قال الله عز وجل (إِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)الانفال)
اسرائيل دائما تخسر في جميع محاولاتها في فرض السلام بالمنطقه مع مساندة و وساطة امريكية , وكان زعماء طوق تشترط على اسرائيل من اجل الدخول بالمفاوضات واتفاقيات السلام ان تحقق نصر عسكري. من اجل التغلب على مشاعر الجماهير وامزجتهم تم صناعة نصر معنوي وهمي لاقناع هذه الشعوب التي تهدد كرسي رئيس الجمهورية بالانقلاب الشعبي او الانقلابات الداخلية.
لاجل فرض السلام كانت معركة 1973 التي تدعى في سوريا حرب تشرين التحريرية وفي مصر حرب أكتوبر كان اتفاق اسرائيل مع انور السادات و حافظ الاسد لاعطاء الشعوب العربية نصر مصطنع من خلال احتلال شريط قناة السويس الذي يسمى خط بارليف وبعدها تستطيع الانظمة العربية تبرير دخولها للمفاوضات وصولا للسلام. الاشكلية كانت لاسرائيل ليست التضحيه بالجنود في هذه المسرحية او خسارة المعدات والذخيرة هو المقلق بل كان شرط اسرائيل والغرب ان لا يكون سبب النصر هو تفوق السلاح السوفيتي. قدمت الانطمة العربية القبول والايجاب لهذة المسرحية و طرد السادات 15 الف خبير روسي. رئيس الأركان المصري سعد الدين الشاذلي عندما تجاوز خط بارليف و كسر الاتفاق السياسي كشرت اسرائيل عن انيايها وسحقت الدبابات واعطى السادات الثغرة لاسرائيل لخدمة المتفق علية سياسيا. ارى ان هذه المسرحية مبرره لفرض السلام على هذة الشعوب العاطفية الرافضة لفكرة السلام (مع ان الرسول محمد علية السلام جنح للصلح مع قريش ) مع مكاسب فخامة الرئيس للاموال التي قدمتها الدول العربية لدعم حرب 1973.
الخبث الاسرائيلي يتلخص بالحفاظ على العدو المفيد حماس ونظام الاسد. لا يوجد لدى اسرائيل جدية في التخلص من حماس لان اسرائيل تضمن ببقاء حماس عدم الجلوس مع المنظمة الفلسطينية وحل للدولتين وتحت ارهاب حماس تستطيع اسرائيل الاستمرار بالتهجير وقضم الارض وصعود اليمين المتطرف وتحويل اسرائيل الى دوله دينية والقضاء على علمانية الدولة. شرط نظام الممانعة السوري وهو الاسد ضمانات وتامين له ولابنائة للحفاظ على كرسي الرئاسة السوري من اجل قبول السلام مع اسرائيل. الامريكي قام بقتل ابن حافظ وهو باسل الاسد هي رسالة مفادها لا يوجد لدينا ضمانات. الامريكان يريدون اغلبية شعبية تقبل بالسلام مع اسرائيل وهذا لن يتحقق الا عندما تتحول الحياة السياسية داخل سوريا الى ديمقراطية وهذه الديمقراطية ستنهي حكم الاسد. الاسد العدو المفيد لن يستطيع الدخول في حرب مع اسرائيل لانها من الممكن ان تؤدي الى انقلاب على الاسد وفي حال الانتصار وتحقيق السلام سينتهي قانون الطوارئ وسيزول حكم الاسد. اذن لا سلام ولا حرب سيبقي الاسد متربع على كرسي الحكم واسرائيل ستقضم الجولان.
الخلاصة : مكاسب النصر الزائف في احتلال خط بارليف, اولا : مكسب اسرائيل هو تحقيق السلام من اجل الحفاظ على وجودها بين اغلبية عربية مسلمة خارجيا وعرب يهود ومسلمين في الداخل. ثانيا : مكسب امريكي فهو يريد ان يوقف الخسائر الاقتصادية الفادحة من جراء اغلاق قناة السويس التي كانت تجبر السفن للدوران حول افريقيا مرور براس الرجاء الصالح. ثالثا: مكسب انور السادات هو الاستمرار في ركوب الشعب بصفتة البطل والمنتصر و رجل سلام في المنطقة وانهاء خصومه داخل الجيش المصري الذي يهدد دائما قرارات رئيس الجمهورية. مكاسب اسرائيل في الحفاظ على محور المقاومة هو الاستيلاء على الجولان وما بعدها. السلاح على حساب التعليم والصحه جند ليكون دفاع عن الانظمة الفاسدة و رشوة للغرب ويستخدم كحقل تجارب على الشعوب البائسة.