القاموس القرآنى : معانى ( ظـهــر ومشتقاتها ) في القرآن الكريم

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : معانى ( ظـهــر ومشتقاتها ) في القرآن الكريم

أولا :

( ظـهــر ومشتقاتها ) بمعنى الوضوح

 الظاهر ( الواضح ) عكس الباطن ( الخفى )

( من أسماء الله جل وعلا الحسنى ).

عن ذاته قال جل وعلا : ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ) الحديد:3 ). سبحانه جل وعلا هو ( الظاهر) وضوحا بقدرته فى الخلق وفى بديع صنعه ، وهو ( الباطن ) الذى لا يراه مخلوق . قال جل وعلا : ( بَدِيعُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) الانعام ).

السور الفاصل بين المتقين والمنافقين يوم القيامة

قال جل وعلا :

(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)الحديد:13 ). سور باطنه الرحمة للمؤمنين وباطنه من الناحية الأخرى عذاب للمنافقين . كانوا فى الدنيا معا ، ولكن جاء الفصل بينهما فى الآخرة . لا يسرى هذا على من تاب من المنافقين توبة صالحة نصوحا مقبولة ، يوم القيامة سيغفر الله جل وعلا لهم وسيكونون ( مع المؤمنين ) بلا سور يحول بينهم . قال جل وعلا : (  إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) النساء )

 نعم الله جل وعلا الظاهرة والباطنة

قال جل وعلا :

(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) لقمان:20 ) لا نستطيع حصر نعم الله جل وعلا ( النحل 18) ( ابراهيم 34 ) منها النعم الظاهرة الدنيوية فى الصحة والثروة، ومنها النعم الباطنة، وأعظمها القرآن الكريم ، فمن أسماه (النعمة). ورد هذا فى الآيات التالية:(ابراهيم 28 )( العنكبوت 67 ) ( الطور 29 ) ( القلم 2 )( الضحى 11 ) ( المائدة 3 )

 فى نوعى الإثم

قال جل وعلا :

(وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ) الأنعام:120 ) . آثام ظاهرة يجاهر بها أصحابها ، وهناك من يستخفى من الناس ولا يستخفى من الله جل وعلا : ( النساء 108 ).

(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) الأنعام:151 ).

(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) الأعراف:33 ). هناك فواحش ظاهرة يجاهر بها مرتكبوها وهناك فواحش فى علاقات سرية .

بمعنى الواضح بدون مقارنة بالباطن

قال جل وعلا :

فى تشريع الزينة للنساء (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا  )النور:31 ) . أى ما يظهر من زينة الثياب والماكياج على الوجه .

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ )الروم:41 ) . التلوث البيئى ظاهر مُعلن بسبب فساد البشر .

(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ)غافر:26 ) . الفرعون ـ أى فرعون ـ يرى الحق باطلا والباطل حقا . فرعون موسى موصوف بالفساد ( القصص 4 ) ولكنه يريد أن يقتل موسى معتقدا أن موسى مفسد .

عن موسى وهارون :(قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ)القصص:48 ) وصفوا موسى وهارون بالساحرين اللذين أظهرا السحر أمامهم .  

فى عدد الفتية من أهل الكهف

(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً)الكهف:22 ) المراء الظاهر هو النقاش الواضح .

فى علوم الدنيا المادية الحسية مع الغفلة عن غيب الآخرة(يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)الروم:7 ) . نحن نعلم ما نصل اليه بالحواس وبالمناظير ، أى ( عالم المُشاهدة ). أما عالم الغيب فلا نعلمه .

فى قرى قوم سبأ (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّاماً آمِنِينَ)سبأ:18 ). قرى ظاهرة يمرون بها فى سفرهم .

فى مزاعم الكافرين

(أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنْ الْقَوْلِ ) (الرعد:33 ) . يقولون أقوالا ظاهرية لا يفهمونها .

عن أكاذيب المنافقين ووضوع أمرالله جل وعلا بفضحها (لَقَدْ ابْتَغَوْا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ)التوبة:48 ).

فى حفظ الله جل وعلا للقرآن الكريم واضحا مبينا للدين الاسلامى مفارقا لغيره من الدين الشيطانى ، مهما حاربوه وكرهوه فهو ظاهر ، والظهور هنا يعنى البيان ويعنى الانتصار  : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)التوبة:33 )

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً)الفتح:28 )

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)الصف:9 )

الكشف والإعلام والتوضيح

(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)التحريم:3 )كان شيئا سريا فأظهره الله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام .

(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً)الجن:26 ) النبى محمد لم يكن يعلم الغيب ، وليس له أن يتكلم فيه ( الأعراف 188) ( الأنعام 50 ) ( الأحقاف 9 ).

