دراسة قرأنية لفهم علم التنجيم
الكواكب و علم التنجيم

dalou baldou في الأربعاء ١٨ - يناير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمان الرحيم
كثير من الناس لديه فضول و حب لمعرفة مستقبله و حياته كيف تكون في المستقبل القريب و البعيد و كيف ستكون حالته المادية و الزواج و......الخ
و أول ما يتبادر في ذهنه و يجول في خاطره هو علم التنجيم و الأبراج و الكواكب
فيذهب عند المنجمين ليستفسر عن مستقبله كيف سيكون .
فيستفسره المنجم عن تاريخ ميلاده و يقول له مثلا ، سيدخل كوكب زحل في برجك في شهر مارس لذلك سترزق بمال وفير و سيمر كوكب المريخ على برجك من شهر كذا إلى شهر كذا و هذا الكوكب مسؤول عن الزواج و العام المقبل سيدخل كوكب أورانوس إلى برجك و فيه سفر أو لقاء حبيب و كوكب المشتري و القمر سيمران ببرجك شهر كذا فيسببان في خسارتك لمشروع ........و الخ
الكثير من المسلمين اختلفوا في هذا العلم هناك من يقول حرام و لا يعلم الغيب إلا الله و منهم من يقول كذب المنجمون ولو صدقو و إلى آخره ومنهم من يؤمن به .
المهم نحن لدينا القرآن نور و هداية
يقول الله تعالى في سورة يوسف الآية رقم أربعة أي في بداية السورة (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (4
نلاحظ و نتدبر ، يوسف عليه السلام غلام صغير في بداية حياته لا يعرف كيف ستكون حياته و لا مستقبله ، و القصة في الأساس تحكي عن حياة يوسف و مستقبله وهنا تتدخل الكواكب في الموضوع نلاحظ أولا في بداية حياته قبل كل شيء بدأ الحديث عن الكواكب و طبعا هذا ليس عبثا ، ربما مثلا يقول رأيت الجبال و الشجر و البحار رأيتهم لي ساجدين لمذا قال الكواكب بالذات في القصة قبل الحديث عن مستقبله ، لأن لها ربما تأثير على حياة الإنسان و مستقبله ، طبعا الله فقط و أعمالنا تؤثر في حياتنا و لكن هي ربما من الأسباب ، فيعقوب ربما لديه خبرة في علم التنجيم و في الرؤيا ، مباشرة أخبره أن لا يخبر إخوته في الموضوع ، ربما هم أيضا لديهم دراية بالتنجيم و الرؤيا أن لهذا الولد شأن عظيم في المستقبل
و لأن إخوته لديهم دراية بالموضوع أي التنجيم و الكواكب و الرؤيا أخبره أبوه أن لا يقصص رؤياه على إخوته .
فلنفترض أنه في وقتنا الحالي أحد الأولاد يحكي لإخوته الكبار أن الكواكب رآها تسجد له ، فمن يأبه به فتراهم منشغلين بالفايسبوك أو التلفاز ولا يعيرونه أي اهتمام .
لأن في الماضي وخاصة في عهد فرعون لأن يوسف عليه السلام عاش في زمن فرعون . كانو متقدمين في هذا العلم كثيرا ،في شتى العلوم خاصة علم التنجيم والكواكب .
يقول تعالى (الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ) الروم 09 . أو قوله تعالى ( كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا ) التوبة 69
ثم تبدأ أحداث قصة حياته إلى نهايتها و قد بدأت بالكواكب .
و أيضا نتدبر في قصة ابراهيم عليه السلام يقول الله تعالى (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
نلاحظ : فنظر، فقال ، فتولوا ،فراغ، فقال ،فراغ ، فأقبلو . كلها افعال تبدأ بحرف ف التي تفيد الاستعجال لا يمكن لكل هذا أن يحدث في الليل حدثت هذه الأحداث في النهار ، فكيف يرى النجوم في النهار . ربما و الله أعلم أنه علم التنجيم ربما يمر عليه نجم أو كوكب من الكواكب على برجه فيؤثر في صحته فيجعله مريضا و سقيما و بما أن قومه أيضا يؤمنون و يقدرون علم التنجيم آمنوه و وثقوا بكلامه ، فتولوا عنه مدبرين .
دليل آخر على اهتمام ابراهيم بالنجوم و الكواكب و علمه بها و درايته بها في ذلك الوقت و الزمان قوله تعالى (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 79)
كلمة أفل في العجمية اللبنانية تعني أذهب و فل أي إذهب
نلاحظ ، جن عليه الليل رأى كوكبا ، كوكب واحد وسط ملايين النجوم في السماء في الليل ، مثلا في وقتنا الحالي لا يفرق بين النجوم و الكواكب إلا علماء الفلك ، ففي الليل تظهر كلها نجوم بالنسبة لعامة الناس .
نلاحظ أيضا أنه إتخذ الكوكب ربا و إله لولا أنه كان من الآفلين ، لما فيه من عظمة في قلب ابراهيم ولما فيه من تأثير على حياة الناس .
فنحن ندرس الكواكب بصفتها كورة تسبح في الفضاء و نعرف أسمائها و فقط و كيف تحفظ توازن الجاذبية ، معقول ، أنه فقط لتوازن الجاذبية ؟ كل تلك الكواكب بأحجامها الكبيرة خلقها الله فقط لتحفظ التوازن في الجاذبية ؟ نحن بالكاد نعرف تأثير القمر على الأرض فقط في مجال الزراعة فالفلاحون يعتمدون على القمر في أوقات الزراعة لما فيه من تأثير على النباتات و كل صنف من النبات يزرع في وقت معين من دورة القمر.
و الشمس لها تأثيرات كثيرة لانعلم عنها إلا القليل ،مثل فيتامين دي من أشعة الشمس وفي الطاقة الشمسية .
في النهاية علم التنجيم موجود و لكن من يستعمله هم فقط من عامة الناس و بدراية قليلة و بكذب و غش و خداع و شعوذة و أكل المال باطلا .
و يستعمل أيضا هذا العلم استعمال سلبي علما أن كل العلوم يمكن استعمالها للخير أو الشر و لأنه فقط من يهتم بهذا العلم هم فقط من غير المؤمنين يتعلمونه .
أما المؤمنون المتقون فتخلو عنه بحجة المحمديين أنه غيب و سحر و كذب و شعوذة وكذا وكذا من الخرافات و الترهات و السفسطات .
و الله أعلـــم


اجمالي القراءات 1312