة الشمسية حول مركز المجرّة لن يكون ذا تأثير كارثي على الحياة في كوكب الأرض حتى لو كنّا في مسار اصطدام مع الثقب الأسود ذاته، فإنّه سيكون لدينا بضع مئات الآلاف من السنوات حتى نقطع تلك المسافة لنصل للثقب الأسود وبداية الكارثة الحقيقية.
و لكن ما هي الكارثة الحقيقية؟
نظريا الثقب الاسود بامكانه ابتلاع المجموعة الشمسية بكل سهولة .. مؤخرا اكتشف العلماء ثقب اسود اكبر من الشمس بـ 17 مليار مرة ما أن يكون الثقب الأسود على مسافة تُقدر ببضع مئات مرات المسافة بين الأرض والشمس ستبدأ مسارات الكواكب بالتشتت والاضطراب بشكل ملحوظ وبالطبع مسار الأرض أيضًا، وعندها سيبدأ كل شيء بالتجمد أو بالانصهار وبسرعة شديدة؛ وذلك حسب ابتعادنا الشديد أو قربنا الشديد من الشمس. هنالك عدة سيناريوهات قد تحدث فيما بعد، فقد تسقط الأرض داخل الشمس، أو قد نُطرد خارج المجموعة الشمسية كلها وندور في مسار حول الثقب الأسود ذاته، أو قد يبتلع الثقب الأسود كوكب الأرض.
و لكن إذا ما اقترب الثقب الأسود من الأرض بمسافة تساوي تلك التي تفصل بين الأرض والشمس، عندها ستُمزق جاذبية الثقب الأسود كوكب الأرض نفسه وستمر بضع سنوات على الأقل حتى يتغير مسار الأرض حول الشمس وعندها سيتجمد أو ينصهر كل شيء حتى يقترب كوكب الأرض من الثقب الأسود بدرجة كافية فيتفتت.
وبعدها سيبتلع الثقب الأسود البقايا التي كانت يومًا ما هي كوكب الأرض.
و لكن بالنسبة لنا ما الذي سنشاهده من على سطح الأرض قبل اللحظات الأخيرة لدخولنا الثقب الأسود؟"
الرجل يحدثنا وكأن الثقوب السوداء لها وجود وكأن أحد من البشر رآها بصورة ما بينما الكل كلها مجرد نظرية اخترعها أحدهم وهو على الأرض
وكل ما ذكره مجرد افتراضات لن تحدث وحتى في يوم القيامة لا يوجد ما يسمى ابتلاع الثقب الأسود لكل شىء بدليل أن الملائكة الثمانية تظل باقية تحمل العرش وبدليل بقاء الجنة والنار
حدثنا الرجل عن أن الحادث هو :
"سوف نشاهد السماء و كأنها تنفطر في شكل ثقب (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ)، و ستتناثر الكواكب عن مساراتها (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ)، سينطفئ ضوء النجوم بجاذبية الثقب الهائلة و حتى ضوء الشمس سيختفي (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ)، ستتحطم القشرة الأرضية بالزلازل العنيفة (إِن زَلزلةَ الساعةِ شيءٌ عظيم)، وستتحرك معها الجبال في البداية بقوة الجاذبية (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) ثم ستتفتت و تصعد بإتجاه الثقب (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا)، و ستتبخر البحار بفعل خروج المواد المنصهرة بغزارة من باطن الأرض (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ)."
وما قاله يتعارض مع أن الحادث هو أن السموات بدلا من كونها سبعة تنضغط وتكون سماء واحدة كما كانت في البداية فهى تطوى كما يطوى السجل الكتب كما قال تعالى :
"يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده"
ومن ثم فالمادة تبقى ولا تتحول إلى عدم أو نقطة صغيرة
وتحدث عن فزع الناس وخوفهم فقال :
"حال الناس عند نهاية العالم .. حوف وهلع والموت الزاحف الى كل مكان ولا أجد وصفاً لخوف الناس وقتها إلا قوله تعالى: (يومَ ترونها تُذهلُ كلَ مرضعةٍ عما أَرضعت وتضعُ كل ذاتِ حملٍ حملها وترى الناسَ سُكارى وما هم بسُكارى ولكنَ عذابَ اللّهِ شديد)."
وتساءل عن كون القيامة دخول الكون قى ثقب أسود فقال :
"فهل ستكون نهاية العالم و قيام الساعة دخولنا في ثقب أسود؟!
وأجاب بأنه لا أحد يعلم فقال :
"لا تخف عزيزي القاريء فحدوث ذلك صعب جدا و لكن التفكير فيه ممتع و شيق.
وحده الله يعلم فيما إذا كان تشكُل ثقب أسود في المجرات المختلفة وابتلاعه لنجوم وكواكب يعني قيام الساعة في أنظمة شمسية و كواكب قد تكون مشابهة لنظامنا الشمسي وكوكبنا الأرض في عوالم أخرى لها أنظمتها و حياتها الخاصة، و لها آدمها و شيطانها و إنسها و جنها الخاص بها."
وهو ما يعنى المقال مجرد تخاريف شغلنا الرجل بها دون ان يكون لها ظل من الحقيقة

اجمالي القراءات 1117