ثانيا :

( ظهر) فعل بمعنى إعتلى ظهر شىء أو صعد عليه

قال جل وعلا :

عن يأجوج ومأجوج بعد أن بنى ذو القرنين السّدّ فوقهم وردمه عليهم : (فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً)الكهف:97 )

(وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ)الزخرف:33 ) هذا مثل المصاعد فى المبانى متعددة الأدوار .

ثالثا

ظهر ومشتقاتها بمعنى الغلبة والانتصار والمناصرة والتأييد

الظاهر بمعنى المنتصر الغالب

قال جل وعلا :

دون ذكر المغلوب :

(وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ )الأحزاب:26 ) يهود بنى قريظة ظاهروا أى ساندوا الأحزاب فى حصارهم المدينة .

قول مؤمن آل فرعون لقومه : (يَا قَوْمِ لَكُمْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا  )غافر:29

أنصار عيسى المنتصرون على عدوهم فى حرب أشار اليها رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)الصف:14 )

ذكر الغالب وذكر المغلوب ( ظهر على ) أى ( إنتصر على ) :

فى قول الفتية من أهل الكهف عن قومهم : (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً)الكهف:20

عن ناقضى العهد مع النبى فى مكة   

(كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً ) التوبة:8 ). لاحظ ( يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ )

(ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  )البقرة:85 ) . لاحظ ( تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ )

الفعل ( ظاهر على ) بمعنى أيّد ونصر فريقا ووالاه ضد فريق أخر خصما له

(إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)الممتحنة:9 ) هناك من أخرجهم ، وهناك من ( ظاهر ) على إخراجهم ، أى أيّد وساند وناصر .

(إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)التوبة:4 ) ( وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً  ) أى لم يساعدوا عدوكم فى حربه لكم.

(إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)التحريم:4 ) هذا عن زوجتين من أزواج النبى ( يبدو أنهما عائشة وحفصة). ( تظاهرتا على )النبى وإتحدتا عليه .

( ظهير على )

(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً)الفرقان:55 ) . الكافر ( ظهير على ربه جل وعلا ) . الله جل وعلا لا يشرك فى حكمه أحدا: ( مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26) الكهف  ) ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2) الفرقان ). ومع ذلك فقد إتّخذ المحمديون أولياء مقدسين جعلوهم شركاء لله جل وعلا فى التقديس وفى العبادة وفى الألوهية وفى التحكم فى الدنيا وفى الآخرة .

( ظهير ل ) اى المؤيد والنصير والمساعد والمعاون 

( قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)الإسراء:88 ) ( بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) أى مؤيد ومشارك ومساعد .

عن موسى عليه السلام :(قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ)القصص:17 ) ( ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) أى مؤيد ومشارك ومساعد .

(وَمَا كُنتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكَافِرِينَ)القصص:86 ) نهى للنبى محمد يؤكّد عدم عصمته باسلوب التأكيد: ( فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكَافِرِينَ) ، أى لا يكونن مؤيدا للكافرين على ربه جل وعلا .

(قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ)سبأ:22 ) . ( وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) أى ليس لله جل وعلا نصير أو مساعد .

رابعا :

بمعنى ( الظهر ) أى السطح الخارجى

الظهر ( الإسم ) ظهر الشىء

على الحقيقة

(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ) فاطر:45 ) . أى على سطح الأرض .

(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ ) الشورى:33 ) هذا عن السفن فى البحر ، إذا سكن الريح لم تتحرك السفن على سطح البحر .

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ)الإنشقاق:10

على المجاز (الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ)الشرح:3 ) . ليس الظهر هنا على حقيقته بل تعبير مجازى .

وراء الظّهر كناية عن الهجر والترك

(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً ) هود:92 ) التعبير هنا مجازى بمعنى عدم تقديس الرحمن جل وعلا .

خامسا :

وقت الظهيرة

قال جل وعلا :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ )النور:58 ). الصلوات الخمس بمواقيتها وشكلها وما يقال فيها هى متوارثة من ملة ابراهيم . ونزل القرآن الكريم ببعض التصحيح والاضافات ( الطهارة ، صلاة الخوف ). وكانوا يسألون النبى عن أشياء كثيرة كانت محل تساؤل ، ولكن لم يسألوه عن الصلاة لأنه لم يكن فيها خلاف . جاء وضع الثياب وقت الظهيرة هنا بمعنى القيلولة .

ونفس المعنى عن وقت الظهر فى قوله جل وعلا : (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ)الروم:18

سادسا :

بمعنى ( الظهار )

 أى تحريم الزوج زوجته على نفسه بأن يقول لها ما معناه ( أنت علىّ كظهر أُّمّى ) قال جل وعلا :

(مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمْ اللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ )الأحزاب:4

(الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنْ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)المجادلة:2، 3 ).

اجمالي القراءات 1804