محمد صلى الله عليه وسلم
محمد(ص) كما يراه العالم

زهير قوطرش في الجمعة ١٠ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً



محمد (ص) كما يراه العالم.
كلما قرات قولاً منصفا لمفكر غربي في وصف رسول الرحمة محمد (ص) ينتابني شعوراً خفياً ،وأبدأ في سؤال نفسي ، ماذا رأى هذا المنصف من صفات الرسول ، وما ذا قرأ عنه . وهل ماقاله : فيه مصداقية ؟ أم أنه كلام للاستهلاك وللدعاية, ويبغي من وراء ذلك مقصداً أو مكسباً شخصياً .حتى قررت أن أدرس تلك الشخصيات ،من حيث سيرتها الذاتية لأقف على ماهو مجهول بالنسبة لي فيها ، وحتى استطيع الحكم على مصداقية القائل، الى جانب تحليل تلك الاقوال وومقارنتها فعلاً مع بعضها ،وتوا&;فقها مع ما قام به الرسول الكريم من تفاعل حي وعملي على أرض الواقع من خلال منهجية القرآن الكريم. وجدت أن
كثيرين  منهم تحدثوا في الغرب عن النبي الكريم ، وكأنهم  أرادوا أن يعبروا عن وفائهم لجهاد هذا الانسان الكبير ،ووفاء لكفاحه في تغير الإنسان كما أراد الله عز وجل.
في الحقيقة القائمة طويلة جداً ولكني اخترت منها بعض الشخصيات الهامة ،والتي لها مصداقية ، ولها دور في الحياة الثقافية العالمية ،من امثال تولستوي، برناد شو، ونلسون منديلا، وغوته ،وتوينبي ،ولا مارتين، فولتير ،وغوستاف لوبون،وبوشكين .هذه الشخصيات التي برأي لايمكن أن تجامل على حساب مبدأها المهني والشخصي. والأمر الأخر والمهم هو أن كل شخصية من هؤلاء لها الباع الطويل ، في معرفة الانسان ،والنفس الانسانية ،وترجمة ذلك من خلال مؤلفات عديدة وهامة ، أو مواقف يشهد لها التاريخ. وهي محطات هامة في مسيرة التاريخ الانساني ، يستحضرها عندما يريد أن يستنطق الاحداث الهامة في حياة البشرية.
يقول تولستوي الحكيم الروسي الكبير( يكفي محمدا فخراً أنه خلص أمة من مخالب شياطين العادات الذميمة وفتح أمام وجوههم طريق الرقي والتقدم، وان شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة).
تولستوي ،هذا الحكيم رأى في محمد (ص) شيئاً ،قضى عمره كله من اجل تحقيقه ، ألا وهو تغير الانسان،لقد عالج في كل مؤلفاته طبيعة النفس الانسانية ، وتناقضاتها ، مابين المراتب المتعددة فيها ، من المطمئنة ،واللوامة ...الخ وعالج هذا التناقض الداخلي ،وأراد ابراز الخير والشرفي الانسان وصراعهما في دواخله من أجل تحقيق العدالة.لهذا راى في النبي (ص) أنه الوحيد وخلال فترة قياسية قصيرة ، ومن خلال شريعة ومنهجية آلهية،  كان له القدرة على تغير هذا الانسان ،وتخليصه من العادات الذميمة. فهل يعقل أن لا يَصدّق هذا الحكيم الكبير ،وهو يعبر اصدق تعبير بأن رسالة محمد( ص) تنسجم مع العقل والحكمة ( أين انتم من هذا يا اهل النقل بدون العقل) .أين ذهبتم بهذه الرسالة ،وأين هم اولئك الذين غيرهم القرآن انذاك. وماذا سيقول تولستوي عن المسلمين في هذا الزمن؟
يقول جوته الفيلسوف والشاعرالالماني غوته.
( إننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد الى ماوصل إليه محمد وسوف لا يتقدم عليه احد، وقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الانسان فوجدته في النبي محمد.
ماذا أراد غوته أن يقوله بصدق ومصداقية، وهوالذي خبر التاريخ ،والشخصيات فيه،وخبر الانسان من خلال مدرسته الفكرية.وهو الذي درس وطور المفاهيم الفلسفية في اوربا. وجد نفسه ما زال يحبي أمام رسالة ونبوة محمد(ص). قد يتهم البعض من ابطال النقد عندنا وما أكثرهم. بان غوته لايذكر عن محمد بأنه نبي ورسول الله. وأن هذه الرسالة والنبوة من عند الله، لاباس أقول لهم أن غوته يناقش الدور العملي ،وتفاعل محمد (ص) في رسالته المرسلة كبشر مع
الواقع .فكان أعلى مثل لهذا التفاعل من خلال القيم التي نادى بها محمد(ص).

أما الفيلسوف البريطاني جورج برناد شو.فقد تحدث بإكبار عن النبي الكريم فقال( لقد درست محمداً باعتباره رجلاً مدهشاً، فرايته بعيداً عن مخاصمة المسيح،بل يجب أن يدعى منقذ الانسانية، وأوربة بدات في العصر الراهن تفهم عقيدة التوحيد، وربما ذهبت الى ابعد من ذلك، فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها بطريقة تجلب السلام والسعادة ! فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوئتي)
ما أعظمه من رأي، بكلمات بسيطة وعميقة، أعطى اصدق المعاني في وصف الرسول(ص) برناد شو الذي كان يعتبر من اذكى الفلاسفة ، واكثرهم سخرية، ها هو يقف بكل جدية ، ليقول لأوربا أن لاخيار لكم إلا برسالة التوحيد ،التي برهنت من خلال معتنقيها، أنهم يمثلون الرحمة، لايخاصمون المسيح عليه السلام ،ولا غير المسيح.وأنه برسالته هذه سيتم انقاذ الانسانية. أريد بكل صدق أن أسأل السلفيين.وأهل حديث البول ورضاعة الكبير. لو قرا برناد شو هذه الاحاديث، ولو تعرف على الفكر الوهابي والسلفي ومن لف حولهم. هل يمكن ان يقول ما قاله انذاك. اترك الجواب الى رئيس المحكمة الذي يحاكم الأخوة الذين لا اعرفهم من اهل القرآن الذين لاهم لهم إلا العودة الى منهجية القرآن ،والتطبيق العملي لهذه المنهجية من قبل رسول الرحمة محمد (ص)، ليقول فيهم كلمة الفصل.
وما أروع هذا القول ( لم يسجل التاريخ أن رجلاً واحداً ، سوى محمد كان صاحب رسالة وباني أمة ،ومؤسس دولة... هذه الثلاثة التي قام بها محمد ، كانت وحدة متلاحمة ،وكان الدين هو القوة التي توحدها على مدى التاريخ.
وكان الدين هو القوة ( ما هي مرجعية هذا الدين غير القرآن الكريم التي وحدت المسلمين) هل فهمها هذا الاروربي ولم يفهمها أكثر علماء المسلمين وساستهم في العصر الحديث. ألم يقسم الحديث الامة الى شيعة وسنة وووو...الخ. 
أهل القرآن ، هؤلاء هم الذين يريدون أن يعيدوا للدين منهجيته و تسامحه . هم الذين يريدون أن يعيدوا لسيرة النبي(ص) حقيقتها الاولى كونها كانت قرآنية النظرية ,قرآنية التطبيق.

اجمالي القراءات 18319