وقد أشار القرآن الكريم إلى العديد من موارد الفتنة والاختبار
من سنن الله اختبار المؤمنين في إيمانهم

محمد صادق في الأربعاء ٢٣ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

من سنن الله اختبار المؤمنين في إيمانهم

{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) (العنْكبوت 2 - 3)
{ مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) (آل عمران
هذا هو موضوع اليوم.
وقد أشار القرآن الكريم إلى العديد من موارد الفتنة والاختبار التي تتمايز بها صفوف الصّابرين من غيرهم، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}البقرة155

وقال{ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } (الأَنْفال 28)
وقوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله أَلَا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ}.أل عمؤان 142

وقوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) محمد31

امتحان المؤمنين
يسنّ الله سبحانه وتعالى في هذه الآية المباركة الواردة في سورة آل عمران، سنّةً من سننه الجارية في خلقه، وعلى مرّ العصور والأزمنة، وهي أنّ الله سبحانه لن يكتفي من المؤمنين بإعلان إيمانهم والتزامهم، أو أن يقوموا بشكليّات الدّين حتى يمنحهم الله هذه الصّفة ويكتبهم عنده من المؤمنين، فقد يكون من السَّهل ذلك، بل إنَّ الله تعالى كشف بأنّه سيخضعهم لامتحانات واختبارات وتجارب، حتى يَظهرَ الصَّادقون في إيمانهم ومن يعيشون عمق الإيمان، ويتحوَّل الإيمان عندهم إلى سلوك وعمل، ما يميّزهم عن الكاذبين ممن يستغلّون الإيمان والدّين لحسابات خاصّة ومصالح ذاتيّة. وقد جعل الله ذلك قانوناً إلهيّاً، وسنّة جارية في كلّ الأزمنة.

أنواع الاختبارات:
الاختبار الأوَّل: الخروج للجهاد
هو أنَّ التّمايز كان يحصل عندما كانوا يدعون إلى الخروج للجهاد.. فالقتال هو أبرز مظهر للاختبار، لأنَّ فيه بذلاً للنفوس والمهج، ويؤدّي إلى خسارة فرصة الحياة الممنوحة للإنسان.. أمّا المؤمنون الصّادقون في إيمانهم، فكانوا يجدون الدعوة إلى الجهاد فرصتهم لنصرة دينهم.
أمّا ضعاف الإيمان والمنافقون، فكانوا يسارعون إلى التهرّب من الجهاد واختلاق الأعذار لذلك.هو أنَّ التّمايز كان يحصل عندما كانوا يدعون إلى الخروج للجهاد.. فالقتال هو أبرز مظهر للاختبار، لأنَّ فيه بذلاً للنفوس، ويؤدّي إلى خسارة فرصة الحياة الممنوحة للإنسان.. أمّا المؤمنون الصّادقون في إيمانهم، فكانوا يجدون الدعوة إلى الجهاد فرصتهم لنصرة دينهم.
أمّا ضعاف الإيمان والمنافقون، فكانوا يسارعون إلى التهرّب من الجهاد واختلاق الأعذار لذلك.

الاختبار الثاني: الغنائم
ويحدّثنا القرآن عن أمر آخر به كان يتميّز المؤمنون عن غيرهم، وهو الموقف من الغنائم الّتي كان يحصل عليها المقاتلون بعد المعركة، فالمؤمنون ما كانوا يرونها هدفاً... وعندما كانت توزّع، كانوا يرضون منها ما يرضاه لهم رسول الله. وقد برز ذلك في معركة أحد، حين ترك عدد من المسلمين موقعهم الّذي أمرهم رسول الله بالبقاء فيه، وهو الذي سمي بجبل الرّماة، مهما كانت نتائج المعركة، وهو ما دفع قريش إلى استغلال ذلك، وتحويل النّصر إلى هزيمة، حتى كادت أن تودي برسول الله ويتعرّض للقتل، لولا ثلّة من أصحابه.

الإختبار الثالث: الإنفاق
الإنفاق عنصراً أساسياً لتمييز المؤمنين عن غيرهم.. وقد أشار القرآن الكريم إلى أولئك الّذين كان إيمانهم يهتزّ عند بعض الاختبارات، حيث كانت علاقتهم برسول الله تتحدّد بمدى إعطائهم من الصّدقات، فإذا لم يعطوا منها، لعدم استحقاقهم، أو لأيّ سبب آخر، أخذوا يهاجمونه.
{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ (59) التوبة

وفى الختام: { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (177) البقرة
صدق الله العظيم.

اجمالي القراءات 1757